أخبار الجزيرة المصورة

21 فبراير 2012

ديب مبارك .. لن ينال صيد ثمين من ''محاكمة القرن''


فريد الديب
ترددت أنباء عن هروبه وأنباء عن محاولة دس السم ، وأنباء عن حدوث ''شيء ما'' لا ندركه.. يحول دون قدومه إلى قاعة المحاكمة.. لقد كان طيارا ثم نائبا للرئيس ثم رئيسا ثم ديكتاتورا.. حكم مصر بالقمع والفساد وكان يرغب في توريث بقايا وطن منهوك إلى ابنه الفتى الطائش.. ثم ظهر - فجأة - في قفص حديدي مغلق.. وكانت الحالة المعنوية للثورة فوق القمة قبل أن تنهار نحو السفح. 
أتحدث عن الرئيس المخلوع حسني مبارك ، وابنه جمال، ومحاميهما فريد الديب، فقد قدم محامو المدعين بالحق المدني فصلا هزيلا من المرافعات والطلبات الحمقاء ، فوضى واضطراب وانعدام مهنية ، بينما "الديب" يرقب المشهد من بعيد ويحبك مؤامرة.. يتخفى في العشب الملون وينتظر قدوم الغزلان ليوجه نحوها ضربات مخلبه.
يبتسم ابتسامة ساخرة وأحيانا ماكرة.. يمسك قلما باهظ الثمن ويكتب أشياءَ.. ثم جاء دور " الديب" بعد أن تلت النيابة مذكرة الاتهام وطالبت بأقصى عقوبة نص عليها قانون العقوبات المصري في تلك الجرائم.
وقف بأداء "تمثيلي"، يتحدث عن أن الرئيس مبارك هو – بالأساس – مفجر الثورة.. ثم دفع ببعض الحيل مستخرجا نصوصا من قوانين سابقة تتحدث عن عدم جواز محاكمة العسكريين في محكمة مدنية ، وانتهى إلى كلامه المضحك عن أن الرئيس لا يزال هو الرئيس ، وأن شيئا لم يكن.. ولن يكون.
جاء سامح عاشور وقام بتنظيم صفوف الدفاع وقاد جبهة الهجوم باقتدار ، وقدم مرافعة تاريخية بحق تدل على أن نقابة المحامين التي انتسب لها سعد زغلول ومصطفى النحاس تستطيع أن تتصدى لمواقف فاصلة كتلك.
كانت المعنويات المتأججة قد انهارت ، وظن الناس أن فريد الديب قادر على تنفيذ مؤامرته والعبث بأوراق القضية لحصد حكم يبرئ المخلوع.. متحججين بأن القاضي لو لم يجد بين يديه ما يدعو إلى الإدانة فهو – حتما – سيقضي بالبراءة ، لأن القاضي – كمبدأ – لا يحكم وفق علمه الشخصي ، بل من خلال معطيات الدعوى.. ولكنه لا يعلم أن هناك مبدأ قانوني مهم في القضاء الجنائي ، وهو " حرية القاضي الجنائي في الاقتناع ".
والقاضي الذي يحكم في الدعاوى المدنية والتجارية هو قاضي مستندات وحوافظ ولا يحكم إلا بناء عليها ، بينما قاضي الدعوى الجنائية هو قاضي اقتناع ، فيجوز له الأخذ بكل الأدلة أو طرح بعضها ، ويحق له الأخذ بكلام الشهود أو إهداره ، وله الاستماع إلى رأي الخبراء وإدخاله محل التنفيذ أو إهماله بالكامل ، فالقاضي هو "الخبير الأعلى في الدعوى المنظورة.
في النهاية.. يبدو أن الديب سيخرج خالي الوفاض من محاكمة القرن بلا صيد، وأن أساليبه لن تنجح، ونأمل أن يتمكن القضاء المصري من الانتصار للثورة ومبادئها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

معرض الصور


من البداية