أخبار الجزيرة المصورة

04 فبراير 2012

إبــراهيـــم حشـــاد يكتب عن مجزرة بورسعيد



بقلم :
إبــراهيــــم حشــــاد
إختلطت السياسة بالرياضة لتكون أداة لتنفيذ مخططات دنيئة تهدف الى ترويع أمن الوطن من فلول النظام السابق الذى لم يخجل من إعلان الفترة من 25 يناير حتى 11 فبراير ذكرى تنحى النظام البائد مسرحا لاحداث ساخنة وانتقامية من شعب مصر الذى تخلص من نظام مبارك الفاسد بثورته العظيمة .
اختلاط السياسة بالرياضة ليس جديدا فقد تعود الشعب المصرى على ذلك طويلا خاصة فى العهد البائد الذى كان يجد فى انشغال الشعب بالرياضة ملهى عن الكثير من المشاكل والهموم التى كان يعانى منها الجميع ، ولكن الجديد ان هذا الاختلاط كان دمويا سقط خلاله ضحايا ما بين قتلى ومصابين فى مؤامرة محبوكة روعت أمن الجميع وجعلت المصريين جميعا يرتدون ثوب الحداد والحزن على هؤلاء الضحايا الذين لا ذنب لهم سوى انهم يحبون كرة القدم .
كل المؤشرات تؤكد اننا فى مصر لم نتخلص بعد من ذيول النظام السابق سواء فى الشرطة أو الحياة العامة بدليل حالة التراخى والاستهانة بمقدرات الوطن ، واستطيع ان اؤكد اننا لن نسلم من مؤامراتهم مالم يكن هناك عقاب رادع لهؤلاء السفله الذين لا يريدون الخير لبلدنا ولا الامان لابناءنا .
وما حدث فى بورسعيد أثناء مباراة المصرى والاهلى كان مفزعا للجميع ، فرغم كل التحذيرات بعدم اقامة المبارة ورغم كل الاحداث التى سبقتها من تظاهرات كانت وحدها كفيلة بالغاء المباراة ورغم محاصرة متضررى الاسكان ببورسعيد لمقر اقامة فريق الاهلى إلا أن مدير أمن بورسعيد اللواء عصام سمك اصر على اقامة المباراة، مؤكدا انه قد وضع خطة أمنية محكمة لتأمين الفريق الضيف وجماهيره .
والقصة بدأت من محطة سكة حديد بورسعيد بتجمع كثيف للأهالى انتظارا لوصول قطار الجماهير، وخشية من تكرار احداث مباراة الفريقين السابقة و المعروفة بموقعة المحطة إلا أن الأمن كان قد قرر نقل الجماهير من محطة الركاب التى تبعد عن بورسعيد جنوبا 40 كليومتر وسط تعزيزات أمنية مكثفة، ونقل الجماهير فى عدد 34 اتوبيس و4 سيارات أمن مركزى الى مقر تواجدهم داخل استاد بورسعيد و الذى دخلوه بالاتوبيسات الى بوابة المدرج .
وكان هول المنظر من تزاحم الجماهير لمشجى المصرى، حيث استوعبت المدرجات ضعف طاقتها حتي أن بعض الجماهير تواجدوا بأرض الملعب وسط محاولات من الامن اخراجهم.
وقعت مناوشات بين الجمهورين كالعادة اثناء المباراة تبادلا فيها السباب حتى أخرج جماهير التراس الاهلى لافته كبيرة كتب عليها ( بلد البالة ماجبتش رجالة )، فكانت الشرارة حين تدافع بعض الجماهير من المدرج الى ارض الملعب حاملين الشماريخ تجاه مدرجات جماهير الاهلى والتى كانت وجوههم غير مألوفة للجميع وتمكن الامن من السيطرة عليهم ولكن كان العجيب عدم القبض عليهم و تم اعادتهم مرة اخرى للمدرجات .
وحين اطلق الحكم فهيم عمر صفارة انتهاء الشوط الاول و التى معها انطلق العشرات مرة اخرى من المدرج الغربى تجاه جماهير الاهلى وسط محاولة سيطرة من بعض ضباط الشرطة و الافراد و المواطنين المتواجدين فى الملعب دون جدوى وكانت كفيلة وحدها ايضا بعد بوقف المبارة ، حيث اشتعل فيها الملعب بالشماريخ و الصواريخ التى خرجت فى كل مكان من ارجاء المدرجات للجانبين .
بعدها بدأ جماهير الاهلى فى اطلاق صيحات السباب تجاه مدير أمن بورسعيد وضباطه واطلاق الشماريخ تجاه جنود الامن المركزى نتج عنها سقوط مجند نقل فورا الى مستشفى بورسعيد العام ولقى حتفه بعدها .
ومع اطلاق صافرة نهاية المبارة كانت ايذانا ببداية الأحداث الدامية، باندفعت جماهير من المدرج الغربى بعد كسر الباب الحديدى و مما ادى فى البداية الى سقوط ضحايا من جماهير المصرى ناحية المدرج الغربى والاندفاع لمحاولة النيل من لاعبى الاهلى و جهازهم الفنى لولا تدخل بعض الجماهير لانقاذهم فى حالة انسحاب غير مبرر من جنود الامن المركزى.
وتدافع لاعبو المصرى وجهازهم ومجلس الادارة لانقاذ لاعبى الاهلى و الذى تمكن من دخول الغرف عدا مانول جوزيه و الذى تم احتجازه فى الملعب، وقام المواطنين مع رئيس مباحث المديرية بتأمينه حتى وصل اسفل المقصورة الرئيسية و التى ظل بها ساعتين حتى خروجه منها .
وبعد التدافع بدأت جماهير الاهلى فى الهروب أعلى المدرج وكانت الطامة الكبرى اطفاء الانوار على الجماهير لتكون المجزرة التى لم يشاهدها أحد وكأن الامر مقصود لعدم التمكن من التصوير .
وفى محاولة للهروب تدافعت جماهير الاهلى على ابواب مدرج الشرقى و الذى كان مغلقا وكأن الامر تجسيدا لعبارة ( العدو من أمامكم و البحر من خلفكم ) فكسر الباب وسقط اسفله وحوله عشرات الضحايا .
ومع سقوط القتلى والجرحى تدافع المواطنون الشرفاء لنقل جثث القتلى و الجرحى بسيارتهم بالاضافة الى سيارات الاسعاف التى بدأت تنقل باقى الجرحى و القتلى الى مستشفيات الحميات و العسكرى وبورسعيد العام و أل سليمان و الزهور العام وبلغ عدد المصابين 256 مصابا و عدد الوفيات 70 قتيل من محافظات القاهرة و الجيزة والدقهلية و دمياط والاسكندرية وبورسعيد .
و تدافع الاهالى الى بنك الدم للتبرع للمصابين حتى نفذت الاكياس وتم جلب اخرى من محافظات مجاورة.
وبدأ الامن فى محاولة الامساك بالطلبة و الشباب وكل من يراه فى الشارع يرتدى تى شرت اخضر وكأنها هى العلامة المميزة فتم القبض على 47 ربما لايكون لهم علاقة مطلقا بالاحداث .
لم يتم الامساك بمسجل خطر فى تلك الاحداث رغم تأكيد شهود العيان على وجود اتوبيسين محملين باشخاص يرتدون تى شرتات للفريقين غير معلومين للجانبين من الجماهير .
 بعدها الاخلاء الجوى لفريق الاهلى على طائرة من القوات المسلحة من مطار بورسعيد أعقبها أخلاء جوى لثلاثة من المصابين فى حالة حرجة على طائرة من الصحة، 
ومع أذان الفجر بدأ الاخلاء الجوى لجثث القتلى على طائرات القوات المسلحة سبقها تحرك قطار خاص بباقى جماهير النادى الاهلى و من خرج من المستشفيات.
وبدأت التظاهرات تجوب شوارع بورسعيد للتنديد بأحداث المباراة وسقوط الابرياء من القتلى و المصابين والمطالبة للقصاص للدماء التى سالت على ارض بورسعيد وهم ابرياء .


و بدأت التحقيقات العاجلة بحضور النائب العام الذى أمر على الفور بأستدعاء كل من له صلة بالواقعة بداية من المحافظ وحتى أصغر عامل فى النادى المصرى وكذا دعوته لجميع القنوات و المواطنيين وشهود العيان بالتقدم للادلاء بأقواله فى التحقيقات لسرعة الوصول الى الجناه .
وتحول النادى المصرى الى مسرح لوكالات الانباء العالمية و المراسلين الاجانب و الذين بدأوا فى بث مباشر من مسرح الاحداث وسط دفاع مستميت من ابناء بورسعيد عن بلدهم وانهم لم يشتركوا فى هذه الواقعة مطلقا، و نشرت القوات المسلحة التعزيزات الامنية على مداخل المدينة من نقط تلاقى الحدود الفاصلة بينها وبين محافظات الجوار تحسبا لاى أحداث.
بقى ان أشير الى ان استعادة الامان لهذا الوطن يحتاج منا الى جانب الصبر ، العودة الى الضمير وأن يتقى القائمين على ادارة شئون البلاد الله فينا والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه تهديد أمن وسلامة البلاد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

معرض الصور


من البداية