في ذروة الروايات المتضاربة حول الوعكة الصحية التي تعرض لها الرئيس المصري السابق حسني مبارك في 12 إبريل ، كشفت التحقيقات التى يجريها جهاز الكسب غير المشروع حول ثروته عن مفاجأة مفادها أن التعاملات على الحسابات السرية الخاصة بزوجته سوزان في مكتبة الإسكندرية إيداعا وسحبا كانت تتم بواسطة الرئيس السابق بنفسه وليس عبر زوجته كما ورد في بعض البلاغات.
وكان جهاز الكسب غير المشروع تابع يوم الثلاثاء الموافق 12 إبريل تحقيقاته فى القضية واستمع إلى أقوال كل من فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق والدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى السابق والدكتورة هند حنفى رئيس جامعة الإسكندرية واللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية بصفتهم من أعضاء مجلس أمناء المكتبة وقال هؤلاء فى التحقيقات إنهم لم يكونوا على علم بوجود حساب مصرفى قيمته 145 مليون دولار باسم سوزان مبارك وأنهم فور علمهم بالحساب أصدروا بيانا يعربون فيه عن دهشتهم لعدم إخطارهم به وعدم إضافته إلى وديعة المكتبة.
وتبين فيما بعد أن الرئيس السابق أودع هذا المبلغ في حساب سري بالبنك الأهلي المصري دون أن يخطر به وزارة المالية ، كما لم يتم الإشارة إليه مطلقا في ميزانية الدولة .
وبالنظر إلى أن مصطفى بكرى، عضو مجلس الشعب المنحل، كان قدم بلاغا عن وجود 145 مليون دولارا فى حساب سرى باسم سوزان مبارك في مكتبة الإسكندرية ، فإن الكشف عن المفاجأة السابقة من شأنه أن يضيق الخناق أكثر وأكثر حول مبارك ويقلل من أهمية ما ذكره في كلمته الصوتية عبر "قناة "العربية" والتي اعتبرها البعض بمثابة جزء من الثورة المضادة.
بل إن هناك من فسر تضارب الروايات حول حقيقة الوعكة الصحية التي ألمت به بأنه يعود إما إلى عدم تصديق مبارك أن الخناق يضيق حوله بالفعل أو أنه يريد كسب المزيد من الوقت للإفلات من العقاب خاصة في ظل المخاوف التي أبداها بعض المصريين مؤخرا من احتمال هروبه للخارج .
وكان التليفزيون المصري أعلن أن مبارك أصيب بأزمة قلبية أثناء التحقيق معه في شرم الشيخ ، ودخل مستشفى شرم الشيخ بذريعة المرض للابتعاد عن المثول أمام جهات التحقيق.
ورغم أن مصادر حكومية مصرية أعلنت أن النيابة العامة استأنفت تحقيقاتها مع الرئيس السابق محمد حسني مبارك في مستشفى شرم الشيخ بعد تحسن حالته الصحية ، إلا أن هناك من يتفق مع ما ذهبت إليه "الأهرام" بل ورجح البعض أيضا أن يتحجج مبارك بالمرض أكثر من مرة لإطالة أمد التحقيقات معه .
وكان المصريون فوجئوا بالإعلان في 12 إبريل عن إصابة مبارك بوعكة صحية بعد استدعائه للتحقيق معه في اتهامات تتعلق بإطلاق النار على المتظاهرين أثناء الثورة المصرية وبالفساد المالي.
وفيما أفادت مصادر مطلعة في شرم الشيخ بأن قوات أمنية طوقت المستشفى الذي نقل إليه مبارك ، انتقل محققون من جهاز الكسب غير المشروع على الفور إلى هناك لاستكمال التحقيقات معه ، وسرعان ما ترددت تقارير صحفية حول أنه تم التحقيق أيضا مع نجليه وزوجته في المستشفى رغم أن البعض أشار في وقت سابق إلى أن التحقيق جرى مع ابنيه علاء وجمال في مدينة الطور عاصمة محافظة جنوب سيناء.
وكان النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود قرر يوم الأحد الموافق 10 إبريل استدعاء مبارك ونجليه علاء وجمال للتحقيق معهم في اتهامات تتعلق بالفساد المالي وبصلتهم بإطلاق النار على المتظاهرين أثناء "ثورة 25 يناير" .
وجاء قرار استدعائهم للتحقيق بعد وقت قصير من كلمة مسجلة لمبارك بثتها قناة "العربية" في 10 إبريل وأكد فيها مبارك أنه ضحية "لحملة ظالمة وادعاءات" تشكك في نزاهته وذمته المالية هو وأسرته.
وشدد مبارك في تلك الكلمة على أنه لا يملك هو وزوجته أي أرصدة أو ممتلكات عقارية خارج مصر ، كما أن نجليه لا يمتلكان عقارات في الخارج.
ورغم كلمة مبارك السابقة ، إلا أن هناك من يرجح أن التحقيقات معه ومع رموز نظامه ستكشف عن مفاجآت كثيرة فيما يتعلق بالفساد المالي والسياسي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق