أخبار الجزيرة المصورة

13 فبراير 2010

الشحات مبروك ..صاحب لقب أفضل رياضيي القرن العشرين


رفض الكثير من عروض الاحتراف عالمياً حتى لا يحمل جنسية غير جنسية بلده .. مجلة فيلكس العالمية وصفته بأنه أفضل من لعب في وزن الثمانين.
يمكنك أن تقرأ قصة حياته من مجرد تأمل قسمات وجهه الأسمر الهادئ لتدرك انه صعد من القاع إلي القمة بقوة إرادته وتصميمه وانه فاز ببطولة العالم بجهده وعرقه وكفاحه.
انه الشحات مبروك بطل العالم في كمال الأجسام والحائز علي المرتبة الأولي والميدالية الذهبية عدة مرات .. وهو أيضا الفنان البسيط الذي يجمع في أدائه بين شخصية العامل البسيط الطموح (رامبو في فيلم أمريكا شيكا بيكا ) وبين شخصية عادل المجند السابق المخلص المتفاني كما في فيلم لهيب الانتقام مع نور الشريف .وكان يمكن أن تمضي الحياة بالشحات مبروك كصانع أحذية مثل الآلاف غيره من الشباب غير المتعلم .. لولا طموحه وحلمه وإصراره علي أن يحقق ذاته وان يتفوق على ظروف الفقر التي عاشها.. وهكذا واصل التدريب علي سطح بيته فى منطقة عزبة دحروج بمدينة دسوق بواسطة ثقلين من صفائح الاسمنت على طرفي ماسورة حديدية.

هو رمز للإصرار والتحدي والإرادة الحديدية .. فقد فاز ببطولة العالم سبع مرات.. واشتغل لفترة بالتمثيل .. وعندما أحس أن انشغاله بالتمثيل قد يفقده مكانته في ساحة كمال الأجسام قرر العودة مرة أخرى إلى أمجاده الرياضية .. والفوز ببطولة العالم مجددا.. رغم حملات التشكيك في قدراته للعودة إلى ما كان عليه .. ولكنه عاد أقوى وبعضلات جديدة مما أذهل النقاد والعاملين في مجال كمال الأجسام .
ولد ( الشحات مبروك) في مدينه دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ أحدي محافظات الوجه البحري.. في أسرة فقيرة ، ولم تكن أحواله متيسرة.. وعندما شب في شوارع المدينة بدأ يتردد علي دار سينما مصر بدسوق وهى السينما الوحيدة بالمدينة .. وكان معجبا علي وجه الخصوص بالأفلام التي تمجد البطولة والتضحية، وبخاصة أفلام ملك الشاشة فريد شوقي ورشدي أباظة إلي جانب نجوم كمال الأجسام الأجانب الذين عملوا في السينما مثل جوني ويسمولر وستيف ريفز وغيرهما من نجوم تلك الفترة.
و دفعه هذا العالم الجميل من البطولة والتحدي إلي أن يحلم بالثراء والنجومية والشهرة ويمنى نفسه بالعالمية.. ورغم أن أهله دفعوه للعمل في ورشة لصناعة الأحذية بشارع الجمهورية منذ طفولته إلا أن أحلامه لم تفارقه.
ورغم صغر سنه إلا أن قوة تحمله وصبره.. جعله ينظر ويصبر حتى يصل إلى ما يريد .. وبعد سنوات وجد أن القروش القليلة التي يكسبها أسبوعياً من عمله في ورشة الأحذية لا تكفي سد احتياجاته واحتياجات أسرته التي كان يتكفل بها لمعاونة والده البسيط ، لذا لجأ إلى استخدام ذكائه الفطري في تصميم موديلات للأحذية مقابل مبالغ زهيدة .وأصبح من أشهر الموداليستات في صناعة الأحذية في المدينة، و جعلته هذه الصفة الجديدة يشعر بتميزه في عالم صناعة الأحذية.
ورغم ظروف الفقر والجهل المحيطة به.. إلا أنه لم يثر أو يتمرد أو يتبرأ من نشأته ، وإنما قرر بهدوء أن يجعل من نفسه إنسانا متميزا فاختار وأحب رياضة كمال الأجسام وبدأ في التدرب بواسطة عصا بصفيحتين من الأسمنت .. ليقوم بتنمية عضلات جسمه .. ومع انه كان يعود من عمله منهكاً إلا انه كان يتجه إلى سطح منزله ليتدرب ساعات طويلة على تقوية العضلات وبروزها واحتضنه الكابتن صبري عتمان والكابتن محمد عبد الفضيل والكابتن على أبو الهوا وغيرهم ممن سبقوه فى هذه الرياضة الجميلة حيث كانوا يتدربون فى صالة متهالكة أسفل مدرجات مقصورة إستاد دسوق.
واكتشف الشحات أن كمال الأجسام وبروز العضلات يحتاج إلى تغذية من نوع خاص وبكميات كبيرة تكلف أموالا يفوق إمكانياته فكان يلجأ إلي الجبنة القديمة ( المش) كغذاء وبروتين ، بدلاً من أن تناول اللحوم والأمينوأسيد ( الفيتامين الذي يساعد على بروز العضلات ) الذي لا قبل له بثمنه وظل يتناول (المش) و ( الباذنجان ) كلما طلب منه مدربه ضرورة أن يكون داخل وجبته الغذائية اكبر قدر من التفاح ! فكيف يأكل التفاح وهو لايجد سوى المش .. فكان يعوض ذلك بـ " الباذنجان " حتى وصل إلى بطولة العالم.
ورفض الشحات مبروك العديد من عروض احتراف كمال الأجسام عالمياً وذلك حتى لا يحمل جنسية أخرى غير الجنسية التي يفخر بها وهى أنه عربي مصري .. رغم الإغراءات المالية الضخمة و رغم ظروف الفقر التي عاشها . ولازال (الشحات مبروك) يتذكر ما فعله معه الإتحاد المصري لكمال الأجسام برئاسة ( دكتور عادل فهيم ( حين قاموا بتكريمه معنوياً وأدبياً عن طريق رفع قيمة بدل التغذية من ( 144 جنيهاً سنوياً ) إلى (أربعة آلاف جنيه شهرياً ) ووفروا له ولزملائه كافة الإمكانيات الضخمة كي يحرزوا بطولات العالم ويتسيدوا اللعبة عالمياً .
وكانت عودة الشحات مبروك إلى بطولة العالم بعد غياب ثلاث سنوات كاملة عن كمال الأجسام وتفرغه للسينما .. بمثابة تحد لنفسه أخرس الألسنة التي شككت فى قدرته على العودة مرة أخرى للبطولات .. خاصة بعد أن خسر بطولة العرب. ولكنه وبإصرار وإرادة الأبطال وتحد من فولاذ عاد وفاز ببطولة العالم في تركيا وقهر كل منافسيه.. ثم أحرز ذهبية العالم بسلوفينيا.
حقق الشحات مبروك عبر مسيرته الكثير من الجوائز والميداليات وحصل علي بطولة العالم سبع مرات.ورغم أنه في سن الـ 54 تقريبا الآن إلا أنه حقق أفضل فورمه له في هذه السن وكان الفرق بينه وبين المركز الذي يليه 12 نقطة وأبسط دليل على ذلك أنه أحرز في عام واحد الميدالية الذهبية في ثلاث بطولات ( بطولة البحر المتوسط وبطولة العرب وبطولة العالم ) وأحرز معها لقب أفضل لاعب ( البطل العام ) على كل الأوزان.

وصفته مجلة فيلكس العالمية بأنه أفضل من لعب في وزن الثمانين.. كما جري تكريمه هو وزميله أنور العماوي لحصولهما علي لقب أفضل لاعبي كمال الأجسام في القرن العشرين .. وقد وصفه الكثير من النقاد وعشاق اللعبة بأنه واحد من أعظم أبطال كمال الأجسام العرب والعالميين وقال عنه زميله البطل اللبناني باسكال حمود عندما صعد بجواره علي منصة الاستعراض : البطل الشحات مبروك عارض متمرس وصاحب خبرة كبيرة في العروض وهو يحمل لقب بطل العالم 7 مرات.. وعندما صعد إلى المسرح استجمع كل ما لديه من لياقة بدنية وخبرة عرض ليقدم عرضه الأخير الذي نال عليه الميدالية الذهبية فيما فزت أنا بالفضية بعده ، وفوزي بالفضية مع الشحات مبروك ( 7 بطولات عالمية) هو انجاز هام لي .
ومن أبرز أفلام السينما التي قام ببطولتها أو شارك في تمثيلها العزيمة الفولاذية ، تحت الربع، الخطيئة السابعة، اللومنجي ،هي والعملاق ، لا يا عنف وأيضا فيلم المرشد الذى كان بدايته مع التمثيل.
الشحات مبروك احد فرسان دسوق وسفيرها فى الوسط الفني والرياضي .
* شاهد الشحات مبروك إبن دسوق فى أحدى مشاركاته العالمية

هناك تعليق واحد:

  1. وهوا دة فعلا رمز للاصرار والعزيمة التى يستحق لها الانحناء
    جزيل الشكر للشحات مبروك
    لانة اعطى كثير من الشباب بكفاحة مثلا يحتذى بة فى كمال الاجسام واصبح رمز من رموز النجاح

    ردحذف

معرض الصور

معرض الصور


من البداية