أخبار الجزيرة المصورة

25 مارس 2011

بعيدا عن الرياضة جريدة ( دسوق اليوم ) حلم السنين ومتابعات لثورة الخامس والعشرين




بقلم
إبراهيم حشاد
العدد الاول من جريدة (  دسوق اليوم )
أخيرا أصبح الحلم حقيقة.. وتحققت امنيتى فى أن يكون لدسوق جريدة وصوت صحفى .. ومنبر إعلامى ينطق بلغة أبناء بلدى .. ولم يكن لى أن يتحقق ذلك لولا ثورة 25 يناير التى طهرت مصر من الفساد والفاسدين الذين كانوا يكتمون أنفاسنا ليل نهار ، ويحجرون على آراءنا وفكرنا .. يمنعوننا من ابسط سبل التعبير ، يقفون لكل كاتب وكل رأى يرصدون الكلمة والحرف ، بل والنية فى الكتابة أو الطرح .
فمنذ ما يقرب من 30 عاما كانت الفكرة تكبر معى بعد دخولى الوسط الصحفى عام 1977 .. سنوات طويلة احلم بذلك بعد أن تولدت لدى قناعة أن مركز مثل دسوق ينبغى أن يكون له منبرا يعبر عن أحلام مواطنيه وأمنياتهم ونجاحاتهم فى شتى محافل الحياة .
لقد كنت أتطلع لان تصدر صحيفة محترمه تعيد ترتيب البيت الدسوقى ، صحيفة تفتح آفاق جديدة أمام المواهب والمبدعين سواء فى الأدب أو الرياضة أو الفن أو السياسة أو غير ذلك من المناهج الأخرى ليسلكوا طريق سبق أن سلكه عدد كبير من المبدعين والعلماء .. كانت القيود اكبر من الحلم .. وكان أمن الدولة يقف بالمرصاد ، واحمد الله اننى عشت لأحقق هذا الحلم الكبير كى أراه حقيقة ملموسة على ارض الواقع مع جريدة ( دسوق اليوم ) التى تصدر بصفه مؤقتة كملحق لجريدة ( الملاعب الرياضية ) التى اشرف بتأسيسها بترخيص من بريطانيا عن شركة كونكورد برقم ( 6542056) وعن طريقها أصبح لدسوق صوتا ومنبر يعبر عن مشاكل وهموم بلدي.
جاءت ( دسوق اليوم ) لتكون أداة دعم ومساندة لكل المسئولين عن المدينة والمركز من الأجهزة التنفيذية والشعبية.. وأقول أداة دعم ايجابية وليست بوقا لنشر أكاذيب البعض أو تبرير للمواقف أو تزيين للأخطاء.
أداة دعم للنهوض بالمركز والمدينة ووضع اسم دسوق فى صورة أفضل بنشر السلبيات والايجابيات ، بتوجيه النقد اللاذع لمن يخطئ ، والإشادة و التصفيق لمن يبدع ويصيب.
هكذا تعلمت الصحافة ورسالتها ، وعلمتنى الخبرة أن نجاح أى جريدة يرتبط بقارئها ومدى تعلقه بها.. وقارئنا هنا هو المواطن الدسوقى الذى أراهن على وعيه وثقافته ودعمنا فى هذه الخطوة الجديدة.. قد ننحاز لمسئول ونقف خلفه فى مهامه عندما نشعر برغبته الصادقة فى التطوير والإصلاح ، ولكننا أبدا لن نتأخر عن التصدي له عند تجاوزه أو المساس بمصلحة دسوق التى نعشقها ونحبها .
جاءت ( دسوق اليوم ) لترفع شعار ( صوت من لا صوت له ) وهو نفس الشعار الذى نحمله فى عملنا فى ( جريدة الملاعب الرياضية ) التى كانت صرخة فى الأوساط الصحفية الرياضية منذ صدورها حتى اليوم بأرقام التوزيع التى كانت مفاجأة للجميع وفاقت توقعات الكثيرين الذين دهشتهم التجربة واختارها عدد كبير من المرشحين فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة بكافة انتماءاتهم لتكون منبرا لنشر برامجهم وأفكارهم الانتخابية كمادة إعلانية كى يصل صوتهم لأكبر عدد فى القرى والنجوع.
إن نجاحنا فى ( الملاعب الرياضية ) وثورة يناير والعهد الجديد ، عهد الحريات جعلني اقبل على  تحقيق حلمى الكبير بان يكون لدسوق جريدة تعبر عن نبض أبناء بلدى .. نفتح من خلالها أيدينا أمام كل المواهب الصحفية والإبداعية فى دسوق كى يساهموا معنا فى صناعة صحيفة تخدم وطننا الصغير وتكون محطة انطلاق الكثيرين إلى عالم النجومية.
لن نركب رياح الغرور عندما نؤكد أننا نسعى لتقديم صحافة متميزة ، بعيدة كل البعد عن الإسفاف والتضليل .. صحافة تنهض بدسوق وشبابها بصورة مستنيرة.. نحتضن الإبداع والمبدعين ونقوّم الموج بالنقد الهادف والبناء وليس الهدام .. صحافة تعكس رقى ( دسوق اليوم ) والحنين للماضي .. صحافة تطالب بالمزيد والمزيد لهذا المركز وشعبه الطيب الذى نضعه على رأس اهتمامنا.
نعم أنا من العاشقين لدسوق باعتبارها وطنى الصغير ، وحرصت على انتقاء كوكبة من فرسان العمل الصحفى أصحاب الخبرة وأيضا كوكبة من المواهب الصحفية الذين ستجدون موضوعاتهم ابتداء من هذا العدد ، بالإضافة إلى المبدعين فى المطبخ الصحفى ، وجميعهم اتفقوا على حب دسوق .. واراهن على تقديمهم إبداعا صحفيا متميزا وخدمة أفضل وأعلى وأقيم .
هدفنا من تجربة ( دسوق اليوم ) وضع حجر أساس لصحافة تضع دسوق فى مكانتها اللائقة بطابعها الاسلامى ومركزها التجاري الذى لايستهان به.. وان اجعل الإعلام المقروء فى دسوق جزء لا يتجزأ من منظومة العمل اليومى والاسبوعى للارتقاء وخدمة الوطن لاسيما وان مركز دسوق يعتبر الواجهة المشرقة لمحافظة كفر الشيخ.
احلم بان أرى جيل من الشباب يخوض تجربة العمل الصحفى بصورة أيسر وأفضل مما عشته فى مستهل مشواري الصحفى قبل 33 عاما مضت كان وقتها الالتحاق بصاحبة الجلالة أشبه بالسير على الأشواك، وربما يكون الجيل الحالى اسعد حظا من جيلنا فى ظل الحرية التى تنعم بها الصحافة اليوم.
إن امنيتى قبل الرحيل أن أرى دسوق فى مكانة ارقي ، وصورة أفضل ، تليق بتاريخها الزاهر وطابعها الديني .. وان اشعر بان ابنائى واحفادى وأجيالهم سوف يتمتعون بحياة أفضل ، يتمتعون بثمار وضعنا بذورها وحصدها جيلهم كى يعيشوا فى امن وأمان ومستوى معيشى يليق بهم ، وبالتالى سوف يدعون لجيلنا بالرحمة لأنه ترك لهم فكرا يدفع بهم إلى التقدم والرقى .. فانا من المؤمنين بان دسوق غنية بالإمكانيات غير المستغلة حاليا .. وبالعقول المتميزة .. وان الطاقات الكامنة داخل أهلها الطيبين يمكن أن تغير ارض الواقع تماما لتتفاعل مع العهد الجديد الذى تعيشه البلاد ، وكلى أمل أن تكون ( دسوق اليوم ) مركزا خصبا للإشعاع والتنوير الذى يمكن أن يحول دسوق إلى جنة وسوقا لمشروعات صغيرة قابلة للتوسع جيل بعد جيل.
على بركة الله نبدأ مشوار الحب والعطاء لبلدنا بالكلمة والفكرة والدراسة والرأي والاقتراح.

عودة مصر من الأسر والاختطاف
مظاهرات 25 يناير امتدت الى دسوق
لم نكن نتخيل أن ثورة الشباب يوم 25 يناير ستكون بهذا الحجم الذى فاق توقعاتنا بكل المقاييس .. ولكنهم المصريين ، أصحاب الأرقام القياسية والذين يضعهم العالم خارج التوقعات والحسابات.
فبعد تصاعد المظاهرات ونزول الإخوان للمشاركة الفعلية ليوم الجمعة الموافق 28 يناير ، ولكنهم احترموا كل المطالب الوطنية والشعارات الوطنية والمدنية لثورة الشباب .
احترموا أيضاً بالقول والفعل تقديرهم وعرفانهم للحصان الأبيض للثورة الذي نادى بثورة الغضب وقادها يوم 25 .
وأياً كان هذا التقدير حقيقي أو تكتيكي ، لركوب الثورة بعد ذلك وتحويلها إلى مطالب إخوانية أو مطالب حزبية ضيقة الأفق الوطني .
لم يختلف كثيراً مشهد الأحزاب  الكبرى ( الوفد والتجمع والناصري والغد والجبهة ) عن مشهد الإخوان إلا بقلة عددهم ، وظلت وتيرة الثورة تتصاعد وتكسب مؤيدين ومتعاطفين كل يوم من الشعب المصري ، وكان هذا المشهد معجزي للغاية وايجابي للغاية .
فالمصريون طيلة 30 سنة من حكم مبارك ونظامه لم يقدروا على انتفاضة حقيقية تهز أركان النظام بعد أن نجح النظام في تكبيل الشعب المصري كله واختراق أحزاب المعارضة بالأمن وبالصفقات ووضع الجميع في الدائرة السوداء ، دائرة الترويض أو الإحباط التي تخيلوا انها وئدت إرادة الشعب المصري .
ولأننا خرجنا في ثورة 19 في ظل وجود رمز كسعد زغلول وفي ظل الاحتلال وفي ثورة أو  انقلاب 1952  ، كانت الدبابات من يركب عليها هم رموز الثورة حيث تنظيم الضباط الأحرار وحلفاءهم من الإخوان والتيارات الأخرى .
ثورتنا الحديثة بلا سعد زغلول وبلا دبابات بل هي شباب مصر وبحزب الفيس بوك  - حزب العالم الحر.
وطن الفيس بوك والتويتر والمدونات
وفي ظل نخبة بعيدة عن الشباب ، تسكن البرج العاجي والتنظير الفارغ من التجسد في الشارع المصري .
كانت المنطقة الوحيدة البيضاء في هذا المشهد السوداوي المصري هي منطقة الشباب الذي كان يسكن وطن الفيس بوك والتويتر والمدونات،هذا الوطن الحر العولمي الذي يعج بالأفكار والرؤى والأحلام والأهداف .
ولأن الأجيال القديمة والنخب القديمة والأحزاب القديمة لا تدرك قدرة الواقع الافتراضي على تشكيل الواقع الحقيقي ، فلم ينتبه أحد وهذا كان في صالح الثورة ، بل على العكس كان النظام الديكتاتوري يسخر من شباب الفيس بوك ولذلك لم يقدر الأمن رغم محاولاته باختراق شباب الفيس بوك وهذا العالم العولمي الحر ، لكنه لم ينجح لأن كل أدواته كانت قديمة ومرقعة ومشوهة.
وبعد 8 أيام ، وبعد بيانات من الحكومة متتالية تنسخ بعضها البعض وبعد تصرفات همجية بوليسية في ضرب ثورتنا السلمية بالقنابل المسيلة للدموع وبالرصاص الحي ، وسقوط مئات  الشهداء، وبعد قطع وسائل الاتصال التليفوني والمعلوماتي ( الانترنت ) ، وفتح السجون وانتشار البلطجية وترويع الشعب المصري العظيم ،
ساهمت هذه القرارات والممارسات الأمنية المتخلفة مساهمة غير عادية في اشتعال الثورة ونزول أكبر عدد في الشوارع لمواجهة هذا النظام الديكتاتوري ، وإيماننا أن لا حرية إلا بدم.
وقف الشعب المصري يحرس ويحمي مصر بدلاً من أمن النظام الديكتاتوري في مشهد حضاري وتكافلي لم تشهده مصر منذ قرون.
قبلنا المواجهة ودسنا تحت أقدامنا الخوف ، واخترنا البقاء في ميدان التحرير ، ميدان الحرية وثورة " اللوتس ".
خرج الرئيس مبارك في خطاب التنحي الذي حلم به المصريون ولم يتخيلوه يوماً ، بل تخيلوا العكس تماما ، تخيلوا توريث جمال مبارك ، وتخيلوا حفيد مبارك بعد ابنه.
وكان الوجه الآخر للحكومة المصرية ، الغرب المتمثل في أمريكا وإسرائيل ، كان هذا الوجه طيلة الـ 8  أيام يناضل من أجل استمرار النظام الديكتاتوري  لبقاء مصالحه بغض النظر عن مصالح الشعب المصري وعكس ما يدعون ويتشدقون أنهم يؤمنون أن من حق الشعوب أن تقرر مصيرها خوفاً منهم من البعبع الذي يشهره النظام في وجوههم وهو بعبع الإخوان المسلمين والدولة الإسلامية .
وكان النظام في نفس الوقت في إعلامه وقنواته المهجورة يشهر سلاح الفوضى في الداخل حيث معادلة النظام الديكتاتوري بعبع الفوضى  للداخل وبعبع الإخوان للخارج ، ولقد نجح النظام بعض الشيء في تجسيد هذه المعادلة لكثير من الشعب المصري ، وكثير من الغرب .
والمتتبع للإحداث السريعة والساخنة التى شهدتها البلاد .. سيجد منعطفات ، ومنحنيات ، وصعود ، وهبوط .. فى كل شيئ .. ليس على مستوى ميدان التحرير وحده ، ولكن فى سائر أنحاء البلاد ، وفى كافة الجهات الرسمية  ، والشعبية .. وجميعها يدخل فى ( قائمة الصدمة ) التى روعت الجميع بمن فيهم مبارك نفسه الذى ظهر أمام كاميرات التليفزيون من قصر الرئاسة الجمهوري فى تحدى صارخ لغالبية جموع الشعب الغاضب ليخرج لهم لسانه والرد على الكثير من الأسئلة التى كانت تبحث عن إجابة.
ولم أكن أتصور أن يستهين الرئيس ( المخلوع ) بثورة تم التحضير لها بهبوط أسهم مصر والمصريين فى الداخل والخارج ، بمشاكل استعصت على مبارك وحاشيته أن يعالجوها طوال هذه السنوات الطويلة التى تولى فيها البلاد .. ثورة رفضت الظلم والقهر والسلب والنهب وإحداث فوارق اجتماعية بين طبقات الشعب ، ثورة قالت للصوص خيرات البلد وأموالها كفاية طالما شعاركم " هل من مزيد ، مهما تضخمت ثرواتكم " .
حاول مبارك أن يخدع هذا الشعب حتى آخر نفس .. ولكنه يبدو انه تصور انه عندما قال فى إحدى خطبه " لا للتوريث .. وسأظل اخدم هذا البلد حتى آخر نفس .... " ومرت مرور الكرام على الشعب الذى ارهبه جلادين وسفاحين العادلى من الممكن أن تعدى عليهم أيضا عندما تلاعب بعواطفنا فى الساعات الأخيرة قبل الخلع .. ولكن إرادة هذا الشعب نجحت فى خلعه بالفعل ليصيب بدهشة واستغراب من هذه المهانة التى هزت عرشه وعرش عهده.

أين كتيبة الإصلاح
حالة غريبة من الغموض والارتباك كانت تخيم على قادة الدولة والحزب الوطني وأكدت الصورة نجاح مبكر للثورة وان كيانات الدولة ماهم إلا أبطال من ورق !!!

جمال مبارك وضياع امله فى التوريث
أين رئيس الجمهورية ، وأين حقن المسكنات والعبارات الفضفاضة التى كان يعطيها لنا طوال عهده مثل : " أهم شيئ عندى محدودى الدخل .. لامساس بمحدودى الدخل .. المواطن البسيط ده غلبان ..وازيادة السكانية تعوق كل نتائج الانتاج و...ووو " وغيرها من العبارات المكشوفة التى لم تدخل على المصريين الذين تم محاصرتهم بالإرهاب الأمنى والقهر الاقتصادي؟
أين رئيس مجلس الوزراء بهيلمانه وإصلاحاته وبطاقاته الذكية ؟
أين وزراؤه بتصريحاتهم الفشنك وانجازاتهم التى ما تحققت إلا بسبب التوجيهات الرشيدة للرئيس القائد والتى كانت تضحكنا ؟
أين رئيس مجلس الشعب بصلفه وغروره وهو يزنق على الاستجوابات ، أوالطعون التى تقدم فى أعضاء مجلس الشعب نجحوا بالتزوير .. وإلا عندما كان يردد بثقة وعنجهية عبارته الشهيرة ( المجلس سيد قراره ) .. ضاربا عرض الحائط بالأحكام القضائية ونزاهة القضاء الذى كان مانشيتات عريضة فى الصحف بلسان رئيس الدولة ؟
أين أعضاء مجلس الشعب الذين كانوا يتسابقون لنيل رضا الحزب الوطنى وقياداتة  أصحاب الفكر الجديد ؟ .. أين الحزب الوطني نفسه بهيلمانه ورجالة بعد أن فرض وجوده على الساحة وأصبحت شعبيته جارفة ؟ .. أين صفوت الشريف بوق الكلام الذى لا يتوقف عندما يتحدث عن الرئيس أو الحزب وتشعر معه بالحنان والدفء ، إذا نسيت ماضيه الأسود والدنئ وتلونه عبر العصور؟؟
أين اللص والمزور أحمد عز الذى قاد ببراعة أروع الملاحم الانتخابية فى انتخابات 2010 بشهادة مبارك نفسه ؟ .. اين د. على الدين هلال صاحب صفر المونديال الذى صدع رؤسنا بكلامه وتحليلاته ومناوراته ؟ .. أين جمال مبارك صاحب الفكر الجديد الذى ساق القطار بعصابته ومنح والده أجازة بعد أن انشغل بمرضه وشيخوخته ؟؟؟؟؟
هؤلاء جميعا غابوا عن الساحة فجأة، وعلق المسئولون الأمريكان أكثر من مرة على ثورة الشعب المصري تعليقات يشوبها القلق ولا يفهم منها شيء !!! تصورنا هروب مبارك ؟
ولكنه بقى حتى كتابة هذا المقال فى شرم الشيخ ينتظر مصير محتوم ،هو ومن خانوه وباعوه أمام قوة الثورة أمثال العادلى الذى حمله مسئولية إطلاق النار على المتظاهرين ،أنكر فى التحقيقات كل ما نسب له من اتهامات مشيرا أنه لا يحب العنف ولا يقمع المتظاهرين!
ووزع العادلى الاتهامات التى تحاصره على عدد من قيادات الداخلية وألقي بالمسئولية على عدلي فايد مدير مصلحة الأمن العام وحسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة واللواء أحمد رمزي مساعده للأمن المركزي ، وقال إن رئيس مباحث أمن الدولة قدم له تقارير مضلله عن حمل المتظاهرين أسلحة ومهاجمتهم لقوات الأمن مما اضطره لأخذ قرار بمهاجمتهم.
رغم أن اللواء عدلي فايد قال أمام النيابة أنه غير مسئول عما حدث وأنه ليس له أي علاقة بأي ضابط متواجد بالشارع وأنه يعتبر جهة رقابية علي الشرطة من داخل الشرطة ولا علاقة له بالأمور الميدانية.
وأيضا قال رئيس مباحث أمن الدولة إنه منذ 3 سنوات يتقدم بتقارير للعادلي حول خطورة معاملة المتظاهرين بعنف وحذره خلالها من إتباع أساليب القمع إلا أن العادلي كان يعد تقارير بشكل يخدم هدفه في التعامل بعنف مع المتظاهرين في أي مكان في الجمهورية ولم يهتم مطلقا بتقاريره.
أما اللواء احمد رمزي مساعد الوزير للأمن المركزي فأنكر ما قاله العادلي نهائيا وأضاف أن قادة التشكيلات الخاصة بقوات الأمن المركزي اضطرت للانسحاب بعد أن وجدت نفسها وحدها في بعض المناطق بعد انسحاب جميع القوات مع قرار حبيب العادلي بالانسحاب من جميع الشوارع والميادين .
والقائمة عامرة بالأسماء التى ستلقى المسئولية على الآخرين حتى لايقعوا ضحايا للثورة أمثال احمد عز ومحمد أبو العينين والشريف وجرانه والمغربى وغيرهم من رجال المال والسلطة معا، وغيرهم ممن نهبوا ثروات وخير مصر.
الغريب أن هناك لهجة غريبة بدأ يتكلم بها رجال مبارك .. لأول مرة دون أن نعرف السبب ليتأكد لى ان الذين باعوا مبارك كثيرين وربما يصلوا الى الملايين !!
الصحافة استردت حريتها أيضا..
واكب الثورة في شوارع مصر ثورة في وسائل الإعلام التي كانت إحدى ركائز نظام الحكم الاستبدادي للرئيس حسني مبارك.
وبمجرد تخليه عن منصب رئيس الجمهورية انقلبت الصحف اليومية الرئيسية المملوكة للدولة على مبارك وأعلنت انتصار الثورة وبدأت في الاعتذار عن تغطيتها للانتفاضة التي بدأت في 25 يناير كانون الثاني .. وكان العنوان الرئيسي لصحيفة الجمهورية التي كانت أكثر الصحف المملوكة للدولة في خدمة نظام مبارك "سطعت شمس الحرية .. وأعلنت صحيفة الأهرام اليومية الرئيسية المملوكة للدولة "الشعب أسقط النظام"، ووصف أحد كتابها مبارك "بالفرعون الأخير".
ولم يكن التغيير في التليفزيون المملوك للدولة أقل قوة، واستبدلت الأغاني الوطنية التي تعود الى حقبة الستينات بلقطات لشبان مفعمون بالنشاط في مسيرة من اجل الحرية في أغنية للمغني المصري محمد منير، كما استبدلت بعض الوجوه التي ارتبطت بسنوات مبارك الصارمة بمقدمي برامج لم يشملهم عهد تعبئة وسائل الإعلام الجماهيرية.
واستخدم المجلس الأعلى للقوات المسلحة التليفزيون الرسمي لإذاعة خمسة بيانات لشرح خططه لإعادة السلطة إلي المدنيين من خلال تعديلات دستورية وانتخابات وتحذير الشعب من الاستمرار في الإضراب والعودة الى العمل من أجل مصر.
واجتمع الجيش - الذي أدرك أهمية الإعلام عندما استولى على السلطة في 1952 - مع كبار الصحفيين في إطار جهوده في الأيام القليلة الماضية لإقناع وسائل الإعلام بعرض الأحداث الجديدة بطريقة ايجابية.
وتحرير وسائل الإعلام هو أحد مطالب المحتجين وجماعات المعارضة ، ونشرت الصحف موضوعات عن جماعة الإخوان المسلمين التي تعامل معها مبارك بعداء كما أتاح التليفزيون مساحة من البث لأعضاء في الجماعة لعرض آرائهم ، وأصبح المجال الاعلامى  واسعا منفتحا ،وسقف الحرية أصبح الآن عاليا جدا ولا يقتصر فقط على الصحافة.
لقد أصبح 80 مليون مصري محللين سياسيين فكل شخص أصبح يقول ما يشاء.
في مثل هذا المناخ يمكننا أن نقول أن السقف لن ينخفض أبدا مرة أخرى، فنحن جميعا أحرار الآن.
والأهرام وغيره من الصحف لن يكون صوتا للحكومة مرة أخرى ، في هذه المرحلة ستدخل كل الصحف مرحلة جديدة.
وفي عهد مبارك وسعت أجهزة الأمن العديدة نفوذها ليشمل كل جانب من جوانب الحياة بما في ذلك الإعلام ، اليوم لم تعد رقابة أمن الدولة هي المشكلة، فقد كان ذلك قبل أسابيع قليلة،  لن يجرؤ ضابط أمن دولة على تهديد الصحافة بعد اليوم.

هناك تعليق واحد:

  1. يا استاذ ابراهيم بك فيه فى دسوق نصب تذكارى للجندى المجهول والشهداء امام مجلس المدينه مباشره مكتوب عليه كلمه الله من فوق ياريت تضيفه للصور الموجوده فى الصفحه الرئيسيه للمجله ولسيادتكم جزيل الشكر

    ردحذف

معرض الصور

معرض الصور


من البداية