الفنان التشكيلى أحمد عز الدين |
والفنان احمد عز الدين الذى رحل عن دنيانا قبل عام يعد احد الفنانين القلائل الذين اثروا الحركة التشكيلية بأعمال جادة تدعو للاعجاب .. حيث ينقلك بهدوء الفنان الى عالمه الغائر فى عمق النقاء والصفاء الذهنى ويجرفكم معه فى بحر التراث للتطهر من التغريب والغموض والعبث بإسم الفن .
ان اعمال الفنان احمد عز الدين تمثل مشهدا بصريا لا يعتمد على نقل الطبيعة او الأشكال لكنها تمثل تركيبات هندسية وعضوية بحروف الخط العربى الذى يعتبر الفنان أحد رواده فى العالم العربى وصاحب رؤية متميزه فى طرحه واستلهامه بشكل متميز وراق .
أحمد عز الدين فنان عايش الطبيعة منذ مولده بمدينة دسوق بدلتا مصر حيث كل الجوانب الحياتية تسير على سجيتها دون معاناة مفتعلة .. فتشبعت روحه بالعفويات والتعامل المباشر والممارسات الصادقة فكان فكرة الصوفى والدينى يعانق النقاء لتكتمل لديه الرؤية الفنية .
تأثر بطبيعة مسقط راسه دسوق وكان مسجد العارف بالله سيدى ابراهيم الدسوقى الملىء باثار الفنون الفاطمية فى المحراب والمأذن الأربعة والقبه الكبيره بمقر نصاتها وزخارفها الوثيرة زرعت فى فكرة نبته من الروحانية والتصوف وجماليات الفن الشرقى والاسلامى انعكست على أعماله التشكيلية فى الرسم والكولاج والتصوير بألوان الباستيل والجواش والزيت على سطوح من القماش والخشب والورق والبلاستيك وغيرها من الوسائل التعبيرية . والمفردات التشكيلية فى أعمال الفنان كثيرة ومتعددة منها الطائر او الحمامه وهو يرسمها بطريقة شديدة التلخيص والتجريد وبدون ملامح او تجسيم وهى أحيانا بيضاء او سوداء واحيانا اخرى مزخرفة بزخارف نباتية او هندسية وتحمل معنى السلام فى حالة اللون الأبيض، والقتامه فى حالة اللون الأسود الصريح .
كما يستخدم فى مفرداته التشكيلية الباب الاسلامى والنافذة الاسلامية ذات الاشكال المعمارية المختلفة والاقواس والعقود اضافة الى استخدامه للهرم لتكوين هندسى صارم .
تأثر الفنان أحمد عز الدين فى بداياته الفنية بالعديد من الفنانين الذين أثروا الحركة التشكيلية فى مصر والعالم العربى مثل جاذبية سرى وعبد الرحمن النشار وفرغلى عبد الحفيظ ويوسف سيده . وعلى الرغم من نجاحه فى مجال االرسم الا انه يعشق فن الكولاج ويقول انه يجد نفسه مع هذا العالم لأنه من الفنون التى تحدث صدمه جمالية لدى المتلقى خاصة اذا كان العمل مرتبط بقضية ما كالكوارث والحروب وقد نجحت فى ادخار اشكال مجسمه داخل اللوحة مثل الحبال والخشب والزجاج لتعطى للمتلقى احساس النحت والتصوير فى آن واحد واعتقد والحديث لعز الدين ان فن الكولاج فى مصر تطور بصورة سريعة وتعانق مع قضايا العالم المختلفة لينقل ويتبع معنا الحدث برؤية فنية تعكس احتواء الفنان الكامل للحدث وهناك اعمالا قدمت منذ سنوات وارتبطت باحداث هامة مازالت باقية لان صاحبها خرج بها مثل لوحة الجورنيكا لبيكاسو التى ظهرت مع ضرب القرية الأسبانية جورنيكا عام 1936 لأنها مازالت تعبر عن رفض أى ظلم انسانى وهى حاليا موجودة بمتحف البرادو فى أسبانيا بعد نقلها مؤخراً من المتحف الفرنسى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق