أخبار الجزيرة المصورة

15 أغسطس 2010

فى دسوق ..رمضان تحول من شهر العبادات إلى موسم للدعايات الانتخابية


رغم أن انتخابات مجلس الشعب ستقام بعد ثلاثة شهور من الآن، إلا أن بعض المرشحين استغلوا قدوم شهر رمضان المبارك بما يعبر عنه من قيم دينية وتواصل اجتماعي، ليبدأوا حملتهم الانتخابية مبكراً.
فسرعان ما انتشرت في شوارع محافظات مصر لافتات التهنئة التي تحمل أسماء وصور المرشحين وصفة بعضهم التي يخوض بها الانتخابات التي ستجري بعد شهرين من الآن، والغريب فى الأمر أن بعض المرشحين وضع أيضا شعار الحزب الوطني الديمقراطي، ليعلن عن انتمائه له، رغم أن الحزب لم يختر حتى الآن أي مرشح باسمه! .
كما أقدم المرشحون على توزيع ما أسموه بـ"شنطة رمضان"، على المواطنين الفقراء، وهي عبارة عن كيس به بعض المواد الغذائية مثل الأرز والسكر والزيت، ، بعد طباعة صورة واسم المرشح عليها.

ومن وجهة نظر الغالبية فإن هذه الشنطة ليست خالصة لوجه الله لمساعدة الفقراء أو من باب أعمال الخير خلال الشهر الكريم، بل إنها "شنطة انتخابية" لشراء أصوات الناخبين كخطوة لتجميع الناس حولهم لقرب حرب انتخابات مجلس الشعب، التى يستخدم فيها كل أنواع الأسلحة مشروعة كانت أم غير مشروعة .
وليست" الشنطة الانتخابية" هى فقط التى يستخدمها مرشحي مجلس الشعب، فقد شاهدنا من قبل فى انتخابات سابقة توزيع "البطاطين" و تنظيم رحلات "العمرة" لبعض أهالي دائرة كل مرشح لكسب أصواتهم فى الانتخابات، بجانب توزيع الأموال الطائلة هنا وهناك للفوز بمقعد المجلس الذى من المفترض أن يصل إليه من يستحقه بإرادة المواطنين وأفضل من يستطيع أن يمثلهم فى البرلمان ويحافظ على حقوقهم .
وعلى الرغم أن وزارة التضامن الاجتماعي حظرت استخدام "شنطة رمضان" فى الدعاية الانتخابية، لكن الدكتور زكريا عزمي الأمين المساعد لشئون التنظيم والعضوية والمالية والإدارية بالح
زب الوطني صرح بأن الحزب وزع هذا العام نصف مليون "شنطة رمضانية" على القرى الأكثر احتياجا "وفقا للضوابط التي حددتها هيئة مكتب الحزب".
كما قال صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى، والأمين العام للحزب الوطني، أن نصف تلك الحقائب
تم توزيعها من خلال الأمانة العامة على المستوى المركزي والنصف الآخر من خلال أمانات الحزب في المحافظات وأعضاء مجلسي الشعب والشورى.
ويبدو المواطنون في وادي والحزب الوطني وقوى التغيير في وادٍ آخر في ظل انطلاق حملات شعبية لدعم المرشحين المحتملين للرئاسة، بجانب انتخابات الشعب، ومع احتدام المنافسة بين الحزب الوطني من جانب وقوى المعارضة من جانب آخر، إلا أن الشارع المصري لا يلقي لكل هذا بالاً في ظل حالة الغلاء الذي بات الهم الذي يؤرق غالبية الأسر الميسورة منها أو الفقيرة، في ظل الارتفاع المتواصل في أسعار السلع المرتفعة أصلاً على رغم التصريحات الحكومية المتكررة عن السيطرة على الأسعار، وهو ما دفع بعض المتاجر الشهيرة إلى تقسيط مشتريات عملائها من المواد الغذائية.
ومن السهل أن تتعرف على أماكن توزيع حقائب رمضان من خلال الزحا
م الشديد الذي يرافق هذه العملية.
اثار هذا الزحام امتد لاكثر من دائرة ..
وفى محافظة الدقهلية أصيب أكثر من 50 شخصا بجروح وكدمات الأسبوع الماضي بسبب تدافعهم أثناء توزيع حقائب رمضان في استاد المنصورة، الذي احتشد بداخله أكثر من 7 آلاف مواطن للحصول على حقيبة.
* حرب اللافتات *
وقبل آوانها بشهرين، بدأت حرب اللافتات التي غطت شوارع المدن والقرى المصرية، حيث ظهرت لافتات "تحمل الخير لكل الناس" و"خير الناس أنفعهم للناس" التي رفعها المرشحون المحتملون لجماعة الإخوان المسلمين، ولافتات أخرى تحمل صور الرئيس مبارك ونجله جمال وشعارات الحزب الوطني التي رفعها المرشحون المحتملون للحزب الوطني فى شوارع الكثير من محافظات مصر .
المثير أن دائرة دسوق شهدت نداء عادل حسنين احد المرشحين بالدائرة الذى أعلن خوض المعركة الانتخابية ربما فى شهر نوفمبر من العام الماضى وامتلأت الشوارع بلافتاته الطويلة والعريضة مستغلا انه تاجر اقمشه فى إغراق المدينة بلافتات التأييد له والتى يتم وضع أسماء بعينها كتوقيعات على اللافتات دون الرجوع إليهم !!!!!!!!
ودخل أسماء أخرى فى بورصة اللافتات أبرزهم إبراهيم أبو طاحون الذى يعد أحد ابرز المرشحين الذين ينتمون لعائلة كبيره لها سطوتها وعزوتها على الكثير من اصوات الدائرة سواء بالنسب او الحسب او العلاقات الاجتماعية والسمعة الطيبة وهناك مرشح اخر اسمه على جمعة ( مين على جمعة ؟ ) غاب خارج البلاد بعيدا عن دسوق 18 سنه للعمل بامريكا وعندما عاد رفع شعار تطبيق الحرية الاوربية فى التعبير عن الرأى فى مصر ولا اعرف حتى الان برنامجا محددا له سوى انه يريد ان يصبح عضو مجلس شعب عن الدائرة !!!!!!!!
ومن بين المرشحين ايضا عماد فؤاد الطوخى .. وهناك ياسر نوار الذى قام مساء الاثنين الماضى ( 16 / 8 / 2010 ) بجولة ناجحة بقرية محلة دياى سنوالى رصد تفاصيلها بالصور الحصرية عبر الموقع .. وهناك مرشحين اخرين مثل جمال مكى ومحمد ابراهيم درويش وابراهيم زغلول و سعيد الجمسى و على داوود وسمير نور القاضى الذى يرفع شعار التوريث فى معركته حيث كان والده نائبا للدائرة قبل وفاته الى رحمة الله ويسعى الابن حاليا للفوز بمقعد والده !
ولكن الدعاية المحترمة التى يقوم بها المحاسب محمد الشهاوى فاقت التوقعات وجعلته فى قلوب أبناء الدائرة التى أعلنت مبايعهتم له ..
ونوع ثالث يحمل أسم المرشح، وإذا كان مرشح لمقعد "العمال" أو "الفئات"، بالإضافة إلى إهداء أهالي الدائرة بمناسبة الشهر الكريم، طبقاً لنظرية "الشامبو" المعروفة ( 2 فى 1) .. ففى مجال آخر تنافس فيه المرشحون، وهو موائد الرحمن الرمضانية، التي أكدت بعض الإحصائيات أن المرشحين في انتخابات مجلس الشعب السابقة أقاموا 1500 مائدة إفطار رمضاني في جميع المحافظات المصرية.
ويرى أحد الأطباء المصريين : أن السياسيين نسوا أن أفضل دعاية انتخابية في شهر رمضان هي السيطرة الحقيقية على شطط ارتفاع الأسعار لأنه الهم الأكبر الذي يؤرق غالبية الأسر المصرية، مضيفاً ــ أن السيطرة على الأسعار أهم من توزيع شنط رمضان وأهم أيضاً من المطالبة بتعديل الدستور، فكيف لمواطن لا يملك قوت يومه أن يتفرغ للمشاركة السياسية أو متابعة حراك سياسي لا فائدة منه؟
وعلى اختلاف الوسائل التي استخدمها السياسيون لاستغلال الشهر الفضيل في الدعاية الانتخابية،والتى بلغت الى قيام احدى المرشحات لمقعد المرأة بتوزيع الملابس البالية على الدائرة لضرب سباق المرشحات الاخريات على مستوى المحافظة وابرزهن وناهد العطافى رئيسة مجلس ادارة بنك التنمية والائتمان الزراعى بقطاع الوجه البحرى والدكتورة فريدة عبد العزيز عبده عضو مجلس الامناء بادارة مطوبس التعليمية والاعلامية عبير زاهر والدكتورة وهالة فوزى ابو السعد واكرام عبد الستار زقزوق وثناء محمود ابو زيد ولبنى عبد العزيز شتا ومايسة عبد الجواد ووفاء السيد الجندى وحنان سيف النصر وام كلثوم مرسى وفتحية مختار حسب النبى وايمان بكرى ومها صبرى الشربينى .. وفاء غزالة وعزة الحداد ، يظل الفائز الأول والأخير فى ظل هذه العملية الاستغلالية هو المواطن المصري المطحون الذي يعاني من غلاء الأسعار سواء في شهر رمضان او غيره من شهور السنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

معرض الصور


من البداية