الشعراوى |
في كتابه ( وعرفت الشعراوي ) يتحدث الدكتور محمود جامع عن مواقف عديدة في حياة الامام وقد أفرد في كتابه هذا صفحات كتيرة من جزئه الاخير لمواقف حدثت لفضيلته مع مجموعة كبيرة ممن أمتهن التمثيل و الغناء في عهده.
كما تعرض لما أذاعه بعض المغرضين والمرجفين أنهم علموا أن الشيخ الشعراوي يدفع لهؤلاء مبالغ باهظة، بالدولارات حتي يعتزلن، ويتحجبن، وهذه فرية كاذبة وظالمة
نفاها الشيخ ولم تثبت إطلاقا، حتي إنهم نسبوا أقوالا للممثلة 'إلهام شاهين' أنهم عرضوا عليها مليون دولار نظير اعتزالها وحجابها ولكنها نفت حدوث هذا العرض عليها من أصله، وادعي هؤلاء المرجفون أن حجاب الفنانات هو مؤامرة ضد الفن.
و الشاهد في الحديث ان الشيخ الشعراوي كان لديه من السماحة و اللطف ما يفتح قلوب الكثيرين و الكثيرات لرحمة الله و لعل أبلغ ما ذكره المؤلف في تلك الناحية ما حدث مع فضيلته و الفنانة شادية
فلقد كان لقاؤها الأول مع الشيخ الشعراوي هو لقاء مصادفة في مكة المكرمة عندما نزلت من الأسانسير ليدخل الشيخ الشعراوي ولم يكن يعرفها، فتعرفت عليه وقالت: عمي الشيخ الشعراوي أنا شادية فرحب بها، فقالت له : ربنا يغفر لنا، فقال لها: إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك.. وإن الله تواب رحيم.
وكانت شادية تؤدي العمرة مع الشاعرة علية الجعار التي كانت قد ألفت أغنية في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم (خد بإيدى ) وغنتها شادية علي المسرح ليلة المولد النبوي الشريف وقد انهمرت دموعها:
يانبينا ياختام المرسلين.. آدي حالي وحال جميع المسلمين.. خد بإيدي يانبينا.. خد بإيدي ياختام المرسلين.
وكانت هذه الأغنية في هذه الليلة المباركة نقطة التحول في حياة شادية وآخر مرة تغني فيها بعد أربعين سنة من نشاطها الفني والذي طوي في هذه الليلة إلي الأبد!
وبعدها سألت عن منزل الشعراوي في الحسين وذهبت إليه وقابلته، وكانت جلسة طويلة مباركة خرجت منها شادية وقد أمسكت بطوق النجاة ، واتجهت إلي القرآن والصلاة والعبادة وعمل الخيرات وقيام الليل الذي تقول إنها تنتظره بفارغ الصبر لأنها تجد فيه المتعة كل المتعة في رحاب الله في السحر .. وقالت للشيخ إن أول آية في القرآن جذبتها هي 'ادعوني أستجب لكم'
وقامت شادية بإنشاء مركز إسلامي يضم مسجدا صغيرا ووحدة صحية ودارا لتحفيظ القرآن الكريم، وتكررت زياراتها للشيخ وبصحبتها بعض زميلاتها من الفنانات المعتزلات التائبات المحجبات.
وأشاع المغرضون أن الشيخ الشعراوي تزوج شادية، وسأله أحدهم عن حقيقة هذه الشائعة فرد عليه الشيخ أن زواجي من شادية شرف لا أدعيه!
يا لروعة الشيخ
فلقد تصور مروجي الشائعة حينها أنه متي وصلت للشيخ سيثور و يغضب و يقول من هي شاديه تلك ! حتي إذا ما وصلت كلامته لها يحدث لها هزاً نفسياً يعيدها ثانية الي خشبات المسرح ، غير أن الشيخ قدم اليها أروع مواساه ، فلقد كانت حديثة عهد بالتوبة و كان من الممكن جدا أن يبعدها أي كلمة تري ان فيها تقديرا من شانها.
وفي مهرجان السينما كانت شادية ضمن المكرمين بعد اعتزالها وحجابها، وتكهن البعض أنها ستحضر لاستلام جائزتها.. وزاد البعض في أنها ستخلع الحجاب.
واتصلت شادية بالشيخ الشعراوي لتأخذ رأيه في حضورها حفل تكريمها، فقال لها الشيخ.. لا تعكري اللبن الصافى، فرفضت الحضور بعد أن اقتنعت بكلام الإمام!
رحم الله الشيخ الشعراوي فما أعذبه في الحديث وارحمه في الدعوة الي شرع الله و لعل من قال بانه متي مسك بزمام الامور سيعاقب كل من لا تردي الحجاب لاحوج ما يكون لان يعرف كيف تساق القلوب طائعة مختارة لتنعم برحمة من الله و كثير فضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق