أخبار الجزيرة المصورة

01 نوفمبر 2011

إبــراهيـــم حشــــاد يكتب : أحزاب عانت من البحث عن مرشحين لاكمال قوائمها

انها الفوضى الخلاقه التى يتسم بها الشعب المصرى حتى فى الازمات المصيرية ، ففى اللحظات الأخيرة لتلقى طلبات المرشحين لعضوية مجلسى الشعب والشورى، كان الزحام الشديد عنوانها ، باعتبار اننا نعيش حالة من الحراك السياسى ، وننعم بأجواء الديمقراطية والحرية والمساواة .
كل من هب ودب سعى لتقديم أوراقه للترشح بما فيهم الاحزاب التى وجدت مكانا لها على الساحة بعد ثورة يناير ، وبدلا من أن تبدأ فى ترتيب البيت وتنظم قواعدها للانطلاق للمرحلة الجديدة التى تعيشها مصر بفكر يبنى المجتمع ويحتضن أفكار الشباب الناضج الواعى لترى النور، راحت تقحم نفسها فى عالم متلاطم من المنافسات الانتخابية ، وسعت لاعداد قوائمها بحثا عن دور فى البرلمان .. تماما مثلما قفز الكثيرون على الثورة التى قام بها الشباب واقحموا انفسهم فى زمرة الثوار ، وادعى من ادعى ، وقال من قال ، انهم ثوار وبهم نجحت الثورة فى اهدافها !!
ولاشك ان ما كشفه نادر بكار عضو اللجنة العليا لحزب النور السلفى بشأن طلب حزبه لمبلغ ألف جنيه من كل مرشح على قائمة التحالف الإسلامى كمصاريف للدعاية الانتخابية يطرح علامات استفهام كثيرة ، اهمها هل تذكرة العبور للبرلمان المصرى أصبحت سهلة الى هذا الحد ؟ وهل احزابنا التى ولدت بعد الثورة جاءت كجمعية لمن يدفع الاول ، قصدى ( يقبضها الاول ) ؟ ولماذا تصر هذه الاحزاب على الترشح طالما ليس لديها الامكانيات والدعم الكفيلين بمساندة مرشحيها ؟ وهل فعلا ما يحدث لإنقاذ هذه الاحزاب من انعدام تمثيلها فى البرلمان خشية من تعرضها للحل؟
الموضوع يحتاج الى وقفه !! خاصة فيما يتعلق بما اكده عضو اللجنة العليا لحزب النور من أن هناك عدداً كبيراً من مرشحى التحالف دفع مبالغ ضخمة، قبل انطلاق الحملة الانتخابية ، وتمت الاستعانة بخبراء فى الإعلانات لتكون الحملة شاملة جميع وسائل الإعلام والتليفزيون والصحف، إضافة إلى عقد مؤتمرات ضخمة فى كل المحافظات سيحضرها الآلاف وستتم الاستعانة بقيادات سلفية مثل: الشيخ محمد حسان، وياسر برهامى، فى تلك المؤتمرات.
وما استوقفنى فى تصريحات نادر بكار عضو اللجنة العليا لحزب النور أنه أكد أن اللجنة العليا للحزب طالبت جميع أعضاء الحزب بوضع صور « لوجو الحزب » بدلاً من صورتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى « فيس بوك » كنوع من الدعاية الإلكترونية، وتم تجهيز بوسترات بشكل مختلف .. وهو ما يعنى ان الحزب نفسه يحتاج الى دعاية، ويرى فى مرشحيه الذين اختارهم وورطهم فى دفع مبلغ الالف جنيه خير وسيلة للدعاية والترويج للحزب وابقى سلم لى على البرامج الانتخابية ومصلحة الوطن العليا.
وفى حزب "المصري الديمقراطي الاجتماعى" بكفر الشيخ كانت الصورة مغايره تماما ، بل انقلبت للنقيض عما حدث فى حزب النور حيث قدم 83 عضواً من اعضاء حزب "المصرى الديمقراطى الاجتماعى" بكفر الشيخ استقالاتهم لرئيس الحزب بالقاهره ، وتم ارسال فاكسات بالاستقاله الجماعيه، وذلك لاعتراضهم لاختيار الحزب لمرشحيه على مجلسى الشعب والشورى لقائمه امانه كفر الشيخ دون الرجوع للقاعده العريضه للمؤسسين.
واكد المهندس سيد السباعي عضو الحزب وأحد المستقيلين ان الاعتراض يأتى على طريقه ترشيح الحزب للمرشحين دون عرض اسمائهم علينا ودون معرفه كامله بالمرشحين وتاريخهم السياسى وهذا مانرفضه تماماً.
فوضى وعشوائية نتعجب لها ! سواء من القيادات الحزبية أو الاعضاء .. الذين يؤكدوا يوما بعد يوم ان الوطن كعكة لابد من الحصول عليها بعد حرمان سنوات طويلة .
اسماء دخلت دائرة الترشيح فى انتخابات ما بعد الثورة رغم صعوبتها هذه المرة لتوسيع الدوائر، وتتعجب اكثر عندما ترى ان هناك اسماء لايعرفها ابناء حيهم او منطقتهم!!
والغريب انه رغم جهود بعض الأحزاب في البحث عن مرشحين لقوائمهم الانتخابية واعلانهم عن خوض الانتخابات للفوز بعدد من المقاعد فى البرلمان الجديد أثارنى عرض من ( حزب المصريين  الأحرار ) يطلب فيه مرشحين لاكمال القائمة فى عدد من الدوائر ابرزها طنطا مقابل 10آلاف جنية للمرشح الواحد، بعد ان عجز مسئولى الحزب عن استكمال القائمة في اليوم الأخير، لتلقى طلبات الترشيح بعد انقسام الكتلة الديمقراطية.
أعرف ان ذلك الخبر قد لايصدقه الكثيرين ولكنه حدث بالفعل .. والاغرب والاكثر اثارة ذلك المشهد الكوميدى الذى قام فيه حزب ( مصر الحديثة ) بتعليق لافتة أمام قاعة إحدى المحاكم التى تتلقى الطلبات مدون عليها(مطلوب مرشحين لحزب مصر الحديثة مع تحمله جميع نفاقات الدعاية) وهو ما يثير السخرية.
المشهد تكرر فى كفر الشيخ للبحث عن مرشحين لاستكمل القوائم الانتخابية ، حيث قام  بعض الأحزاب بتسول مرشحين من قاعة المحكمة وأمتد البحث الى الشارع.
كما قال حسن ترك رئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى وهو من الاحزاب الهشة أحادية النشأة انه بذل جهود مضنية للعثور على مرشحين لهم قواعد تصويتية لإنقاذ هذا الحزب من انعدام تمثيله فى البرلمان خشية من تعرضها للحل.
مؤكدا أن كل حزب له الحرية في اختيار مرشحيه بالعدد الذي يراه للتفاوض معهم لتقديم أوراقهم لانتخابات الشعب والشورى.
ويذكر أن أحزاب الحرية الصوفى والاتحادى والأمة والشعب والدستوري الحر تقدمت بمذكرة لرئيس اللجنة العليا للانتخابات لمطالبته بالموافقة على مد الفترة الزمنية للترشح لتمكنهم من ترشيح عناصر تابعة لهم بعد انسحابهم من التحالف الديمقراطي الذى يضم الحرية والعدالة الذي توغل على رؤوس القوائم الانتخابية ووعدت هذه الأحزاب بخمس مرشحين لكل حزب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

معرض الصور


من البداية