تصريحات وتعليقات
للمواطن المصري قارئ الصحف - وخصوصاً تصريحات السادة المسئولين - عدة أطوار لابد أن يمر بها، تبدأ هذه الأطوار بمرحلة الدهشة وهي أن يستغرب تصريحات السيد المسئول والتي لا يلمس منها شيئاً بنفسه على أرض الواقع، ثم يتطور القارئ ليدخل إلى مرحلة الغضب حينما يجد أن كل ما يقرأه ما هو إلا محض هراء بل إنه يرى بعينه عكسه تماماً، ثم يتحول إلى مرحلة اللامبالاة ليصل إلى الذروة مع المرحلة الرابعة والأخيرة وهي مرحلة الضحك .. فهو يضحك من ضحالة التصريحات التي يقرأها ويضحك ردأ على من يضحك على عقله بكلمات لا يصدقها مطلق هذه التصريحات والذي سيقول عكسها تماماً إذا ما اختلى بنفسه وابتعد عن الأعين .
تعالوا نضحك سوياً على التصريحات التي قرأناها خلال الأيام القليلة الماضية :
تعالوا نضحك سوياً على التصريحات التي قرأناها خلال الأيام القليلة الماضية :
* ناشد السيد وزير الكهرباء والطاقة المواطنين بترشيد استهلاك الكهرباء والتقليل من ساعات تشغيل تكييفات الهواء في المنازل وأكد أن التزايد في الطلب على الطاقة الكهربية في مصر بلغ حداً خطيراً بل و ربما لا تستطيع المحطات الحالية توفير هذا الكم من الطاقة في الفترة المقبلة.
ــ حدثني سيادتك عن أعمدة الإضاءة في الشوارع والتي يقطع التيار الكهربي عن أغلبها في المساء للحد من استهلاك الطاقة في حين تترك صباحاً لتضيء طريق المشاة وقائدي السيارات!!
ــ كم عدد أجهزة التكييف التي يحتويها القصر الخاص بالسيد وزير الكهرباء والطاقة وعدد أجهزة التكييف في منازل ومكاتب السادة الوزراء والمسئولين وعدد ساعات التشغيل.
ــ كيف يمكن لدولة لديها مشكلة في توفير الطاقة لمواطنيها أن تقوم بتصدير هذه الطاقة إلى الدول المجاورة ؟
هل يتعلق الأمر بتوفير عملة اجنبية فقط ؟ أم أن الأمر يتعلق بانعدام الاهتمام بتوفير الخدمة للمواطن المصري أولاً وبصورة منتظمة قبل الالتفات إلى تصدير هذه الخدمة ؟
* السيد على الدين هلال: البرادعي بيلقح جتته عندما يتحدث عن رفضه للانضمام للحزب الوطني .. هنبقي شعب هُزؤ لو عدلنا الدستور من أجل أشخاص ( الحديث عن مرشح للرئاسة في الوقت الحالي وفي وجود الرئيس مبارك قلة أدب ).
ــ لا أعرف حقيقة كيف يجرؤ السيد على الدين هلال صاحب كارثة صفر المونديال على الظهور أمام الناس إلى يومنا هذا دون أن يفكر في اعتزال الحياة العامة والتواري عن الأنظار بعد أن تسببت قيادته "الحكيمة" لملف مصر لاستضافة مونديال كرة القدم في فضيحة لدولة في حجم وتاريخ مكانة مصر ولكن يبدو أن سيادته - وغيره من المسئولين - يعتمدون على أن المصريين شعب ينسى بأكثر مما يتذكر .
ولا يوجد عاقل في مصر يمكنه أن يصدق بأن رجل في حجم البرادعي يمكنه أن يقدم على اتخاذ خطوة من الممكن أن تدمره كسياسي إلى الأبد، ذلك انه إذا فكر في الانضمام الى حزب يحتكر السلطة في دولة لعدة عقود وتسبب في انحطاط كل ما فيها اخلاقيا واجتماعيا وسياسياً بشهادة التقارير الدولية فيما هو يطالب بتجديد الدماء في مصر فكأنما حكم على نفسه بالموت ولما اتبعه في طريقه هذا العدد من المصريين الذين يزداد عددهم كل يوم .. ولا أعرف كيف لأستاذ جامعي وأمين للإعلام بالحزب الحاكم أن يتصور أن هناك من يمكن أن يصدقه حين يدلي بتصريح مثل ذلك، ويكفي في هذا السياق ما رد به عليه أستاذنا فهمي هويدي وما قاله عبد الرحمن يوسف منسق الحملة الشعبية لدعم ترشيح البرادعي للرئاسة من أن تصريحات هلال استربتيز سياسي حيث يتجرد النظام حاليًا من آخر قطعه في ملابسه وهو ما لا يستحق الرد عليه - على حد قوله !.
ثانيا: يتحدث سيادته عن أن الدولة التي تعدل الدستور من أجل أشخاص هي دولة هُزؤ .. وماذا يقول سيادته في الدولة التي يحتوي دستورها على مادة تأتي في صفحتين؟ وماذا يقول سيادته على دولة فصلت فيها مادة - أقل ما قيل فيها أنها خطيئة دستورية - لا تناسب بأي حال ولو انطبقت السماء على الأرض إلا شخص واحد فيها؟ ومن قال إن الدستور إذا تم تعديله فسيكون من أجل شخص واحد وليس لتطهيره مما احتوى عليه من سقطات؟
ثالثاً : يقول سيادته إن الحديث عن مرشح للرئاسة في الوقت الحالي وفي وجود الرئيس مبارك قلة أدب .. فماذا يقول في ذلك الكيان الهلامي المسمى (الائتلاف الشعبى لدعم جمال مبارك)؟ أم أن الحديث عن قلة الأدب لا ينطبق إلا على من يخرج عن الإطار الذي يرسمه لنا سيادته ؟ وهل تقوم دولة محترمة بالقاء القبض على من يلصقون صور لأحد الأشخاص بعينه فيما هي تترك البعض الآخر يفعل ذلك دون التعرض له لمجرد أنه ابن الرئيس؟
وفي النهاية .. ألا توضح هذه الكلمات ( بيلقح جتته ــ شعب هُزؤ ــ قلة أدب ) طريقة تفكير السيد على الدين هلال وكل من هم على شاكلته في كل من يعارضونهم فكرياً أو سياسياً ؟ ألا يدل ذلك على الطريقة التي ينظر بها السادة المسئولون إلى الشعب الذي من المفترض أنه انتخبهم .. وهل هذه كلمات تصدر عن أستاذ جامعي؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق