أخبار الجزيرة المصورة

12 مارس 2010

دراسة جادة فى السحــــــــر

كثيرون أيضاً الذين يقومون بأعمال أكثر إثارة للدهشة مثل ثني أسياخ الحديد دون لمسها، أو تحريك الأجسام الثقيلة عن أماكنها بمجرد الإشارة إليها.. أو كسر لوح زجاجي في نافذة بمجرد النظر إليها، أو قراءة ما يدور في رؤوس غيرهم كما لو كانوا يقرأون صفحة في كتاب. ونحن نقول إن هؤلاء سحرة .. وإن ما يقومون به سحر .
من هو الساحـر؟
وبكثير من الإيجاز نقول إنه واحد من بيننا .. إنسان عادي مثلي ومثلك، وقد تكون أنت ساحراً وقد أكون أنا أيضاً ولكننا لم نفطن إلى ذلك لأننا لم نكتشف أنفسنا حتى هذه اللحظة.
فنحن نعتمد في حياتنا الروتينية على حواسنا وقدراتنا العادية فقط.. وربما لأن المادية قد استحوذت علينا وربما لأن مطالب الحياة ترهقنا وتستولي على تفكيرنا وربما لأن طموحنا قد توقف بعد أن قنعنا بتفاهة العيش في القرية أو المدينة.
لكن ليس معنى ذلك أن قدراتنا المتفوقة قد اختفت أو تلاشت إلى الأبد إنها تراجعت وكمنت فقط، لكنها قد تتوهج وتنطلق في أي لحظة، لأن السحر فن مثل الرسم والنحت والحفر على الخشب فإن ملكته تتألق عند بعض الأشخاص رغماً عنهم.. أي أنه كما يوجد رسام موهوب ونحات موهوب يوجد أيضاً ساحر موهوب أو ساحر بالفطرة.
لكن لا شك في أن الدراسة والممارسة تصقل هذه الموهبة وتطورها ، ومن بين التدريبات التي يمارسها السحرة الموهوبون، الصوم لفترات طويلة عن الطعام والاكتفاء بالقليل جداً منه عند إفطارهم.
كذلك الانقطاع عن الناس .. والامتناع عن الكلام .. والاعتزال في الخلاء أو بين القبور وارتداء الملابس الخشنة .. وممارسة القسوة على النفس بحرمانها من الملذات وسائر متع الحياة.
السحرة ثلاثة أنواع :
الأول يمارس أصحابه ما يسمى بالسحر الأبيض وهم يعتزلون الناس للتعبد والتأمل في أماكن قصية أو مهجورة.. ويعذبون أجسادهم ليخلصوا أنفسهم من دنس الشهوات بالجلوس عرايا ساعات طويلة في عز البرد أو فوق الثلج أو النوم فوق حصى مدبب الأطراف أو فوق أسنان مسامير مثبتة في لوح من الخشب أو بإحداث جروح في أجسادهم وتركها تتقيح.. وهم بخلاف ذلك يترفعون فوق كل متع الحياة ويعزفون عن ملذاتها لكي تشتد عزائمهم وتقوى إرادتهم ويتحقق لهم السمو إلى حالة من الشفافية تمكن نفوسهم من التحرر من أغلال أجسادهم المادية لكي تحلق في الآفاق الرحبة، حيث ملكاتهم تكون أكثر توهجاً وأكثر قدرة على الانطلاق دون أن يعوقها عائق أو يحدها حد، وهم بعد ذلك يمارسون السحر لتحقيق الخير للناس.
والنوع الثاني من السحرة يمارس أفراده الأعمال الشريرة أو ما يسمى بالسحر الأسود .. وهم يؤذون الناس في غفلة منهم ويمارسون طقوساً غريبة ويأوون في بيوتهم حيوانات مكروهة أو مرعبة كالأفاعي السامة والحرباء والفئران وحشرات سامة كالعقارب والعناكب والديدان ويقيمون علاقات شاذة مع حيوانات مثل الحمير والماعز والكلاب.. ويتجنبون الاقتراب من الماء بالشهور.. فقط يشربونه ولكنهم يستعيضون عنه باللبن الحليب عند الاغتسال.
ويقترفون الكثير من المحرمات ويدوسون بأقدامهم أغلب المقدسات ويحفظون من الطلاسم والتعاويذ ما يمكنهم من الاتصال بالجن والتعامل معه والاستعانة به.
وأما النوع الثالث من السحرة فإن أفراده يعيشون حياة عادية معظم الوقت ولكن قدراتهم غير العادية تتوهج في أعماقهم فجأة دون إرادة منهم فيصبحون قادرون على السمع والرؤية أبعد وأعمق. ويستطيعون التأثير فيما وفيمن حولهم ويسببون لهم من المتاعب ما قد يقلب حياتهم رأساً على عقب.
والساحر بعد ذلك شخص مختلف عن سائر الناس في سلوكه.. إنه يبدو مستهيناً لا مبالياً.. لا يتقيد بقواعد أو أصول التعامل المتعارف عليها بين أفراد المجتمع الذي ينتمي إليه.. يرتدي ما تقع عليه يده من ثياب ولا يهتم بمنظره أو مظهره.
ولا يأبه بما يقول غيره عنه .. ربما لأنه يعلم أنه صاحب رؤية ثاقبة تجعله على بينة بما وراء الأقنعة الزائفة التي يخفي الناس خلفها رغباتهم المنحطة وربما لأن قدرته على معرفة النتائج تجعله يدرك أن المشقة التي تبذل في السعي لتغيرها ضرب من العبث.
ونحن نصادف من آن لآخر أفراداً من هذه الأنواع الثلاثة في كل زمان ومكان، وعندما تحيرنا أعمالهم الخارقة ونعجز عن معرفة كيف يستطيعون القيام بها، نريح أنفسنا بالقول إنه الخداع، خداع البصر أو خداع السمع، لذلك بقيت كلمة (كيف) بغير إجابة حتى جاء العصر الحديث بعلومه المتقدمة فانشغل الناس بالمادة وآمنوا بالسبب والنتيجة.
وقال الماديون : إن عصر الخوارق قد انتهى ، وإن الحديث عن السحر والمعجزات لا يعدو أن يكون نوعاً من التخريف لأن كل شئ أصبح خاضعاً للفحص والقياس ، كل شئ حتى مشاعر الإنسان وأحاسيسه.
ولكن رغم التقدم العلمي لم يختف أصحاب القدرات والملكات المتفوقة ولم يتوقف السحرة عن القيام بأعمالهم.
رأى العلماء فى السحر:
يقول العلماء والباحثون : إن السحر قدرة تتوفر عند بعض الناس، فيستطيعون بها التأثير في غيرهم، أو فيما حولهم، وهذا التأثير يكون مادياً في بعض الأحيان، ووهمياً في أحيان أخرى.
ويقول آخرون : إن السحر عمل يؤدي إلى نتائج تتعارض مع قوانين الطبيعة والمنطق المألوف .. ويقول آخرون: إن السحر فن له آثار لا يمكن إنكارها وإن كان هو نفسه غامضاً، لأنه يستند إلى قوانين غيبية غير قابلة للقياس أو التحليل أو التفسير.
أما علماء النفس فيقول فريق منهم : إن السحر قدرة متفوقة على الإيحاء يستطيع من يملكها نقل أفكاره وتصوراته إلى رؤوس الآخرين، فيرون ما يريد لهم أن يروه.. ويقول فريق آخر: إن هناك ظواهر لايزال العلم عاجزاً أمامها لأنها فوق المستوى المادي المحسوس، وتحتاج إلى منهج جديد للتفسير لم يتوصل إليه العلم بعد.. ومن هذه الظواهر السحر.
ويقول أفلاطون : "إن كل ما يخدع يمكن وصفه بأنه سحر، ولذلك فإن السحر كذبة رديئة".
لكن أرسطو له رأي آخر في السحر، يختلف عن رأي أفلاطون وقد تعلم أرسطو فنون السحر على أيدي الكهنة المصريين، وأتقنها، ثم نقلها بعد ذلك إلى اليونان.
ويقول الفيلسوف العربي ابن خلدون في مقدمته، عن السحر والطلاسم: ( إنها علوم بكيفية استعدادات تقتدر النفوس البشرية بها على التأثير في عالم العناصر، إما بغير معين، أو بمعين في الأمور السماوية، والأول هو السحر والثاني هو الطلاسم) .
ويقول ايضا : (وكانت هذه العلوم في أهل بابل في السريانيين والكلدانيين، وفي أهل مصر من القبط وغيرهم.. وكان فيها لهم التأليف والآثار ولم يترجم لنا في كتبهم فيها إلا القليل مثل الفلاحة النبطية في أوضاع أهل بابل فأخذ الناس منها هذا العلم وتفننوا فيه. ووضعت بعد ذلك الأوضاع مثل مصاحف الكواكب السبعة وكتاب طمطم الهندي في صورة الدرج والكواكب وغيرهم..).
وإذا كانت العلوم المادية قد طغت في العصر الحديث ، وسيطرت على عقول الناس، بعد أن تحكمت في حياتهم وتفكيرهم، فإن هذه العلوم المادية قد عجزت ـ حتى الآن ـ على انتزاع الإيمان الفطري بوجود قوى خارقة قادرة على التعبير عن نفسها في بعض الأحيان .
وليس أدل على ذلك من أن الكثير من المثقفين والمتحضرين، الذين يتعمدون القول بعدم اعتقادهم في السحر يتسم سلوكهم في حياتهم الخاصة بالخوف الشديد من الحسد، والنحس، ويتفاءلون ويتشاءمون، ويفزعون من الغموض ويتشككون في الغريب، ويخافون على أولادهم من العين فيتكتمون تفوقهم ويرتعدون إذا عرفوا أن فلاناً له علاقة بالجن.
والحقيقة أن رفض الإنسان للظواهر الغريبة، أو الغامضة، ووصفه لها بأنها خرافات أو خزعبلات، لن يقضي على هذه الظواهر.
ومن حسن الحظ أن بني الإنسان ليسوا جميعاً من الرافضين فقد كان بينهم على مر العصور عدد لا بأس به من الذين يجدون في التأمل والتفكير متعة عقلية أو ذهنية، أسفرت دائماً عن إزاحة الغموض عن كثير من ألغاز الكون وكشف مكنوناته، وهؤلاء هم المفكرون أو الحكماء أو العلماء.
وأي مفكر أو حكيم أو عالم ليس إنساناً من طراز خاص أو نادر، إنه ببساطة شديدة إنسان عادي ولكنه تحرر من الخوف بعد أن أدرك أنه عدوه الأول، الذي حال بينه وبين بلوغ الكمال العقلي على مر السنين.. ولذلك فهو لا يتسرع أبداً في قول كلمة (لا) قبل أن يطيل النظر ويمعن التفكير والتأمل.
إنه يزن الأمور بموازين دقيقة ومتعددة ومختلفة .. ويدور حول الظواهر الغريبة التي تصادفه، لينظر إليها من كل النواحي ويتفحصها من كل الزوايا.. فإذا لم يوفق في اكتشاف أسرارها فإنه يحاول مرة أخرى.. ثم مرة ثالثة.. ولا يستسلم للفشل أو يلجأ إلى الرفض.. وإنما يستبدل كلمة (لا) بكلمات أخرى مثل (قد) أو (ربما) أو (جائز) أو (محتمل) لأنه يعلم جيدا أن رفض الحقائق لا ينفي وجودها. ومن هذه الحقائق السحر.. أو بعبارة أخرى قدرة بعض الناس على التأثير في غيرهم وفي الطبيعة من حولهم.
ومن السحر .. الاتصال بالموتى ، وإقامة علاقات مع الجن، أو العرافة، واستخدام الكلمات والرموز والأرقام لإحداث تأثيرات معينة في حالات معينة في أوقات معينة.. وقد يكون المستهدف بهذه التأثيرات إنساناً أو حيواناً أو نباتاً أو جماداً.
والعلم الحديث يحاول الآن جاهداً اختراق الجدار السميك الذي يفصل العالم المادي المحسوس عن عالم السحر اللامادي اللامحسوس.. والعلماء الذين يتصدون لهذه العملية الصعبة يعيدون النظر في كل ما وصفه الأولون والماديون بأنه خرافات وخزعبلات ومع انهم مازالوا يحاولون فإنهم تمكنوا من إزالة بعض الغموض.
تحريك الأشياء:
نرى في حياتنا اليومية بعض الظواهر الغريبة لدى البشر لا نجد لها تفسيراً ، ونعدها من الخوارق البشرية وقد يرجعها البعض إلى السحر أو العلم أو إلى المجهول.
ومن هذه الظواهر قدرة بعض البشر على تحريك الأشياء المادية دون لمسها ودون استعمال آلة من الآلات، وقد لاقت هذه الظاهرة حظها من دراسة العلماء والمتخصصين في مجالات عدة كعلماء النفس أو ما وراء المادة وغيرهم من المهتمين بمثل هذه الظواهر. وفي الحقيقة أنه امر مهم أن نبحث في كل ما لا نعرفه في محاولة لتحليل الظاهرة مهما كانت نادرة الحدوث في المواقف حتى نقف على أسبابها أو لمحاولة الانتفاع من قدرات صاحبها أو لإفادة العلم بالنتائج التي نتوصل إليها.
وقد ثبت لدينا أن هناك من البشر من يستطيع تحريك الأشياء المادية عن بعد ومن مسافة قد تبعد أو تقرب ومن مصادر بعضها صحيح لدرجة اليقين وأخرى يربوا إليها الشك، ولكننا لا نستطيع إنكارها حتى من تلك المصادر المشكوك فيها، وذلك لتعدد الرواة وتفرقهم، مما يعطي لأقوالهم مصداقية ولو بنسبة ليست بالحد الذي يصل بها إلى اليقين.
ولدراسة هذه الظاهرة والرجوع إلى مصدرها ومعرفة خفاياها يجب علينا أن نطرح على أنفسنا بعض التساؤلات حول هذه الظاهرة ومدى انتشارها بين الناس طارحين المعلومات التي تحت أيدينا تؤكد إمكانية حدوثها من عدمه.
وفي البداية نعرض ما وصل إلينا من معلومات من كتاب الله العظيم القرآن الكريم في موضعين أحدهما في سورة النمل:
{قال ياأيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين* قال عِفريتٌ من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين* قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفُك} 38-39-40
والثانية في سورة سبأ:
{ ولقد آتينا داود منا فضلاً، ياجبال أوبي معه والطير، وألنّا له الحديد} 10 {ولسليمان الريح غدوها شهرٌ ورواحها شهر وأسلنا له عين القِطر}12.
الآية الأولى تروي لنا مشهداً في بلاط سليمان النبي عليه السلام، حيث وقف يطلب من تابعيه أن يأتي له أحدهم بعرش بلقيس ملكة سبأ، والمعلوم عن سليمان أنه كان ملكاً للكائنات جميعاً من إنسان وجن وطير وحيوان وحشرات وجمادات. فما كان من عفريت من الجن ـ كما هو وارد في الآية ـ أن قال : "أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك" والأمر بهذه الصورة ليس بغريب، كذلك فإنه لا يتعلق بموضوعنا مجال البحث، فالغالب أن هذا العفريت كان سيقوم بحمله بنفسه، وهذا الأمر لا يتعلق بنقل الأشياء عن بعد من جانب الجن وإن كان متعلقاً بعموم الظاهرة بالنسبة لبعض الناس الذين يلجأون إلى الجن لتحريك الأشياء وهو ما سوف نقوم بتفسيره في حينه إنما ما يهمنا الآن هذا الرجل من جلساء سليمان، والذي قال "أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك" والوارد في كتب التفسير أنه رجل ـ أي إنسان ـ وقد أتى بعرش بلقيس في حينه، والوضع كذلك هو قمة استخدام القدرات والصورة الكاملة للظاهرة نظراً لبعد المسافة التي قام هذا الرجل بنقل العرش منها (بين فلسطين واليمن) والزمن القياسي الذي قطعه للقيام بذلك "قبل أن يرتد إليك طرفك" فقد قطع المسافة في اللازمن. والظاهرة الآن ونعني بها تحريك الأشياء عن بعد تأخذ في معظم حالاتها أبعاداً أقل من ذلك بكثير، فلا تعدوا أن ينقل أحدهم شيئاً من مكان إلى آخر عدة سنتيمترات أو جزءاً من المتر أو أن يثني بعض الملاعق والشوك وهو ما يعد مجرد بداية للقيام بذلك الحادث الذي قام به رجل سليمان.
ومن الآية الأخرى نجد أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ يشير إلى أنه قد منح داود عدة مواهب كمعجزات للناس منها ثني المعادن ولكن في عبارة توضح قوة رهيبة منحت لداود (وألنا له الحديد) وهو ما يوحي بأن الحديد ـ وهو أصلب المعادن ـ قد أصبح ليناً سلساً في يدى داود إلى القدر الذي يصل فيه إلى المعجزة.
والجدير بالبحث أن هذه المعجزات إنما تمنح للأنبياء ليتحدوا قومهم فيما أحسنوا ومهروا فيه. وهو ما نراه في معجزة القرآن الكريم عند العرب الفصحاء ومعجزة السحر لموسى عليه السلام لمهارة المصريين فيه والطب لعيسى عليه السلام لمهارة قومه كذلك.. فلما كانت معجزة داود؟
هل كانت كذلك لتوافر قدرة قومه في ثني المعادن؟ هذا الأمر وارد ولاشك وإن كان داود بطبيعة الحال قد تجاوز كل قدراتهم في هذا الشأن حتى تكتمل المعجزة.
وبعرض هذه الآيات يتضح لنا وجود هذه الظواهر في حقيقة الأمر، وإنها ليست مجرد أساطير أو تخيلات ولا يبقى سوى التحقق من مدعيها إن كانوا يملكون هذه القدرات من عدمه.
وإن كنا قد توصلنا إلى القطع بوجود مثل هذه الظواهر في الحقيقة فإننا نرى ضرورة معرفة مصدرها وكيفية تمتع بعض الأفراد بها دون سائر الناس، والأمر عندنا لا يخرج عن إسناد ظاهرة تحريك الأشياء إلى عدة مصادر وهي:
تحريك الأشياء عن طريق قدرات عقلية للتحكم في الطاقة الإنسانية.
تحريك الأشياء عن طريق علم رباني يتلقاه العبد.
تحريك الأشياء عن طريق تسخير الجان
والآية السابقة هي دليلنا على ذلك ، فقد ذكر القرآن الكريم قدرة سليمان عليه السلام بوصفه أوتي الملك من قِبل الله ـ سبحانه وتعالى ـ على تسخير الجن في أعمال شتى كالبناء والغوص في البحار لاستخراج كنوزها والصناعة، وكذلك الوضع بالنسبة لعفريت الجن الذي عرض على سليمان نقل عرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين بناءً على طلب سليمان.
أما الوضع بالنسبة لغير سليمان فإنه لا يعدو أكثر من استعمال بعض الناس لعلم السحر الذي من شأنه التحكم في بعض أفراد الجن وتسخيره فيما يأمر الساحر في تحريك شىء من مكان إلى آخر أمام الناظرين. أو حمله هو شخصياً من مكان إلى آخر وهو من الأمور المعروفة عند هؤلاء، ومنها قول الله تعالى : {فخيل له من سحرهم أنها تسعى}. أي أن السحرة سحروا العصىّ والحبال بحيث تبدو للناس أنها أفاع وثعابين تتحرك، وكان ذلك في مصر في عهد موسى عليه السلام، فالإنسان صاحب القدرة على تحريك شىء مادي أو ثني شىء من المعدن قد يكون مصدر قدرته هو علمه بالسحر وتسخير الجن على تنفيذ ما يطلب من هذه الأشياء مدعياً قدرته الذاتية على فعل ذلك.
وعلم السحر من العلوم المندثرة لقدمها ، وقد كانت من العلوم الشائعة عند القدماء وهي أيضاً من العلوم المحرمة في الشريعة الإسلامية، لما لها من تأثير ضار على الناس وكونها سبباً لفتنتهم وزعزعة عقيدتهم.
لذا فهي لا يباح تعلمها سوى لمن يريدها دفعاً ودرءاً للخطر عن المسلمين وإصلاح ما أفسده السحرة دونما مصلحة مادية أو فائدة تعود على المتعلم سوى ابتغاء وجه الله تعالى وابتغاء ثوابه.
تحريك الأشياء عن طريق القدرات العقلية:
وهذا المصدر قد يكون هو المعنى بمجموع الدراسات القائمة الآن على هذه الظاهرة، ولمعرفة هذا المصدر بصورة مبسطة تتيح لنا فهمه، يتطلب منا الحديث عن بعض القدرات البشرية.
لقد توصل العلم الحديث إلى نشاط كهربي لجسم الإنسان يترك أثراً في صورة مجال كهرومغناطيسي يحيط بجسم الإنسان ويتركز في أطرافه. وهذا المجال يمكن إدراكه عن طريق أجهزة حديثة يمكنها التقاطه، وعن طريق بعض الظواهر التي يتعرض لها القاطنون في الأماكن شديدة الجفاف، كما هو الحال لساكني الصحراء في وقت الظهيرة، فالصحراء تكون شديدة الجفاف مع ارتفاع ملحوظ لحرارة الجو. وقد لوحظ احتراق بعض الخيام المصنوعة من بعض الأقمشة الداخل في نسيجها خيوط صناعية دون أسباب ظاهرة أي تلقائية.
وبعد البحث توصل العلماء إلى أن سبب ذلك هو صدور شرارة كهربية من أطراف النائمين بهذه الخيام مما يؤدي الحال معها إلى اشتعال النيران في تلك الخيام، وهو ما أدى بهؤلاء العلماء إلى إدراك هذا المجال بأجهزة أكثر تطوراً تعتمد على موجات الانتراسنك وهي موجات شديدة القصر، يمكنها تصوير هذه الهالة الكهرومغناطيسية في صورة ألوان طيفية متميزة. وهذا الاكتشاف الحديث لهذه الطاقة المنبعثة من جسد الإنسان تعود بنا إلى ظواهر أخرى قديمة يعرفها البشر ويستعملونها في أوقات عديدة وتعرف باسم ظاهرة الحسد والعين.
وهنا قد يقول القائل إن هؤلاء يعودون بنا إلى الخرافة والدجل وأمور مجهولة لا يعترف بها الكثير من الناس.
والواقع هو على عكس ذلك تماماً ، فدليلنا واضح تمام الوضوح وهو ثابت وقاطع على صحة ما نقول إنه كتاب الله تعالى قائلاً {من شر حاسد إذا حسد} وقد أعزى علماء المسلمون هذه الظاهرة التي يؤثر بها الإنسان على غيره من المخلوقات، وكذا الأشياء إلى طاقة عظمى مصدرها جسم الإنسان يمكن للبعض التحكم بها عن طريق العقل وتوجيهها إلى الآخرين أو إلى الأشياء فتغير من حالها وقد تصيبها إصابة شديدة تؤدي إلى تلفها أو وفاة الإنسان، وهذه الطاقة داخلية كامنة تخرج وتوجه عن طريق العين.
وأمثلة الحسد والعين كثيرة لا حصر لها وأدلتها في الشرع كثيرة لا ينكرها إلا جاهل بشريعته وأمور دينه.
وبربط ما توصل إليه العلم الحديث بما علمنا إياه ديننا الحنيف، فنجد أن هناك من البشر من وهبه الله قدرة التحكم في الطاقة الصادرة من جسمه بصور مختلفة وتوجيه هذه الطاقة لاستخدامها استخدامات شتى بعضها خير والآخر غير ذلك.
ومنها القدرة على تحريك شىء مادي من مكانه أو ثني بعض المعادن أو التأثير على بعض الكائنات الحية بصور مختلفة.
تحريك الأشياء بالعلم الربانى :
ورد إلينا حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه (عبدي أطعني تكن عبداً ربانياً تقل للشىء كن فيكون).
وقد سبق ذكر جليس سليمان العبد الصالح والذي توصل بما لديه من علم الكتاب أن ينقل عرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين في اللازمن {قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك}. وقد ورد في أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن أناس كانت لهم قدرة تحريك أجسام ضخمة كصخور الجبال في حديث ما معناه: "أنه كان غلام آمن بالله تعالى فأمر ملك قومه برميه من أعلى جبل فذهب به رجال الملك إلى أعلى جبل فقال: ربي أكفنيهم بما شئت. فاهتز الجبل وسقط الرجال ورجع ماشياً".
والأدلة على ذلك كثيرة في القرآن والسنة . ولا شك أن صلاح الإنسان في روحه وعقله وجسده في الإيمان بالله تعالى والاتصال الدائم به سبحانه والتقرب إليه بما يحب من عبادات وأفعال ومنها تنشيط الطاقة الكامنة في جسد الإنسان بمختلف صورها الروحية والجسدية وهو ما نعلم من قدرات الصالحين والتي ترقى إلى ذروة أوجها عند الأنبياء والمرسلين. ومنها ما ذكره القرآن عن قدرة داود عليه السلام على تشكيل الحديد وسليمان على إسالة عين القِطر (النحاس) دون استعمال وسائل مادية معلومة لنا في ذلك.

تحريك الأشياء بالسحر

طاقة لدى البشر تقلب كل الموازين
توصل العلم الحديث إلى نشاط كهربي لجسم الإنسان يترك أثراً في صورة مجال كهرومغناطيسي يحيط بجسم الإنسان ويتركز في أطرافه.
وهذا المجال يمكن إدراكه عن طريق أجهزة حديثة يمكنها التقاطه، وعن طريق بعض الظواهر التي يتعرض لها القاطنون في الأماكن شديدة الجفاف، كما هو الحال لساكني الصحراء في وقت الظهيرة، فالصحراء تكون شديدة الجفاف مع ارتفاع ملحوظ لحرارة الجو. وقد لوحظ احتراق بعض الخيام المصنوعة من بعض الأقمشة الداخل في نسيجها خيوط صناعية دون أسباب ظاهرة أي تلقائية.وبعد البحث توصل العلماء إلى أن سبب ذلك هو صدور شرارة كهربية من أطراف النائمين بهذه الخيام مما يؤدي الحال معها إلى اشتعال النيران في تلك الخيام، وهو ما أدى بهؤلاء العلماء إلى إدراك هذا المجال بأجهزة أكثر تطوراً تعتمد على موجات الانتراسنك وهي موجات شديدة القصر، يمكنها تصوير هذه الهالة الكهرومغناطيسية في صورة ألوان طيفية متميزة. وهذا الاكتشاف الحديث لهذه الطاقة المنبعثة من جسد الإنسان تعود بنا إلى ظواهر أخرى قديمة يعرفها البشر ويستعملونها في أوقات عديدة وتعرف باسم ظاهرة الحسد والعين.وهنا قد يقول القائل إن هؤلاء يعودون بنا إلى الخرافة والدجل وأمور مجهولة لا يعترف بها الكثير من الناس.والواقع هو على عكس ذلك تماماً ، فدليلنا واضح تمام الوضوح وهو ثابت وقاطع على صحة ما نقول إنه كتاب الله تعالى قائلاً {من شر حاسد إذا حسد} وقد أعزى علماء المسلمون هذه الظاهرة التي يؤثر بها الإنسان على غيره من المخلوقات، وكذا الأشياء إلى طاقة عظمى مصدرها جسم الإنسان يمكن للبعض التحكم بها عن طريق العقل وتوجيهها إلى الآخرين أو إلى الأشياء فتغير من حالها وقد تصيبها إصابة شديدة تؤدي إلى تلفها أو وفاة الإنسان، وهذه الطاقة داخلية كامنة تخرج وتوجه عن طريق العين.وأمثلة الحسد والعين كثيرة لا حصر لها وأدلتها في الشرع كثيرة لا ينكرها إلا جاهل بشريعته وأمور دينه.وبربط ما توصل إليه العلم الحديث بما علمنا إياه ديننا الحنيف، فنجد أن هناك من البشر من وهبه الله قدرة التحكم في الطاقة الصادرة من جسمه بصور مختلفة وتوجيه هذه الطاقة لاستخدامها استخدامات شتى بعضها خير والآخر غير ذلك.ومنها القدرة على تحريك شىء مادي من مكانه أو ثني بعض المعادن أو التأثير على بعض الكائنات الحية بصور مختلفة.
السحر فى الأديان السماوية
والأديان السماوية لم تنكر السحر ، وصحيح أنها نهت عنه وكفرت من يمارسه ولكنها لم تنكره كعلم أو فن موجود.
فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم :
{ وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أُنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحدٍ حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} "البقرة 102".
وقال تعالى : { وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين} "يونس 79، 80، 81".
وقال تعالى : { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا} "سورة الجن آية 6".
وقوله تعالى : {ويوم يحشرهم جميعاً يامعشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم} "سورة الأنعام 128".
ويقول سبحانه في سور الفلق: {قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق، ومن شر غاسق إذا وقب، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد}.
وهذه الآيات القرآنية تؤكد عدة أمور مهمة أولها وجود علم السحر ومصدره، وثانيها الاتصال بالجن وصوره المختلفة من البشر وهذه الأمور يعلمنا بها رب العالمين مما لا يدع مجالاً للشك في وجودها وحدوثها.
هذا بالنسبة لما ورد من أدلة قاطعة في القرآن الكريم دون غيره من مصادر الدين الإسلامي فماذا عن مصادر الأديان السماوية الأخرى.
جاء في الإصحاح 28 من سِفر صموائيل الأول في التوراة:
( ومات صموائيل وندبه كل إسرائيل ودفنوه في الراحة في مدينته وكان شاول قد نفى أصحاب الجان والتوابع من الأرض، فاجتمع الفلسطينيون وجاءوا ونزلوا في شونم وجمع شاول جميع إسرائيل ونزل في جلبوع، ولما رأى شاول جيش الفلسطينيين خاف واضطرب قلبه جداً، فسأل شاول من الرب فلم يجبه الرب لا بالأحلام ولا بالأوريم ولا بالأنبياء، فقال شاول لعبيده فتشوا لي عن امرأة صاحبه جان فاذهب إليها واسألها، فقال له عبيده هوذا امرأة صاحبة جان في عين دور. فتنكر شاول ولبس ثياباً أخرى وذهب هو ورجلان معه وجاءوا إلى المرأة ليلاً وقال اعرفي لي بالجان واصعدي لي من أقول لك فقالت له المرأة هوذا انت تعلم ما فعل شاول كيف قطع أصحاب الجان التوابع من الأرض، فلماذا تضع شرطاً لنفسي لتميتها، فحلف شاول بالرب قائلاً حي هو الرب إنه لا يلحقك إثم في هذا الأمر، فقالت المرأة من أصعد لك، فقال اصعدي لي صموائيل فلما رأت المرأة صموائيل صرخت بصوت عظيم وكلمت المرأة شاول قائلة لماذا خدعتني وأنت شاول، فقال لها الملك لا تخافي، فماذا رأيت فقالت المرأة لشاول رأيت آلهة يصعدون من الأرض فقال لها ما هي صورته ، فقالت رجل شيخ صاعد وهو مغطى بجبة فعلم شاول أنه صموائيل فخر على وجهه إلى الأرض وسجد، فقال صموائيل لشاول لماذا أقلقتني بإصعادك إياي؟ قال شاول قد ضاق بي الأمر جداً الفلسطينيون يحاربونني والرب فارقني ولم يعد يجيبني لا بالأحلام ولا بالأنبياء، فدعوتك لكي تعلمني ماذا أصنع فقال صموائيل ولماذا تسألني والرب قد فارقك وصار عدوك، وقد فعل الرب لنفسه كما تكلم عن يدي وقد شق الرب المملكة من يديك وأعطاها لقريبك داود لأنك لم تسمع لصوت الرب ولم تفعل حمو غضبه في عماليق لذلك قد فعل الرب بك هذا الأمر اليوم. ويدفع الرب إسرائيل أيضاً معك ليد الفلسطينيين وغداً أنت وبنوك تكونون معي ويدفع الرب جيش إسرائيل أيضاً ليد الفلسطينيين، فأسرع شاول وسقط على طوله إلى الأرض وخاف جداً من كلام صموائيل وأيضاً لم تكن فيه قوة لأنه لم يأكل طعاماً النهار كله والليل).
ثم تبين الإصحاحات 29 –30 – 31 من نفس السِفر أن كل ما قالته نفس صموائيل التي استحضرتها المرأة صاحبة الجان قد تحقق بحذافيره.
وإذا كانت التوارة قد حفلت بما يؤكد وجود السحر كقدرة حقيقية عند بعض البشر فإن العهد الجديد قد حفل كذلك بمثل ما حفلت به التوراة. فقد جاء في إنجيل مرقص:
(وكان في مجمعهم رجل به روح نجس، فصرخ قائلاً آه مالنا ولك يا يسوع الناصري، أتيت لتهلكنا، أنا أعرفك من أنت قدوس الله فانتهره يسوع اخرس واخرج منه فصرعه الروح النجس وصاح بصوت عظيم وخرج منه فتحيروا كلهم حتى سأل بعضهم بعضاً قائلين ما هذا ما هو هذا التعليم الجديد لأنه بسلطانه يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه).
وجاء فى أعمال الرسل :
( وكان قبل ذلك في المدينة رجل اسمه سيمون يستعمل السحر ويدهش شعب الساحرة قائلاً إنه شئ عظيم ، وكان الجميع يتبعونه من الصغير إلى الكبير قائلين هذا هو قوة الله العظيم.. وكانوا يتبعونه لكونهم قد اندهشوا زماناً طويلاً لسحره ولكن لما صدقوا فيلب وهو يبشر بالأمور المختصة بملكوت الله وباسم يسوع المسيح اعتمدوا رجالاً ونساءً وسيمون أيضاً نفسه امن، ولما اعتمد كان يلازم فيلب وإذ رأى آيات وقوات عظيمة تجري اندهش). بعد هذه الإشارات السريعة لبعض ما ورد في الكتب المقدسة عن السحر لابد أن يكون السؤال التالي مباشرة عن الساحر.
عقد عمل مع الشيطان
هناك طرق كثيرة يتبعها السحرة لمقابلة الشيطان لأول مرة وأهمها :
على الساحر أن يخرج فى ليلة مقمرة بعيدا عن العمران عند منتصف الليل أو قبلة بقليل ويختار إحدى القصور المهجورة او الخرائب يختار بقعة قريبة منها بحيث تكون موحشة فيخلع ملابسة حتى يصبح عاريا كما ولدته أمة ثم يرسم دائرة كبيرة وينقش داخل وخارج الدائرة الطلاسم وأسماء الشياطين ثم يوقد شمعتين ويسرق إناء فضيا ويشوه منظرة ويلوثه ويضعه وسط الدائرة وبة حبوب نباتات معينة وينحنى ويقفز داخل الدائرة كالقرود وهو قابض على الشمعتين بكلتا يديه وينشد أناشيد الشيطان ويتلوا العزائم ويكون الساحر قبل ذلك قد كتب عقدا سحريا وماضى علية وباقى إمضاء الشيطان ليبقى ساحرا ويقرء الساحر وهو داخل تلك الدائرة نصوص العقد ويكثر من التلاوة والطاعة للشيطان وفى هذا الوقت يكون مندوب الشيطان مراقبا له حتى يتأكد من أن الساحر جادا فى حقيقة إتباع الشيطان فيظهر له مندوب الشيطان فى تلك الليلة على شكل حيوان او نصف حيوان ونصف آدمى ويستلم مندوب الشيطان من الساحر العقد ويأمره بالحضور إلى حفلة تعميدية فى الليلة التى سيحددها له عمدة السحرة وهو .
وفى الليلة المحددة يحضر جميع السحرة المراد تعميدهم من رجال ونساء وعلى هؤلاء السحرة التزين والتجمل لأنها ستكون آخر ليلة يلمس الماء أجسامهم ، وتقام ليلة التعميد فى إحدى الجهات الخالية او الغابات المخيفة او فى المغارات او الجزر التى فى البحار أو فى الكهوف وغيرها من الأماكن التى يخشى فيها المرء العادى على نفسه فى وضح النهار .. وعلى كل ساحر وساحرة المراد تعميدهم أن يحضر معه صليبا خشبيا وقطعة من القربان المقدس حتى إذا ما اجتمع شمل الجميع خلعوا ملابسهم ورسموا الدوائر السحرية بالأوان المطلوبة وقاموا بكتابة الطلاسم والنقوش والرموز لاستدعاء الشيطان والأبالسة والأرواح الخبيثة حتى إذا ما اجتهدوا فى الغناء والتعزيم والتحضير والطاعة للشيطان ظهر لهم مندوب الشيطان فى شكل حيوان او إنسان أو نصف إنسان ونصف حيوان فيقابله الساحر بالتهليل والتبجيل والفرح ويتنافسون على تقبيل حوافره أو اى جزء من أجزاء جسده القذرة.
ثم يبدأ عمدة السحرة فى تقديم السحرة ساحرا او ساحرة واحد بعد واحد لتعميدهم ويقوم الساحر بإعطاء الشيطان العقد لكى يمضى الشيطان على العقد.
فيقول الشيطان للساحر: سب الأديان كلها .. فيسب الساحر الأديان كلها !!
ثم يقول الشيطان للساحر: اسجد لى !! فيسجد الساحر للشيطان وهو يجب ان يكون سعيدا .
وعند سجود الساحر للشيطان يقوم الشيطان بركل الساحر وضربة فى معدته وفى عقلة ضربة قوية قد تؤدى الى الإغماء علية ثم بعد ذلك ينزل الدم من الساحر على الأرض فيأمره الشيطان بأن يغرق العقد بهذا الدم .. ثم يمضى الشيطان على هذا العقد بدم الساحر .. وهكذا مع باقى السحرة !! أما مع الساحرة فأيضا يقول لها الشيطان سبى الأديان كلها ثم بعد ذلك يجعل الشيطان أحد خدامة ليجامع الساحرة ، ويكتب العقد ايضا بدمها ثم يقوم الشيطان بإعطاء ميعاد مع السحرة فى يوم معين لتعميدهم وفى ذلك اليوم يقوموا بذبح طفل صغير دون البلوغ وطبخ جسمه وأكلة والاستحمام بدمه ثم يظهر له مندوب الشيطان فيقوموا السحرة بالسجود فيقوم مندوب الشيطان بتحية السحرة وهذه التحية هى ركلهم فى معدتهم وفى عقلهم وضربهم بالقلم وباقي أنواع الضرب وهذه هى تحية الشيطان للساحر وعند سجود السحرة للشيطان يقوم الشيطان بالبصق عليهم فعندما يبصق عليهم تطلع قطعة صغيرة من اللحم على شكل دائرة فى جسد الساحر ثم يأمر الشيطان اصغر جند من جنوده لملازمة الساحر وتنفيذ أوامره .
وتلاحظون ان السحرة يموتون وهم فقراء وليس أغنياء لان الساحر إذا كان غنيا يأمره الشيطان بشراء أشياء باهظة الثمن حتى لا يتمتع بما جمعة من مال وإذا كان الساحر فقيرا يأمره الشيطان بشراء أشياء على قدر ماله حتى لا يتمتع بماله لان من شروط العقد الذى مضى علية الساحر والشيطان : ان يبيع الساحر روحة للشيطان فى الحياة وبعد الممات ــ ان يبيع الساحر ماله وزوجته وزريتة للشيطان ــ للشيطان الحق فى ان يفعل بالساحر ما يشاء فى اى وقت ــ الشيطان غير مضطر لمساعدة الساحر وله الحق فى عدم مساعدته فى اى وقت كان ــ الشيطان لا يساعد الساحر إذا مرض ولا يأتية بالمال ولا اى شىء ــ الشيطان له الحق فقط فى ان يضر الناس ولا يساعد الساحر فى عمل شىء له.
هذه هى الشروط التى يمضى عليها الساحر ويمضى عليها الشيطان فى عقدهم ويكون العقد نسختين نسخة مع الساحر ونسخة مع الشيطان وعلى الساحر ان يحتفظ بنسخته ولا تضيع منة أبدا وإلا يتحمل المسئولية الجنائية له ثم بعد ذلك يأمر الشيطان الساحر بشراء أشياء حسب حالته المادية فإذا قام الساحر بإهمال هذه الأشياء أو ضاع منة شىء يقدم للمحاكمة ويعرض على مندوب الشيطان فيقوم مندوب الشيطان باستجوابه مثل وكيل النيابة ثم يقدم له التحية وهى الضرب ثم يمنع عنة الأعمال السحرية لمدة لا تقل عن شهر وهذا حسب إهمال الساحر ويكون مع الساحر اصغر جندى من جنود الشيطان ويأتيه بأخبار الناس ومعرفة السرقة والسارق ومعرفة جميع أحوال الناس وماضيهم ويكون الخادم الذى مع الساحر مخنوق ومضايق لأنة فلت من مملكة الشيطان الى الساحر فيكون له إرادة فى الهرب من الساحر فيستغل الخادم اى فرصة تتاح له للهروب من الساحر والشيطان ويهرب .
فإذا هرب الخادم من الساحر يحدد له مندوب الشيطان ميعاد للتقابل ثم يسأله كيف هرب الخادم منة ومتى حصل ويقدم له التحية مثل الضرب ثم يأمره إذا كان عنده أطفال يأتى بطفل للشيطان حق الخادم الذى هرب منة .
والشيطان له الحق فى ان يفعل اى شىء بابن الساحر هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يسجل الساحر كل ما يفعله بالناس فى ورق لان هذا الورق يعرض على مندوب الشيطان كل شهر حتى يترقى الساحر بخادم أقوى أو يجازيه على تقصيره وإذا قبض على الساحر من الحكومة وحكم علية بالإعدام يقوم الساحر باستدعاء الشيطان ويطلب منة ان ينقذه فيقول له الشيطان هذا ليس من حقك ويقدم له العقد الذى مضى علية ويقول أنت عليك كل الالتزامات وأنا ليس عندى اى التزام بمساعدتك ويتركه الشيطان للإعدام ولا ينقذه لان هذا ليس من حق الساحر والعقد صريح وشروطه صريحة وموافق عليها الساحر والشيطان .
فالساحر لا يقدر ان يفعل اى شيء إلا بإذن من الشيطان حتى فى الزواج .. فسبحان الله الساحر لا يستفاد فى دنيته شىء نهائيا إلا الضرب والذل وحتى إذا وقع فى مصيبة مثل الحكم بالإعدام لا يقدر الشيطان ان ينجيه ويقول له هذا ليس من حقك أنى غير ملزم بك ويتخلى عنة.
بسم الله الرحمن الرحيم كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال انى برىء منك انى أخاف الله رب العالمين
فالشيطان لا ينفع الإنسان فى الدنيا بل يهينه ويضربه ويحرم علية التمتع بالدنيا مثل يجب الساحر ان يأكل أكل معين ويلبس لبس معين ويعيش فى مكان معين وكل هذه الشروط شروط قاسية جدا فى الدنيا ولا تنفعه بشىء وأيضا فى الآخرة يكون مع الشيطان فى النار.

اقـــرأ قريبــــا
تفاصيل كاملة عن علاقات الجن بالبشر فى كتاب :
( علاقات ممنوعة بين الإنس والجن )
للكاتـــــــــب الصحفــــــى
إبراهيــــــــــــم حشــــــــاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

معرض الصور


من البداية