أخبار الجزيرة المصورة

08 مارس 2010

( دسوق اليوم ) يقدم باقة حب لشادية فى عيد ميلادها

هى الوحيدة التى تنتمي إلى زمن الفن الجميل التي اختارت وهى في قمة نجاحها أن تعتزل الفن والشهرة والأضواء وتتفرغ فقط للعبادة وقراءة القرآن ولأعمالها الخيرية .
وربما يظن البعض أن تلك الأعمال الخيرية بدأت مع لحظة اعتزالها لكن تاريخها وسيرتها الإنسانية يؤكدان لنا أن حبها للخير جزء أصيل فيها والقصص كثيرة ومعروفة للجميع طوال حياتها الفنية ، وحتى بعد اعتزالها.. حبها للخير وفعله لم يتوقف يوما ولم ينقطع سيل عطائها منه.
الفنانة والنجمة الكبيرة شادية التي يقدم لها موقع ( دسوق اليوم ) باقة حب ونحن نحتفل ونحتفي بها في الثامن من فبراير بعيد ميلادها .
رغم أن الأعمال الخيرية لنجمتنا المحبوبة والغالية شادية غير معلنة ولا تريد الحديث عنها بحال من الأحوال ، إلا أنها ظاهرة وواضحة للعيان سواء من خلال المستوصف الخيري في حي المهندسين والذي يتلقى العلاج فيه يوميا المئات من المرضى غير القادرين ، أو من خلال المسجد الذي يقع في نهاية شارع الهرم وملحق به العديد من الأنشطة الخيرية من فصول لتحفيظ القرآن وفصول لمحو الأمية والمركز الطبي الذي يقدم خدمات الكشف والعلاج المجاني للمترددين عليه ،
هذا إلى جانب ماتخصصه شهريا من مساعدات مادية لأصحاب الحاجة ويدعون ليل نهار للحاجة شادية بدوام الصحة والستر، وهى الدعوة المحببة إليها دائما ، وتدعو بها إلى نفسها.
كل هذه الأعمال الخيرية لم تتحدث عنها يوما الحاجة شادية ، ولم تذكرها أبدا سواء في أحاديثها العامة أو الخاصة ولا يعلم بها سوى أصحاب الشأن فقط ، والشخص المكلف بتنفيذها والذي يرفض هو الآخر الحديث عنها .
لكن حدث مالم يتوقعه أحد .. ففجأة ودون إتفاق مسبق بينهما كشفت فنانتان عن المساعدات وأعمال الخير التي قدمتها شادية إليهما ، لم يكن أمر الحديث في هذا الموضوع مرتب له، ولكنها فقط الصدفة البحتة عندما أشتد عليهما المرض وتم نقلهما إلى المستشفى، الفنانة الأولى هى "سميحة توفيق" التي ذاع صيتها في سنوات الخمسينيات والستينيات حيث كانت حديث الجماهير لما حققته في أدوارها الأولى في السينما، كانت خلالها تتنافس مع هند رستم وتحية كاريوكا وامتلكت خلال فترة بسيطة إمكانيات النجمة الأولي، فكانت تتسم بأنوثة مصرية وتجسيد لأدوار إنسانية تعبر عن أنماط اجتماعية في مجتمعنا، حيث مثلت في أكثر من 60 فيلما، أهمها - بلبل أفندي -المرأة والشيطان - بادوار عليكي- آه من الرجالة - محسوب العيلة - جوز الأربعة - ليلة الدخلة - معركة الحياة - ليلة غرام - آدم وحواء - أنا بنت ناس - ابن النيل - فايق ورايق - الحب في خطر- كأس العذاب - غضب الوالدين - أديني عقلك - زمن العجايب - السر في بير - غلطة العمر - السيد أحمد البدوي- حكم الزمان - في شرع مين - قلبي على ولدي - ابن الحارة - المستهترة - الدنيا لما تضحك - ما ليش حد - دعاء المظلوم - الحريف - قفص الحريم - الجوع - عصر الحب - الملائكة لا تسكن الأرض.
وأجادت أداء أدوارها فيها جميعا و سعت دائماً للتجديد والتطوير، فشاركت في أعمال مسرحية وتليفزيونية وإذاعية لأعمال نجيب محفوظ و توفيق الحكيم و محمد عبد الحليم عبد الله وعبد الحميد جودة السحار،والمخرجين صلاح أبو سيف وهنري بركات وحسين كمال.. ومن النجوم الذين اهتمت بالعمل معهم شادية وشكري سرحان ومحسن سرحان، وكانت قد انشغلت في منتصف الستينيات بمسرح توفيق الحكيم، وكان من المفترض أن تقدم كثيراً من أعمالها الفنية، إلا أن هزيمة 1967حالت دون ذلك وقدمت من الأعمال الدينية 5 أفلام أهمها "هجرة الرسول".. وكانت آخر أعمالها مشاركتها في مسرحية "ريا وسكينة " وهى أيضا آخر عمل درامي شاركت فيه نجمتنا الكبيرة شادية ، ولما زحف المرض إلى الفنانة سميحة توفيق لم تجد بجانبها سوى صاحبة القلب الكبير لمعاونتها على مواجهة آلامه وتكاليفه ولا تزال إلى اليوم ـ والكلام هنا للفنانة سميحة توفيق نفسها ـ حيث قالت : شادية هى الوحيدة التي تسأل عني وترسل لي مبلغا ماليا من آن لآخر مع أحد أقاربها ، شادية جميلة زي الورد بنت ناس وكان كل الذي يقترب منها يحبها فهى رقيقة وحساسة ولها في عنقي دين كبير .
كان هذا هو كلام الفنانة التي داهمها الفقر والمرض ولم يتذكرها أو يسأل عنها أحد وتجاهلتها كل الجهات الرسمية وغير الرسمية التي تهتم بأهل الفن .
مفاجأة أخرى أعلنتها صبيحة أحد الأيام الفنانة المعتزلة "نعمة مختار" والتي غابت فجأة عن الحياة الفنية بعدما تعرضت لخسارة مالية فادحة وطاردتها الديون بسبب الفيلم الذي دخلت به ميدان الإنتاج وهو "المرأة التي غلبت الشيطان" .
ونعمة مختار لمن لا يعرفها واسمها الحقيقي "نعمت محمد علي مختار" من مواليد 1928, بدأت حياتها الفنية كمطربة لحن لها كبار الملحنين وفي مقدمتهم الموسيقار محمد الموجي وقدمت أول أفلامها السينمائية أمام الفنانة نعيمة عاكف في فيلم "فتاة السيرك" بعدما رشحها ادمون نحاس للقيام بدور شقيقتها ووافق المخرج حسين فوزي على الترشيح بعد أن أجرى لها اختبار كاميرا .
ولما رقصت لأول مرة في حياتها في أحد الأفراح انبهر المدعوون بها وكان من بينهم نعيم متعهد حفلات المطرب كارم محمود فجاء إلى والدتها واتفق معها على أن تقوم بالرقص في فرقة كارم محمود, حتى أصبحت بطلة فرقة كارم محمود الذي كان يغني على المسرح وهي ترقص أمامه وسرعان ما تعرفت على المطربين عبد المطلب وشفيق جلال ومحمد قنديل وكانت ترقص على إيقاعات أغانيهم وسمعت عنها "نعيمة عبده" صاحبة أشهر فرقة استعراضية في مصر حينذاك فتوجتها بطلة لفرقتها وتعرفت على المشاهير من النجوم من خلال الفرقة التي تخصصت في احياء حفلات العائلة المالكة في مصر وكبار العائلات وكانت تتفق مع كبار النجمات للرقص أو الغناء معها مثل صباح وسامية جمال وتحية كاريوكا ودارت العجلة وأصبح المخرجون يسندون إليها رقصات في أفلامهم, وبسبب مهارتها وموهبتها طلبها الموسيقار فريد الأطرش في جميع حفلاته التي كان يقيمها في بيته فكان هو يعزف على العود وهي ترقص على نغماته.. ومما يذكر أن الراحلة كوكب الشرق أم كلثوم كانت من أشد المعجبات بنعمت مختار حتى إنها أطلقت عليها لقب سيمفونية الرقص الشرقي .
وفي مرحلة أخرى من حياتها اتجهت إلى الإنتاج ومن أشهر الأفلام التي أنتجتها "المرأة التي غلبت الشيطان" عام1973 قصة توفيق الحكيم, وإخراج يحيي العلمي, كما أنتجت العديد من الأعمال الفنية, إلا أنها ابتعدت عن الوسط الفني وتفرغت لحياتها العائلية واعتزلت الرقص تماما وحجت إلى بيت الله الحرام ومما يذكر أنه عرض عليها مبلغاً كبيراً في الساعة مقابل تدريسها الرقص لمجموعة من الفتيات في أحد المعاهد المتخصصة إلا أنها رفضت الإغراء المالي لأنها تفرغت للعبادة وقراءة القرآن الكريم وتذهب بين الحين والآخر لأداء العمرة واختارت طريق التقرب إلى الله سبحانه وتعالى ، والعيش في مدينة الإسكندرية حيث مسقط رأسها ، وحينما تعرضت لمحنة المرض أعلنت أن الوحيدة التي تسأل عنها وتساعدها ماديا هى الفنانة شادية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

معرض الصور


من البداية