'الجورنالجي'.. هو العنوان الذي استقر كمعنى وقيمة في عقل ووجدان مبدعين كبيرين سلكا مسلكا مغايرا لاتجاه السينما الحالية وأعطيا ظهرهما لبريق الشهرة المخادع ولغة شباك التذاكر والتفتا الى ما هو أهم، ضمير هذا الوطن، ذلك الذي يتمثل في النماذج الخالدة والرائدة ويشكل وعي الشعوب ويحدد بالضرورة اتجاه البوصلة على مستويات عديدة، قليل من الصحافيين والكتاب من يرسخ هذا الرسوخ المتحقق لأديب الصحافة وفارس القلم محمد حسنين هيكل، وقليل منهم الذي يتمتع بمثل الملكات التي توافرت لديه وجعلته في مصاف الرؤساء والملوك يشارك في القرار السياسي، بل ويصنعه أحيانا، الحديث عن موهبة كاتب في حجم 'هيكل' لا يمكن أن تحويها الكلمات أو تعوض عنها الأوصاف، والأفضل أن يتحدث محمد حسنين هيكل عن نفسه، أو ندع تاريخه يتحدث عنه، حيث يتعفف هيكل الإنسان عن سرد تاريخ هيكل الصحافي والسياسي، وليكن الحوار ممتدا بيننا وبين الأوراق والوثائق في لغة مختلفة أكثر حيوية وطزاجة هي لغة السينما، ذلك الفن القادر على التوثيق والاختزال دون الإخلال بالمضمون والمعنى ليضع أمامنا الحقائق كاملة بلا تزييف أو تزيين ويستنطق الأحداث في رحم الماضي ويستدعي من الذاكرة التواريخ الصادقة فيعيدها واقعا جديدا ويجسدها شهود عيان لا تروي سوى الصدق المختزل البالغ من العمر نصف قرن أو يزيد واحد من سلسلة أفلام أنتجتها قناة 'دريم' يحكي بالوثائق والصور الحية مسيرة عاشق الصحافة محمد حسنين هيكل وخادم بلاط جلالتها، فهي عروسه التي لم يحب سواها ولم يفضل عليها أحد، 45 دقيقة هي زمن الفيلم التسجيلي الوثائقي الذي كتب له السيناريو والتعليق مكاوي سعيد وأخرجه سامي إدريس لم تكن كافية لاستعراض تاريخ جرت وقائعه على مدى سنوات، لكنها لخصت بمهارة وعلى استحياء حياة كاتبنا الكبير وبعثت من جديد الروح في علاقته بزعماء كبار رحلوا وتركوا مجدا وعبقا لانتصار يتجدد مهما أوغلت الأحداث في القدم واتسعت المسافة بينها وبين الحاضر.
في صباح يوم 4 شباط (فبراير) 1942 حاصرت الدبابات البريطانية قصر عابدين بقيادة الجنرال 'ستون' قائد القوات البريطانية في مصر ووجهت إنذارا شديد اللهجة للملك فاروق بدعوة النحاس باشا بوصفه زعيما لحزب الأغلبية في البلاد بتشكيل الوزارة وهددت بأنه في حالة عدم استجابة الملك للإنذار البريطاني قبل الساعة السادسة مساء ستتخذ كافة الإجراءات العسكرية لإجبار الملك على التنازل عن العرش واعتقاله في إحدى سفن الأسطول البريطاني حتى يتقرر مصيره وقد قبل الملك الإنذار وكلف النحاس بتشكيل الوزارة، وترك هذا الحادث آثارا كبرى في تاريخ مصر السياسي والاقتصادي، ليس فقط الى نهاية الحرب العالمية الثانية وإنما حتى قيام ثورة تموز (يوليو) 1952، في هذا التوقيت وبالتحديد بعد مرور أربعة أيام فقط على حادث 4 شباط (فبراير) دخل محمد حسنين هيكل تاريخ الصحافة وكان عمره آنذاك تسعة عشر عاما، هكذا استعرض الفيلم المقدمة الدراماتيكية لحياة أكبر صحافي في منطقة الشرق الأوسط رامزا له بالمايسترو، حيث صاحبت تترات الفيلم صورا أرشيفية لمقر جريدة 'الإجيبشيان جازيت' ورئيس تحريرها هارولد إيدل ثم لقطات للكاتب سكوت واطسونت كخلفية لائقة بالحدث الجلل لمولد صحافي كبير مع عزف لأوركسترا القاهرة السيمفوني في إشارة للعزف الموسيقي والعزف بالكلمات الذي هو من مهارات هيكل 'الجورنالجي'، وتمضي الأحداث في عرض قصة العلاقة بين الصحافة ومحمد حسنين هيكل موضحة أن هيكل ذهب في تلك السن المبكرة من حياته '19' سنة ليستمع الى محاضرة للكاتب سكوت واطسون الصحافي بـ'الإجيبشيان جازيت' وفي نهاية المحاضرة وجه سكوت الدعوى للحاضرين بأن من يرد منهم التدريب على الصحافة فليذهب إليه في مكتبه، ولم يكذب محمد حسنين هيكل الشاب الواعد خبرا وتوجه صبيحة اليوم التالي الى مكتب رئيس التحرير لتكون هذه هي أول مساعيه نحو عالم الصحافة، ومن حسن حظه أن الروائي العالمي الشهير لورانس داريل صاحب رباعية الإسكندرية والكاتب الروائي الشهير أيضا جورج أورويل صاحب رواية مزرعة الحيوانات كانا من أهم كتاب 'الإجيبشيان جازيت' ولأنهما أديبان ومثقفان تعاملا تعاملا مع هيكل بمنطق الاكتشاف وقدماه للرأي العام وزكياه عند رئيس التحرير الذي كان يستشعر فيه النبوغ وتنبأ له بحيثية كبرى في مجال الكتابة الصحافية، وقد كان، وعلى خلفية الحرب العالمية الثانية وبصفة خاصة معركة العلمين بدأت الأحداث تكشف عن الموهبة الفذة للشاب الذي عمل في بداية حياته الصحافية مساعدا للمخبر الصحافي كصفحة الحوادث، أي أنه لم يرق الى درجة محرر لمدة عام ثم سرعان ما اشتد الوطيس واصبحت الفرصة سانحة أمام مخبر الحوادث ليتحول في غضون شهور الى أكبر محقق صحافي بعد أن أوفده رئيس التحرير بتكليف خاص الى قلب المعركة لمتابعة أخبار الحرب.
وفي سياق الصعود السريع للموهبة ينتقل السيناريست مكاوي سعيد والمخرج سامي إدريس الى مرحلة جديدة من حيا بطل فيلمهما الجورنالجي بعد أن صيته وأصبح من ألمع محرري التحقيقات ليعتلي درج السلم بمنتهى الثقة عبورا الى واحدة من أكبر المؤسسات الصحافية 'روزاليوسف' عام 1944 ليجرب الكتابة باللغة العربية بعد سنوات في بلاط الصحافة الإنكليزية، ولكنه سرعان ما ترك هيكل 'روزاليوسف' نتيجة خلافات مع إحسان عبدالقدوس ليعود إليها مرة أخرى بعد عشر سنوات من الغياب عندما القى القبض على عبدالقدوس بسبب مقاله الذي نشر تحت عنوان 'العصابة التي تحكم مصر' ليتطوع هيكل للعمل بدلا منه حتى الإفراج عنه، وهنا تبرز الدلالة الإنسانية في الموهبة الكبيرة التي تستبعد الخلافات وتطرحها جانبا في وقت الأزمات وتقف في خندق واحد مع العدالة والحرية وهو معنى ضمن معان كثيرة أكدتها الوثائق والصور دون مزايدة أو مبالغة ويتضمن الفيلم شهادة للكاتب الصحافي كامل زهيري بين شهادات أخرى للكتاب الكبار محمد عودة وجمال بدوي ومصطفى بكري ومحفوظ الأنصاري وجلال عارف وجميل عارف ود. عبدالمنعم سعيد وسلامة أحمد سلامة وكلها تؤكد على أهمية هيكل الصحافي والكاتب ودوره السياسي الفعال في مراحل كثيرة من عمر مصر النهضة والتاريخ، وتنتهي الشهادات ونبقى امام مرحلة تالية شكلت نموذجا للنجاح الصحافي وعبقرية الأداء المهني المتفرد لفارس القلم وهي المرحلة التي عمل خلالها في مجلة 'آخر ساعة' استجابة لدعوة رائد الصحافة المصرية محمد التابعي في أواخر عام 1944 ليصادف في نفس التوقيت عرض إميل زيدان صاحب مؤسسة 'دار الهلال' ودعوته لتولي رئاسة تحرير مجلة 'الاثنين' التي كانت تصدر عن الدار آنذاك، وبعد مشاورة مع الصديقين التابعي وعلي أمين رأى محمد حسنين هيكل أن المستقبل 'لأخبار اليوم' فاعتذر عن عدم رئاسة تحرير مجلة 'الاثنين' وكان حينئذ قد صدر العدد الأول من مجلة 'آخر ساعة' في 24 يوليو 1934، وظل هيكل بها حتى أصبح سكرتيرا لتحريرها.
وفي 18 ابريل من عام 1946 امتلك علي ومصطفى أمين 'آخر ساعة' ولم يبقيا إلا على أربعة كتاب فقط هم محمد التابعي وهيكل ود. سعيد عبده والشاعر كامل الشناوي والمفكر سلامة موسى وعبدالله الكاتب.
ومثلت 'آخر ساعة' المنصة الرئيسية التي انطلق منها محمد حسنين هيكل الى آفاق الشهرة حيث قام بتغطية عدة أحداث جسيمة كان لها بالغ الأثر في شيوع اسمه وتردده بين ملايين القراء فقد كتب أهم تحقيقاته الاجتماعية عن الخط الذي ظهر في قرية القرين بمحافظة الشرقية، وبين تحقيقاته المحلية ونجاحاته المستمرة ينتقل الكاتب الى ساحة القتال بين ألسنة اللهب وقصف الصواريخ وهدير الدبابات ليوالينا بأخبار الحرب الفاصلة في حياة الشعوب العربية، حرب 48 ويستعرض بجدارة عبر قلم رشيق وعبارات اتسمت باللغة الأدبية صور الفداء والنضال، وهناك على رمال فلسطين تعرف هيكل على البطل احمد عبد العزيز قائد القوات المصرية غير النظامية التي سبقت دخول الجيش المصري رسميا الى فلسطين والتي وضعت نفسها تحت لوائه عندما انتقل القتال الى دائرة الحرب الرسمية.
في تلك الفترة رفض محمد حسنين هيكل دعوة السفارة الأمريكية بالقاهرة لحضور احتفالها السنوي بعيد الاستقلال لانحيازها التام الى جانب المحتل البريطاني، كما وصل إلى داخل ثكنات قوات الإحتلال لعمل تحقيق صحافي واكتشف رغبتهم القوية في العودة إلى بلادهم وكان هيكل يمثل في تلك الفترة 'الجوكر' الصحافي لكل الأحداث المهمة في الشرق الأوسط فقد قام بتغطية محاكمة قتلة أمين عثمان وزير المالية في وزارة النحاس باشا والذي كان يؤمن بان احتلال بريطانيا لمصر كالزواج الكاثوليكي لا يمكن فصله!
هكذا أورد الفيلم التسجيلي المهم أحداثا وفصولاً من حياة الصحافي والكاتب الكبير اتصل بعضها بعلاقته بالرئيس جمال عبدالناصر والرئيس السادات من الممكن التعرض لها بالتفصيل في مقال آخر، ولم يكن 'الجورنالجي' التجربة السينمائية الوحيدة التي أولت هيكل العناية التي يستحقها كصحافي ومؤرخ شاهد على أربعة عصور من عمر مصر وانما جاءت افلام اخرى لمبدعين تنافسوا فيما بينهم فصاغوا أفلاما لها نفس الأهمية فهناك فيلم 'هيكل الإنسان' سيناريو وإخراج ياسر عز العرب و'هيكل السياسي' سيناريو واخراج محمد حسان و'هيكل المؤرخ' سيناريو وإخراج سلوى عبد اللطيف، فالرؤى متعددة والمسيرة حافلة والإبداع قائم والسينما آخذة في الرصد، تقول كلمتها للتاريخ والأجيال.
في صباح يوم 4 شباط (فبراير) 1942 حاصرت الدبابات البريطانية قصر عابدين بقيادة الجنرال 'ستون' قائد القوات البريطانية في مصر ووجهت إنذارا شديد اللهجة للملك فاروق بدعوة النحاس باشا بوصفه زعيما لحزب الأغلبية في البلاد بتشكيل الوزارة وهددت بأنه في حالة عدم استجابة الملك للإنذار البريطاني قبل الساعة السادسة مساء ستتخذ كافة الإجراءات العسكرية لإجبار الملك على التنازل عن العرش واعتقاله في إحدى سفن الأسطول البريطاني حتى يتقرر مصيره وقد قبل الملك الإنذار وكلف النحاس بتشكيل الوزارة، وترك هذا الحادث آثارا كبرى في تاريخ مصر السياسي والاقتصادي، ليس فقط الى نهاية الحرب العالمية الثانية وإنما حتى قيام ثورة تموز (يوليو) 1952، في هذا التوقيت وبالتحديد بعد مرور أربعة أيام فقط على حادث 4 شباط (فبراير) دخل محمد حسنين هيكل تاريخ الصحافة وكان عمره آنذاك تسعة عشر عاما، هكذا استعرض الفيلم المقدمة الدراماتيكية لحياة أكبر صحافي في منطقة الشرق الأوسط رامزا له بالمايسترو، حيث صاحبت تترات الفيلم صورا أرشيفية لمقر جريدة 'الإجيبشيان جازيت' ورئيس تحريرها هارولد إيدل ثم لقطات للكاتب سكوت واطسونت كخلفية لائقة بالحدث الجلل لمولد صحافي كبير مع عزف لأوركسترا القاهرة السيمفوني في إشارة للعزف الموسيقي والعزف بالكلمات الذي هو من مهارات هيكل 'الجورنالجي'، وتمضي الأحداث في عرض قصة العلاقة بين الصحافة ومحمد حسنين هيكل موضحة أن هيكل ذهب في تلك السن المبكرة من حياته '19' سنة ليستمع الى محاضرة للكاتب سكوت واطسون الصحافي بـ'الإجيبشيان جازيت' وفي نهاية المحاضرة وجه سكوت الدعوى للحاضرين بأن من يرد منهم التدريب على الصحافة فليذهب إليه في مكتبه، ولم يكذب محمد حسنين هيكل الشاب الواعد خبرا وتوجه صبيحة اليوم التالي الى مكتب رئيس التحرير لتكون هذه هي أول مساعيه نحو عالم الصحافة، ومن حسن حظه أن الروائي العالمي الشهير لورانس داريل صاحب رباعية الإسكندرية والكاتب الروائي الشهير أيضا جورج أورويل صاحب رواية مزرعة الحيوانات كانا من أهم كتاب 'الإجيبشيان جازيت' ولأنهما أديبان ومثقفان تعاملا تعاملا مع هيكل بمنطق الاكتشاف وقدماه للرأي العام وزكياه عند رئيس التحرير الذي كان يستشعر فيه النبوغ وتنبأ له بحيثية كبرى في مجال الكتابة الصحافية، وقد كان، وعلى خلفية الحرب العالمية الثانية وبصفة خاصة معركة العلمين بدأت الأحداث تكشف عن الموهبة الفذة للشاب الذي عمل في بداية حياته الصحافية مساعدا للمخبر الصحافي كصفحة الحوادث، أي أنه لم يرق الى درجة محرر لمدة عام ثم سرعان ما اشتد الوطيس واصبحت الفرصة سانحة أمام مخبر الحوادث ليتحول في غضون شهور الى أكبر محقق صحافي بعد أن أوفده رئيس التحرير بتكليف خاص الى قلب المعركة لمتابعة أخبار الحرب.
وفي سياق الصعود السريع للموهبة ينتقل السيناريست مكاوي سعيد والمخرج سامي إدريس الى مرحلة جديدة من حيا بطل فيلمهما الجورنالجي بعد أن صيته وأصبح من ألمع محرري التحقيقات ليعتلي درج السلم بمنتهى الثقة عبورا الى واحدة من أكبر المؤسسات الصحافية 'روزاليوسف' عام 1944 ليجرب الكتابة باللغة العربية بعد سنوات في بلاط الصحافة الإنكليزية، ولكنه سرعان ما ترك هيكل 'روزاليوسف' نتيجة خلافات مع إحسان عبدالقدوس ليعود إليها مرة أخرى بعد عشر سنوات من الغياب عندما القى القبض على عبدالقدوس بسبب مقاله الذي نشر تحت عنوان 'العصابة التي تحكم مصر' ليتطوع هيكل للعمل بدلا منه حتى الإفراج عنه، وهنا تبرز الدلالة الإنسانية في الموهبة الكبيرة التي تستبعد الخلافات وتطرحها جانبا في وقت الأزمات وتقف في خندق واحد مع العدالة والحرية وهو معنى ضمن معان كثيرة أكدتها الوثائق والصور دون مزايدة أو مبالغة ويتضمن الفيلم شهادة للكاتب الصحافي كامل زهيري بين شهادات أخرى للكتاب الكبار محمد عودة وجمال بدوي ومصطفى بكري ومحفوظ الأنصاري وجلال عارف وجميل عارف ود. عبدالمنعم سعيد وسلامة أحمد سلامة وكلها تؤكد على أهمية هيكل الصحافي والكاتب ودوره السياسي الفعال في مراحل كثيرة من عمر مصر النهضة والتاريخ، وتنتهي الشهادات ونبقى امام مرحلة تالية شكلت نموذجا للنجاح الصحافي وعبقرية الأداء المهني المتفرد لفارس القلم وهي المرحلة التي عمل خلالها في مجلة 'آخر ساعة' استجابة لدعوة رائد الصحافة المصرية محمد التابعي في أواخر عام 1944 ليصادف في نفس التوقيت عرض إميل زيدان صاحب مؤسسة 'دار الهلال' ودعوته لتولي رئاسة تحرير مجلة 'الاثنين' التي كانت تصدر عن الدار آنذاك، وبعد مشاورة مع الصديقين التابعي وعلي أمين رأى محمد حسنين هيكل أن المستقبل 'لأخبار اليوم' فاعتذر عن عدم رئاسة تحرير مجلة 'الاثنين' وكان حينئذ قد صدر العدد الأول من مجلة 'آخر ساعة' في 24 يوليو 1934، وظل هيكل بها حتى أصبح سكرتيرا لتحريرها.
وفي 18 ابريل من عام 1946 امتلك علي ومصطفى أمين 'آخر ساعة' ولم يبقيا إلا على أربعة كتاب فقط هم محمد التابعي وهيكل ود. سعيد عبده والشاعر كامل الشناوي والمفكر سلامة موسى وعبدالله الكاتب.
ومثلت 'آخر ساعة' المنصة الرئيسية التي انطلق منها محمد حسنين هيكل الى آفاق الشهرة حيث قام بتغطية عدة أحداث جسيمة كان لها بالغ الأثر في شيوع اسمه وتردده بين ملايين القراء فقد كتب أهم تحقيقاته الاجتماعية عن الخط الذي ظهر في قرية القرين بمحافظة الشرقية، وبين تحقيقاته المحلية ونجاحاته المستمرة ينتقل الكاتب الى ساحة القتال بين ألسنة اللهب وقصف الصواريخ وهدير الدبابات ليوالينا بأخبار الحرب الفاصلة في حياة الشعوب العربية، حرب 48 ويستعرض بجدارة عبر قلم رشيق وعبارات اتسمت باللغة الأدبية صور الفداء والنضال، وهناك على رمال فلسطين تعرف هيكل على البطل احمد عبد العزيز قائد القوات المصرية غير النظامية التي سبقت دخول الجيش المصري رسميا الى فلسطين والتي وضعت نفسها تحت لوائه عندما انتقل القتال الى دائرة الحرب الرسمية.
في تلك الفترة رفض محمد حسنين هيكل دعوة السفارة الأمريكية بالقاهرة لحضور احتفالها السنوي بعيد الاستقلال لانحيازها التام الى جانب المحتل البريطاني، كما وصل إلى داخل ثكنات قوات الإحتلال لعمل تحقيق صحافي واكتشف رغبتهم القوية في العودة إلى بلادهم وكان هيكل يمثل في تلك الفترة 'الجوكر' الصحافي لكل الأحداث المهمة في الشرق الأوسط فقد قام بتغطية محاكمة قتلة أمين عثمان وزير المالية في وزارة النحاس باشا والذي كان يؤمن بان احتلال بريطانيا لمصر كالزواج الكاثوليكي لا يمكن فصله!
هكذا أورد الفيلم التسجيلي المهم أحداثا وفصولاً من حياة الصحافي والكاتب الكبير اتصل بعضها بعلاقته بالرئيس جمال عبدالناصر والرئيس السادات من الممكن التعرض لها بالتفصيل في مقال آخر، ولم يكن 'الجورنالجي' التجربة السينمائية الوحيدة التي أولت هيكل العناية التي يستحقها كصحافي ومؤرخ شاهد على أربعة عصور من عمر مصر وانما جاءت افلام اخرى لمبدعين تنافسوا فيما بينهم فصاغوا أفلاما لها نفس الأهمية فهناك فيلم 'هيكل الإنسان' سيناريو وإخراج ياسر عز العرب و'هيكل السياسي' سيناريو واخراج محمد حسان و'هيكل المؤرخ' سيناريو وإخراج سلوى عبد اللطيف، فالرؤى متعددة والمسيرة حافلة والإبداع قائم والسينما آخذة في الرصد، تقول كلمتها للتاريخ والأجيال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق