الفنان الكبير على الكسار الذى أضحك الملايين بافلامه ومسرحياته العظيمة "نور الدين والبحارة الثلاثة" و"عثمان وعلى" و"سلفنى 3 جنيه" و"محطة الأنس" و"التلغراف" و"بواب العمارة" و"الطنبورة" و"على بابا والأربعين حرامى" و"رصاصة فى القلب" و"أمير الانتقام" وغيرها من الأعمال الرائعة والجميلة والتى من المؤكد أن التاريخ سيذكرها له سنوات طويلة قادمة وهونجم موقع: ( دسوق اليوم ) للحديث عنه فمثل هذا الفنان يحتاج الى مجلدات للحديث عن عفويته التى تكاد تدخلك داخل الفيلم .
على الكسار ..اسمه بالكامل على خليل سالم .. ولد فى يوم 13 يوليو عام 1887 من أب وأم مصريين وكان عليه أن يعمل ويكافح لكى يواجه الحياة وهو فى الرابعة عشرة من عمره ليعول أسرته الفقيرة ووالده صانع الأحذية الذى أشتهر بصناعة الخف الذى يستخدمونه فى مناسك الحج والتقطته إحدى الأسر الكبيرة وألبسوه القفطان الأبيض والحزام الأحمر لكى يخدمهم على المائدة .
وفى عام 1996 التقى بالفنان جورج أبيض فضمه لفرقته وهناك تعرف على زميلة أمين صدقى واتفق معه على تكوين فرقة تكون أرباحها مناصفة..وفى أوائل عام 1936 حدث خلاف بين الشريكين فكون أمين صدقى فرقة جديدة ضم إليها محمد بهجت وفتحية أحمد بينما استطاع على الكسار أن يعثر على مؤلف أخر هو الأستاذ حامد السيد الذى كتب له العديد من المسرحيات الجميلة والناجحة.
ثم عاد أمين صدقى لعلى الكسار مرة ثانية يكتب له المسرحيات على أن يتقاضى أجرا محددا بدلا من أن يكون شريكا له وحققوا سويا نجاحا طيبا إلى أن بدأت الحياة تعطى ظهرها لعلى الكسار وفرقته فتوالت الخسائ وأضطر لإغلاق الفرقة كما لم يعد منتجى السينما يستعينون به فى بطولات جديدة بعد أن كانوا يتهافتون عليه فى الماضى كما واجه تجاهل لا يليق على الأطلاق من زملائة وتلاميذه وهو ما اضطره إلى قبول العمل فى العديد من الأفلام بأدوار صغيرة لا تليق باسمه ومكانته إلا أنه اضطر لهذا لكى يستطيع الإنفاق على أفراد أسرته.
عندما تحدث على الكسار كيف يضحك الناس
كان الكسار يؤكد فى حواراته الصحفية للمجلات الفنية فى احاديث مقتضبه ولكنه تحدث ذات مرة لمجلة الكواكب فقال كل شيئ عن شخصيته الفنية التى ميزته فقال عثمان عبد الباسط :" اننى اعتمد قبل كل شئ على حركات العينين فى إضحاك الناس فالممثل الذي يعتمد على عينيه لا يمكن ان يوفق الى اضحاك الناس ولكى يبرهن على صحة ذلك أرجو ان تتخيل ممثل يتكلم وهو يعطى ظهره الى الناس فهل تظن انه يضحك احدا مهما كان خفيف الظل فى كلامه ؟"
ويرجع اختيارى لشخصية البربرى الى عام 1916 اذ كنت اشتغل قبل ذلك مع جورج دخول الذى اخترع شخصية كامل الاصلى وقد كان يعمد فى اضحاك الناس على اللهجة السورية التى كان يلقى بها كلماته .
ولكن حدث فى ذلك العام اننى كنت مشترك مع مصطفى افندى امين فى العمل وفكرنا فى اخراج قصة عنوانها "حسن ابوعلى سرق المعزة" فاخترت لنفسى شخصية خادم بربرى .. اعتقادا منى بأن هذه الشخصية "غنية" يستطيع الممثل ان يجد فيها مجالا واسعا للعمل والابتكار .
ولم يكن احد من الممثلين المصريين قد مثل شخصية البربرى قبل ذلك فوجدت اننى استطيع ان استغل بلاهة البربرى كعنصر اساسى من عناصر الإضحاك كما أن هناك نواحى اخرى من هذه الشخصية لا تخيب فى اضحاك الناس .
ويكفى لذلك ان يعمد البربرى الى الخبث والمؤامرة رغم بلاهته وسذاجته او ان تشتد به ثورة الغضب لكرامته وتظهر "زربونته".
ـ و يجدر بى ان اذكر لك ان الممثل الفرنسى الكبير دنى دينيسى عندما زار مسرحى قرر اننى امتاز وانا امثل على خشبة المسرح باننى اشتغل فى نفس الوقت مع الجمهور الذى جاء ليشاهدنى فانا احرص دائما ان تكون الصلة بينى وبين "الصالة" قوية ومستمرة فاذا اتضح لى ان الكلام الذى وضعه المؤلف على لسانى لم يوفق فى اضحاك الناس فاننى لا اتردد فى ان ارتجل ما اعتقد انه يضحكهم .
من ذلك اننى كنت امثل فى رواية "ابو فصاده" وكان على ان اقول عن شخصية المرأة فى الرواية وتدعى "فينيس" جملة منقولة عن رواية "تسبا" وهى "فينيس .. انها امرأة تعشق بل تعبد !" وقد ظللت اكرر هذه الجملة فى كل مرة امثل فيها الرواية واتفنن فى تغيير ملامح وجهى ونبرات صوتى واشارات يدى لعلنى اوفق فى اضحاك الناس فكنت فى كل مرة لا اقابل الا بصمت الجمهور صمتا مؤلما !
واخيرا حدث بعد ان قلت فى ذلك الموقف نفسه " فينيس .. وبدلا من ان اكملها "انها امرأة تعشق بل تعبد .. قلت من عندى" فينيس النيس كونيس " فضجة الصالة بالضحك الشديد العالى . ومنذ تلك الليلة اضيفت هذه الجملة على دوري فى رواية ابوفصادة بدلا من الجملة التى وضعها المؤلف .
وهكذا ترانى اتحسس موضع الغبطة من نفس الجمهور فاذا لمست هذا الموضع طفقت اورى زنادة حتى ابلغ من هذا الجمهور بغيتى التى هى نفس بغيتى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق