لا عزاء للإبداع .. من نجيب محفوظ إلى عادل إمام
فواز : الحكم فرقعة إعلامية وليس خطوة ضد الفن
فودة : السينمائيون يرفضون الوصاية علي الإبداع
فواز : الحكم فرقعة إعلامية وليس خطوة ضد الفن
فودة : السينمائيون يرفضون الوصاية علي الإبداع
الفنان عادل إمام |
أثار صدور حكم قضائي بحبس الفنان عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان في أعماله الفنية حالة من الخوف والحذر بين المبدعين.. يرى فريق أن الحكم لا يستحق الوقوف أمامه.. ويري آخر أن الحكم كارثة، خاصة في ظل صعود التيار الإسلامي وسيطرته علي الحياة السياسية.
يقول الفنان عادل إمام: أرفض التعليق علي أحكام القضاء وأثق في عدالته إلي حد بعيد وأن أعمالي التي قدمتها علي مدار مشواري الفني أعمال جادة تهدف إلي ممارسة الإرهاب وتصحيح مفاهيم وأفكار خاطئة سادت وسيطرت علي العقول في فترة مهمة كانت مصر فيها معرضة للانشطار والانقسام بسبب الإرهاب.
ويعلق السيناريست الكبير وحيد حامد علي حبس عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان قائلاً: أشعر بتشاؤم بعد سماع هذا الخبر، فهو من وجهة نظري لا يخص عادل إمام بمفرده، لكن يخص كل المبدعين الذين يحاولون التعبير عن أفكارهم وأحلامهم من خلال شاشة السينما.. وواصل وحيد حامد كلامه: الحكم يعتبر إنذارا خطيرا لقتل حرية الإبداع، خاصة أن نفوذ التيار الإسلامي هو الأعلي والمسيطر في ذلك الوقت، الحكم في تصوري مسألة مفزعة وكارت إرهاب لكل المبدعين، صحيح أن الحكم غيابي والدعوي هزيلة من الناحية القانونية لكن المحامي الذي يحركها ويتابعها من جماعة الإخوان المسلمين التي تسيطر علي الحياة السياسية الآن، وهذا يعني أننا أمام قوي جديدة هدفها كبت حرية الإبداع وتحويل كل من يتجرأ لتقديم فكرة مختلفة المحتوي إلي مجرم يستحق الحبس والعقاب.
وأكد وحيد حامد في ختام كلامه أنه لا يملك التعليق علي أحكام القضاء الذي يحترمه إلي حد كبير، ويثق في عدالته.
ووصف الكاتب والسيناريست الكبير لينين الرملي الحكم بأنه شئ لا معقول.. وقال: كيف تعاقب مبدعا علي أعمال فنية قدمها منذ 36 عاما؟.. معني هذا أنه خلال الأيام القادمة سوف نجد دعاوي قضائية ضد الممثلين الذين ظهروا في أفلام الأبيض والأسود.
وطالب لينين الرملي الإعلام بالهدوء في تناول القضية وعدم التهويل منها لأن تهمة الازدراء تهمة بالغة الخطورة فهي كمن يتهم شخصا بالكفر.. وأكد «الرملي» أنه لا يجب محاكمة الفنان لكن يجب محاكمة الرقابة علي المصنفات الفنية التي سمحت وأجازت عرض العمل.. وأوضح أنه يرفض أن تكون لدينا رقابة فوق الرقابة.
ويري المنتج محمد فوزي أن الحكم الصادر ضد عادل إمام لا يدعو للقلق أو الخوف لأن أغلب أو معظم هذه الدعاوي القضائية يقف خلفها محامون «غاويين شهرة»، ولا يجب الوقوف أمام مثل هذه الدعاوي لأن الاهتمام بها سوف يخلق حالة من الإرهاب الفكري.
أكد مسعد فودة نقيب المهن السينمائية أن الحكم الصادر بالحبس ضد عادل إمام حكم خطير يقف حائلاً ضد حرية الإبداع التي يجب علي الجميع احترامها، وأضاف: أن نقابة المهن السينمائية عقدت اجتماعا مع نقابة الممثلين وجبهة حرية الإبداع للتنسيق فيما بينهم واتفقوا علي عدم اتخاذ أي إجراء إلا بعد الاطلاع علي حيثيات الحكم ودراسته حتي يكون موقفهم جماعيا تجاه هذه الأزمة.
وشدد «فودة» علي أن موقف السينمائيين والعاملين بالحقل الفني يرفض أي تدخل أو وصاية علي حرية الإبداع وأن صدور حكم بهذه الصيغة في هذا التوقيت الصعب علي مجمل أعمال فنان مؤشر خطير ونقابة السينمائيين ستساند أي مبدع قد يقع عليه ضرر ولن تسمح بمحاولات وأد الإبداع التي يحاول البعض ممارستها.
وأشار «فودة» إلي أن النقابات الفنية وجبهة حرية الإبداع ألغت اجتماعا كان مقررا صباح أمس الأول مع لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب نظرا للظروف التي تمر بها البلاد بداية من أحداث بورسعيد وانتهاء بأحداث وزارة الداخلية وهي فرصة لدراسة الأمر وطرح قضية عادل إمام ضمن قضايا الفن المصري التي يجب مناقشتها مع مجلس الشعب.
وأوضح «فودة» أن نقابة السينمائيين ترفض أي وصاية علي الفن المصري وأن المرحلة الحالية مرحلة تخبط في السياسة المصرية وهو ما يمس الفن المصري كما يمس باقي مناحي الحياة ويجب أن تمر هذه المرحلة سريعا حتي تستعيد مصر استقرارها، وهو ما يتحقق بإعادة هيكلة وزارة الداخلية وضرورة الإسراع لوضع دستور جديد وإجراء الانتخابات الرئاسية وإعادة تطوير وتطهير الإعلام وسرعة الانتهاء من محاكمات قتلة الثوار حتي نستعيد الاستقرار مرة أخري.
وأكد صبري فواز - عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية - أن النقابة كلفت المستشار القانوني بمتابعة إجراءات صدور الحكم والحصول علي نسخة منه لدراستها قبل حضور جلسة الاستئناف.
وقلل «صبري فواز» من أهمية الحكم الصادر ضد عادل إمام، مؤكدا أن هذا الحكم ليس له أي مرجعية قانونية، بالإضافة إلي أنه حكم غيابي وأي محام يستطيع الحصول علي حكم بالبراءة من أول جلسة معارضة لأن الأحكام الغيابية تصدر لعدم وجود الطرف الآخر للدفاع عن نفسه.
وأكد «فواز» أنه من العبث أن نحاكم شخصا علي أعمال قدمها منذ ما يزيد علي 15 عاما وهو ما يجعلني أري الأمر لا يزيد علي كونه مجرد «فرقعة إعلامية» كالتي كان يقوم بها من قبل محام يرفع دعوي قضائية ضد هيفاء وأفلام خالد يوسف وغيرهم.
ونفي «فواز» أن تكون هذه القضية خطوة من الإسلاميين ضد الفن لتقييد حرية الإبداع، وأكد أن الأمر شخصي وقريب من «الخيابة» فمحاكمة عادل إمام علي أعماله السابقة التي حصلت علي موافقات كافة الجهات الرسمية ولم يعترض عليها لا الإسلاميون ولا غيرهم منذ سنوات كأن نقوم بمحاسبة الصحابة علي كفرهم قبل الرسالة المحمدية وهناك ما هو أهم للخروج بمصر إلي بر الأمان حتي نستعيد الريادة الفنية والثقافية من مطاردة الفنانين بأحكام الحبس.
يبدو أن سلسلة تهمة ازدراء الأديان أضيف إليها حلقة جديدة من خلال الحكم الذي حصل عليه «عادل إمام» مؤخرا، تلك السلسلة التي بدأت منذ سنوات عديدة بالهجوم الشديد علي «نجيب محفوظ» واتهامه بالكفر والإلحاد ومنع رائعته «أولاد حارتنا» واتهامه بالإساءة إلي الذات الإلهية، رغم أن «نجيب محفوظ» نفي عن نفسه تلك التهمة البشعة عندما أعلن أن «أولاد حارتنا» عمل أدبي لا يجب النظر إليه علي أنه كتاب، فهناك فرق كبير بين الإبداع الفني الذي يعطيك الفرصة إلي الحرية وإطلاق العنان لأفكارك وصبغها برؤي مختلفة لتقديم شخصيات لا تعبر عن تفكيرك أنت بل عن أفكار شخوصك التي تكتب عنها ومن خلالها، يمكن التعبير عن المجتمع بكل طوائفه، أما الكتاب فهو آراؤك الشخصية التي تتحمل ما يجيء به من أفكار ولكن للأسف أن هناك دائما من يقف بالمرصاد لأي عمل إبداعي ولا يفكر لدقيقة واحدة في الفرق بين العمل الفني الطارح لكل الشخصيات وبين أن يكون رأيك الشخصي.
لذلك فإن «عادل إمام» يحاسب علي ما يقوله في حواراته الفضائية أو في الصحف إذا كان يطرح فيها ما يدور في عقله وما يؤمن به، أما محاسبته علي الشخصيات التي يؤديها فمعني ذلك أن كل الفنانين الذين أدوا أدوار الكافرين في الأفلام والمسلسلات الدينية يجب محاكمتهم أيضا، خاصة أن ما يقولونه فيه رفض لوجود الله.
وإذا كنا نقيم عليهم الحجة بتلك الأساليب الغريبة فقد يظهر بعد ذلك من يطلب إقامة حد الردة عليهم، وبالطبع هذا الحكم ينسحب علي المبدعين الذين شاركوا في تلك الأعمال بداية من كاتب القصة والسيناريو والحوار وانتهاء بالمخرج.. وبالتالي فإن مبدعا مثل «وحيد حامد» عليه التفكير ألف مرة قبل الإمساك بقلمه وكتابة أعمال مثل «الإرهاب والكباب» و«طيور الظلام» و«المنسي» و«الأولة في الغرام» و«احكي يا شهرزاد» لأن فيها أفكارا قد يراها البعض تحريضا علي أفكار قد لا يقبلها الفكر المتطرف، وإذا كان هذا هو المنطق الذي سوف يحكمنا والذي سيجعل الأعمال الإبداعية مثل «الحسين شهيدا» من المستحيل خروجه إلي النور لأنه يقترب بشكل كبير من منطقة يجدها الكثيرون محرمة، بداية من مناقشة قضية الخوارج وانتهاء بظهور الصحابة، وآل البيت في أعمال فنية.. وقد نري مع الوقت قضية ترفع علي أي فنانة من منطلق تعدد الأزواج لأنها ظهرت في أكثر من عمل زوجة لأكثر من ممثل.
وللأسف فإن هذا الباب إذا فتحناه لن نستطيع إغلاقه فهناك دائما تهمة سابقة التجهيز اسمها ازدراء الأديان يمكن وصمها علي أي مبدع، ولا عزاء للإبداع في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل ويؤخذ فيه المبدعون بالشبهات.
يقول الفنان عادل إمام: أرفض التعليق علي أحكام القضاء وأثق في عدالته إلي حد بعيد وأن أعمالي التي قدمتها علي مدار مشواري الفني أعمال جادة تهدف إلي ممارسة الإرهاب وتصحيح مفاهيم وأفكار خاطئة سادت وسيطرت علي العقول في فترة مهمة كانت مصر فيها معرضة للانشطار والانقسام بسبب الإرهاب.
ويعلق السيناريست الكبير وحيد حامد علي حبس عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان قائلاً: أشعر بتشاؤم بعد سماع هذا الخبر، فهو من وجهة نظري لا يخص عادل إمام بمفرده، لكن يخص كل المبدعين الذين يحاولون التعبير عن أفكارهم وأحلامهم من خلال شاشة السينما.. وواصل وحيد حامد كلامه: الحكم يعتبر إنذارا خطيرا لقتل حرية الإبداع، خاصة أن نفوذ التيار الإسلامي هو الأعلي والمسيطر في ذلك الوقت، الحكم في تصوري مسألة مفزعة وكارت إرهاب لكل المبدعين، صحيح أن الحكم غيابي والدعوي هزيلة من الناحية القانونية لكن المحامي الذي يحركها ويتابعها من جماعة الإخوان المسلمين التي تسيطر علي الحياة السياسية الآن، وهذا يعني أننا أمام قوي جديدة هدفها كبت حرية الإبداع وتحويل كل من يتجرأ لتقديم فكرة مختلفة المحتوي إلي مجرم يستحق الحبس والعقاب.
وأكد وحيد حامد في ختام كلامه أنه لا يملك التعليق علي أحكام القضاء الذي يحترمه إلي حد كبير، ويثق في عدالته.
ووصف الكاتب والسيناريست الكبير لينين الرملي الحكم بأنه شئ لا معقول.. وقال: كيف تعاقب مبدعا علي أعمال فنية قدمها منذ 36 عاما؟.. معني هذا أنه خلال الأيام القادمة سوف نجد دعاوي قضائية ضد الممثلين الذين ظهروا في أفلام الأبيض والأسود.
وطالب لينين الرملي الإعلام بالهدوء في تناول القضية وعدم التهويل منها لأن تهمة الازدراء تهمة بالغة الخطورة فهي كمن يتهم شخصا بالكفر.. وأكد «الرملي» أنه لا يجب محاكمة الفنان لكن يجب محاكمة الرقابة علي المصنفات الفنية التي سمحت وأجازت عرض العمل.. وأوضح أنه يرفض أن تكون لدينا رقابة فوق الرقابة.
ويري المنتج محمد فوزي أن الحكم الصادر ضد عادل إمام لا يدعو للقلق أو الخوف لأن أغلب أو معظم هذه الدعاوي القضائية يقف خلفها محامون «غاويين شهرة»، ولا يجب الوقوف أمام مثل هذه الدعاوي لأن الاهتمام بها سوف يخلق حالة من الإرهاب الفكري.
أكد مسعد فودة نقيب المهن السينمائية أن الحكم الصادر بالحبس ضد عادل إمام حكم خطير يقف حائلاً ضد حرية الإبداع التي يجب علي الجميع احترامها، وأضاف: أن نقابة المهن السينمائية عقدت اجتماعا مع نقابة الممثلين وجبهة حرية الإبداع للتنسيق فيما بينهم واتفقوا علي عدم اتخاذ أي إجراء إلا بعد الاطلاع علي حيثيات الحكم ودراسته حتي يكون موقفهم جماعيا تجاه هذه الأزمة.
وشدد «فودة» علي أن موقف السينمائيين والعاملين بالحقل الفني يرفض أي تدخل أو وصاية علي حرية الإبداع وأن صدور حكم بهذه الصيغة في هذا التوقيت الصعب علي مجمل أعمال فنان مؤشر خطير ونقابة السينمائيين ستساند أي مبدع قد يقع عليه ضرر ولن تسمح بمحاولات وأد الإبداع التي يحاول البعض ممارستها.
وأشار «فودة» إلي أن النقابات الفنية وجبهة حرية الإبداع ألغت اجتماعا كان مقررا صباح أمس الأول مع لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب نظرا للظروف التي تمر بها البلاد بداية من أحداث بورسعيد وانتهاء بأحداث وزارة الداخلية وهي فرصة لدراسة الأمر وطرح قضية عادل إمام ضمن قضايا الفن المصري التي يجب مناقشتها مع مجلس الشعب.
وأوضح «فودة» أن نقابة السينمائيين ترفض أي وصاية علي الفن المصري وأن المرحلة الحالية مرحلة تخبط في السياسة المصرية وهو ما يمس الفن المصري كما يمس باقي مناحي الحياة ويجب أن تمر هذه المرحلة سريعا حتي تستعيد مصر استقرارها، وهو ما يتحقق بإعادة هيكلة وزارة الداخلية وضرورة الإسراع لوضع دستور جديد وإجراء الانتخابات الرئاسية وإعادة تطوير وتطهير الإعلام وسرعة الانتهاء من محاكمات قتلة الثوار حتي نستعيد الاستقرار مرة أخري.
وأكد صبري فواز - عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية - أن النقابة كلفت المستشار القانوني بمتابعة إجراءات صدور الحكم والحصول علي نسخة منه لدراستها قبل حضور جلسة الاستئناف.
وقلل «صبري فواز» من أهمية الحكم الصادر ضد عادل إمام، مؤكدا أن هذا الحكم ليس له أي مرجعية قانونية، بالإضافة إلي أنه حكم غيابي وأي محام يستطيع الحصول علي حكم بالبراءة من أول جلسة معارضة لأن الأحكام الغيابية تصدر لعدم وجود الطرف الآخر للدفاع عن نفسه.
وأكد «فواز» أنه من العبث أن نحاكم شخصا علي أعمال قدمها منذ ما يزيد علي 15 عاما وهو ما يجعلني أري الأمر لا يزيد علي كونه مجرد «فرقعة إعلامية» كالتي كان يقوم بها من قبل محام يرفع دعوي قضائية ضد هيفاء وأفلام خالد يوسف وغيرهم.
ونفي «فواز» أن تكون هذه القضية خطوة من الإسلاميين ضد الفن لتقييد حرية الإبداع، وأكد أن الأمر شخصي وقريب من «الخيابة» فمحاكمة عادل إمام علي أعماله السابقة التي حصلت علي موافقات كافة الجهات الرسمية ولم يعترض عليها لا الإسلاميون ولا غيرهم منذ سنوات كأن نقوم بمحاسبة الصحابة علي كفرهم قبل الرسالة المحمدية وهناك ما هو أهم للخروج بمصر إلي بر الأمان حتي نستعيد الريادة الفنية والثقافية من مطاردة الفنانين بأحكام الحبس.
يبدو أن سلسلة تهمة ازدراء الأديان أضيف إليها حلقة جديدة من خلال الحكم الذي حصل عليه «عادل إمام» مؤخرا، تلك السلسلة التي بدأت منذ سنوات عديدة بالهجوم الشديد علي «نجيب محفوظ» واتهامه بالكفر والإلحاد ومنع رائعته «أولاد حارتنا» واتهامه بالإساءة إلي الذات الإلهية، رغم أن «نجيب محفوظ» نفي عن نفسه تلك التهمة البشعة عندما أعلن أن «أولاد حارتنا» عمل أدبي لا يجب النظر إليه علي أنه كتاب، فهناك فرق كبير بين الإبداع الفني الذي يعطيك الفرصة إلي الحرية وإطلاق العنان لأفكارك وصبغها برؤي مختلفة لتقديم شخصيات لا تعبر عن تفكيرك أنت بل عن أفكار شخوصك التي تكتب عنها ومن خلالها، يمكن التعبير عن المجتمع بكل طوائفه، أما الكتاب فهو آراؤك الشخصية التي تتحمل ما يجيء به من أفكار ولكن للأسف أن هناك دائما من يقف بالمرصاد لأي عمل إبداعي ولا يفكر لدقيقة واحدة في الفرق بين العمل الفني الطارح لكل الشخصيات وبين أن يكون رأيك الشخصي.
لذلك فإن «عادل إمام» يحاسب علي ما يقوله في حواراته الفضائية أو في الصحف إذا كان يطرح فيها ما يدور في عقله وما يؤمن به، أما محاسبته علي الشخصيات التي يؤديها فمعني ذلك أن كل الفنانين الذين أدوا أدوار الكافرين في الأفلام والمسلسلات الدينية يجب محاكمتهم أيضا، خاصة أن ما يقولونه فيه رفض لوجود الله.
وإذا كنا نقيم عليهم الحجة بتلك الأساليب الغريبة فقد يظهر بعد ذلك من يطلب إقامة حد الردة عليهم، وبالطبع هذا الحكم ينسحب علي المبدعين الذين شاركوا في تلك الأعمال بداية من كاتب القصة والسيناريو والحوار وانتهاء بالمخرج.. وبالتالي فإن مبدعا مثل «وحيد حامد» عليه التفكير ألف مرة قبل الإمساك بقلمه وكتابة أعمال مثل «الإرهاب والكباب» و«طيور الظلام» و«المنسي» و«الأولة في الغرام» و«احكي يا شهرزاد» لأن فيها أفكارا قد يراها البعض تحريضا علي أفكار قد لا يقبلها الفكر المتطرف، وإذا كان هذا هو المنطق الذي سوف يحكمنا والذي سيجعل الأعمال الإبداعية مثل «الحسين شهيدا» من المستحيل خروجه إلي النور لأنه يقترب بشكل كبير من منطقة يجدها الكثيرون محرمة، بداية من مناقشة قضية الخوارج وانتهاء بظهور الصحابة، وآل البيت في أعمال فنية.. وقد نري مع الوقت قضية ترفع علي أي فنانة من منطلق تعدد الأزواج لأنها ظهرت في أكثر من عمل زوجة لأكثر من ممثل.
وللأسف فإن هذا الباب إذا فتحناه لن نستطيع إغلاقه فهناك دائما تهمة سابقة التجهيز اسمها ازدراء الأديان يمكن وصمها علي أي مبدع، ولا عزاء للإبداع في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل ويؤخذ فيه المبدعون بالشبهات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق