يقول الدكتور سمير نعيم - العميد الأسبق لآداب عين شمس- في كتابه "أهل مصر": إن مصر هبة ألف مليون مصري، هم الذين أسهموا في صنع الحضارة المصرية خلال الأربعة آلاف سنة الماضية، وأنت واحد منهم".
تذكرت ذلك القول عندما شاهدت المقابلة التليفزيونية التي أجرتها قناة "فرانس 24" مع الفنانة الشابة " منة شلبي" على هامش مهرجان "كان" السينمائي الدولي، والتي وصفت فيها النجمة الكبيرة المصريين بأنهم يعانون من الكبت الجنسي، وأنها تحاول أن تفرض على كل من تتعامل معه احترامها حتى لا يتطرق بخياله للمايوه الساخن الذي كانت ترتديه.
وكان من الطبيعي أن يثير هذا الحوار بعض السخط على "منة شلبي"، وخاصة في موقع فيس بوك، لدرجة أن البعض طالب بمقاطعة أفلامها، ولكن هل سبب هذا السخط هو ظهورها في القناة الفرنسية؟ أم في ارتدائها هذا المايوه؟ أم في كلامها؟
الغريب أن أدوار "منة" كلها - من فيلم الساحر مرورا بأفلام خطيبها السابق خالد يوسف وحتى فيلمها الأخير- مثيرة، فهل هذه النجمة تستغلّ تحليلها النفسي الخطير للشخصية المصرية حتى تصل إلى القمة؟ أم إنها لا تصلح إلا لهذه الأدوار العظيمة؟!
وما هي إلا دقائق حتى خرجت علينا الراقصة " دينا " بخبر تناقلته وكالات الأنباء العالمية بسرعة البرق، وقطعت شبكات التليفزيون العالمية والمحلية برامجها لتذيعه.. الخبر يقول: " إن هناك دار نشر فرنسية تختار أشخاصا مؤثرين وأصحاب رسالة وفكر معين؛ لكي تنشر عنهم، مثل أسامة بن لادن، وعن الطفل الهندي الذي أُخذت عنه قصة المليونير المتشرد، اختارت " دينا " لكي تكتب عنها كتاباً حول تأثيرها في مهنة الرقص الشرقي".
وقد علّقت سيادتها على ذلك قائلة بكل تواضع:
لماذا يتم كتابة كتاب عن شخصية هندية أو عن ابن لادن، ولا يتم الكتابة عن شخصية مصرية مثلي أثّرت في مهنة الرقص؟!، واستطاعت أن ترتقي بالمهنة إلى العالمية؟، فأصبح للرقص الشرقي مهرجانات، وأصبحت الراقصات يحصلن على جوائز عالمية، فأنا أرقص للعالم، فضلا عن أنني جامعية، حاصلة على ليسانس آداب قسم فلسفة، وعلى دبلومتين في المسرح الروماني، مما يعادل رسالة الماجستير، ولم أستطِعْ الحصول على الدكتوراه لانشغالي بابني "علي".
والجدير بالذكر أن مجلة النيوزويك قد وصفت " دينا " مؤخراً بأنها آخر راقصات مصر، وعلقت دينا على ذلك : " أنا الآن فعلا آخر راقصة في مصر، ولكن أكيد سوف تظهر راقصات أخريات يجدن الرقص الشرقي، وكل ما يشغلني الآن فقط هو ألا يموت الرقص الشرقي، ولهذا يجب أن تفتخر بي مصر، فأنا أول راقصة في العالم يُكتب عنها كتاب".
وعندما سئلت الفنانة الشاملة عن الحرية قالت:
أنا أرى أن الحرية مسئولية، فالمسئولية ألا أقع في الخطأ ، لأني آخذ قراري بنفسي وبحرية تامة، وأرفض دمج الدين بالفن، فالدين للفرد والفن للجميع".
وأنا أجزم بأن الزعيم الراحل سعد زغلول لو سمع هذا الكلام الجميل، لاستبدل شعار ثورة 1919 (الدين لله والوطن للجميع) بهذا الشعار الذي خرجت به فيلسوفتنا المصرية بعد سبع سنوات من مقاطعتها للصحف والمجلات، بحجة أن كلهم يكتبون كلاماً فارغاً - على حد تعبيرها - وأن تلك الصحف هي التي كبّرت موضوع تحرشات فيلمها السابق "عليّ الطرب بالثلاثة" واصفة إياها بالفبركة الصحفية، وبالطبع لم تتطرق من قريب أو بعيد إلى السبب الحقيقي للمقاطعة، وبالتالي لم تذكر أي شيء عن فوبيا السيديهات!
الآن أصبح "المشخّصاتي" هو القدوة والواجهة الوحيدة لمصر، الإعلام يتباهى به في كل المناسبات، تماماً كالمريض الذي شكا لطبيبه من قصره في أحد الأفلام الكوميدية القديمة، فنصحه الطبيب أن يردد بثقة: أنا مش قُصيَّر قُزعة.. أنا طويل وأهبل!.
لقد انبرى البعض للدفاع عن سمعة مصر التي لطّخها "أحمد شوبير"، وانتفض الجميع؛ اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والنايل سات، واتحاد الكرة، ومذيعو الفضائيات؛ لمحاسبته عمّا بدر منه، عندما أكد ضلوع أحد أفراد اتحاد الكرة المصري في التخطيط للاعتداء على بعثة الجزائر بمطار القاهرة، لكن هل كانت سمعة مصر مُصانة من قبل سواء إعلامياً أو حتى كروياً؟
هل تم منع كل من تلفّظ بألفاظ خارجة أو قام بإيحاءات "غير مقبولة" في السابق من الظهور؟ هل حوسب مقدم برنامج استبدل كلمة "شهيد" بـ"لقيط" وسخر من ثورة شريفة أهدتها إلى العرب " بلد المليون شهيد "؟
لقد لطّخت سمعة مصر إعلامياً في السابق، غير أن أحداً لم يلتفت، وما أشبه اليوم بالبارحة، فقد تعاملنا مع الأزمة الجزائرية بالطريقة نفسها، وادّعينا أنها اعتدت على نفسها، ثم اعترف " سمير زاهر" بوجود خطأ من قبل بعض المتعصبين الذين رشقوا الحافلة، وأكد أنه فشل في إدارة الأزمة، واختفى " هاني أبو ريدة ".
وأخيرا انتبه أكثر من عشرين نائباً في مجلس الشوري إلى ما أسموه " فوضى الإعلام "، واجتمعوا وبحثوا وتبادلوا الرأي، وانتهوا إلى ضرورة إصدار قانون جديد، لتجريم من يسيء لسمعة مصر على الفضائيات.
علينا أن نعترف بأن إعلامنا موهوب، يضع بجدارة من يجسر على قول الحقيقة في قفص الاتهام، ويرغمه على الدفاع عن نفسه أمام حملات التشهير المنهجية، حتى تخور قواه وينهكه الرد على الأكاذيب، فيحيط به اليأس ويؤثِر الاستسلام، ثم ينبري هذا الإعلام الخلاق في كسر قواعد المهنة، فيأتي بـ"مرتضى منصور" على الشاشة؛ ليكرر شتائم شوبير له بألفاظها الجارحة، ثم يستضيف "إبراهيم حسن" ليطلق قذائفه في كل الاتجاهات، ثم يطل علينا " محمود معروف " ليلفت نظرنا القصير إلى أن كلب " أحمد حسن" الأبيض - وهو ذهبي - يرمز للسخرية من نادي الزمالك، وأن البطيخة الحمراء ترمز لأمنية " عصام الحضري " العودة للنادي الأهلي، وكان يجب أن يستبدلها بالمانجو أو الكتاكيت الصفراء ليثبت ولاءه للنادي الإسماعيلي.
وآهو كله ماشي..
خلاص يا "دنيا" مابقاشى.. رخصتي يا "دنيا" الغالي.. وغليتي اللي ما يسواشي.. ورحم الله "محرم فؤاد"!
تذكرت ذلك القول عندما شاهدت المقابلة التليفزيونية التي أجرتها قناة "فرانس 24" مع الفنانة الشابة " منة شلبي" على هامش مهرجان "كان" السينمائي الدولي، والتي وصفت فيها النجمة الكبيرة المصريين بأنهم يعانون من الكبت الجنسي، وأنها تحاول أن تفرض على كل من تتعامل معه احترامها حتى لا يتطرق بخياله للمايوه الساخن الذي كانت ترتديه.
وكان من الطبيعي أن يثير هذا الحوار بعض السخط على "منة شلبي"، وخاصة في موقع فيس بوك، لدرجة أن البعض طالب بمقاطعة أفلامها، ولكن هل سبب هذا السخط هو ظهورها في القناة الفرنسية؟ أم في ارتدائها هذا المايوه؟ أم في كلامها؟
الغريب أن أدوار "منة" كلها - من فيلم الساحر مرورا بأفلام خطيبها السابق خالد يوسف وحتى فيلمها الأخير- مثيرة، فهل هذه النجمة تستغلّ تحليلها النفسي الخطير للشخصية المصرية حتى تصل إلى القمة؟ أم إنها لا تصلح إلا لهذه الأدوار العظيمة؟!
وما هي إلا دقائق حتى خرجت علينا الراقصة " دينا " بخبر تناقلته وكالات الأنباء العالمية بسرعة البرق، وقطعت شبكات التليفزيون العالمية والمحلية برامجها لتذيعه.. الخبر يقول: " إن هناك دار نشر فرنسية تختار أشخاصا مؤثرين وأصحاب رسالة وفكر معين؛ لكي تنشر عنهم، مثل أسامة بن لادن، وعن الطفل الهندي الذي أُخذت عنه قصة المليونير المتشرد، اختارت " دينا " لكي تكتب عنها كتاباً حول تأثيرها في مهنة الرقص الشرقي".
وقد علّقت سيادتها على ذلك قائلة بكل تواضع:
لماذا يتم كتابة كتاب عن شخصية هندية أو عن ابن لادن، ولا يتم الكتابة عن شخصية مصرية مثلي أثّرت في مهنة الرقص؟!، واستطاعت أن ترتقي بالمهنة إلى العالمية؟، فأصبح للرقص الشرقي مهرجانات، وأصبحت الراقصات يحصلن على جوائز عالمية، فأنا أرقص للعالم، فضلا عن أنني جامعية، حاصلة على ليسانس آداب قسم فلسفة، وعلى دبلومتين في المسرح الروماني، مما يعادل رسالة الماجستير، ولم أستطِعْ الحصول على الدكتوراه لانشغالي بابني "علي".
والجدير بالذكر أن مجلة النيوزويك قد وصفت " دينا " مؤخراً بأنها آخر راقصات مصر، وعلقت دينا على ذلك : " أنا الآن فعلا آخر راقصة في مصر، ولكن أكيد سوف تظهر راقصات أخريات يجدن الرقص الشرقي، وكل ما يشغلني الآن فقط هو ألا يموت الرقص الشرقي، ولهذا يجب أن تفتخر بي مصر، فأنا أول راقصة في العالم يُكتب عنها كتاب".
وعندما سئلت الفنانة الشاملة عن الحرية قالت:
أنا أرى أن الحرية مسئولية، فالمسئولية ألا أقع في الخطأ ، لأني آخذ قراري بنفسي وبحرية تامة، وأرفض دمج الدين بالفن، فالدين للفرد والفن للجميع".
وأنا أجزم بأن الزعيم الراحل سعد زغلول لو سمع هذا الكلام الجميل، لاستبدل شعار ثورة 1919 (الدين لله والوطن للجميع) بهذا الشعار الذي خرجت به فيلسوفتنا المصرية بعد سبع سنوات من مقاطعتها للصحف والمجلات، بحجة أن كلهم يكتبون كلاماً فارغاً - على حد تعبيرها - وأن تلك الصحف هي التي كبّرت موضوع تحرشات فيلمها السابق "عليّ الطرب بالثلاثة" واصفة إياها بالفبركة الصحفية، وبالطبع لم تتطرق من قريب أو بعيد إلى السبب الحقيقي للمقاطعة، وبالتالي لم تذكر أي شيء عن فوبيا السيديهات!
الآن أصبح "المشخّصاتي" هو القدوة والواجهة الوحيدة لمصر، الإعلام يتباهى به في كل المناسبات، تماماً كالمريض الذي شكا لطبيبه من قصره في أحد الأفلام الكوميدية القديمة، فنصحه الطبيب أن يردد بثقة: أنا مش قُصيَّر قُزعة.. أنا طويل وأهبل!.
لقد انبرى البعض للدفاع عن سمعة مصر التي لطّخها "أحمد شوبير"، وانتفض الجميع؛ اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والنايل سات، واتحاد الكرة، ومذيعو الفضائيات؛ لمحاسبته عمّا بدر منه، عندما أكد ضلوع أحد أفراد اتحاد الكرة المصري في التخطيط للاعتداء على بعثة الجزائر بمطار القاهرة، لكن هل كانت سمعة مصر مُصانة من قبل سواء إعلامياً أو حتى كروياً؟
هل تم منع كل من تلفّظ بألفاظ خارجة أو قام بإيحاءات "غير مقبولة" في السابق من الظهور؟ هل حوسب مقدم برنامج استبدل كلمة "شهيد" بـ"لقيط" وسخر من ثورة شريفة أهدتها إلى العرب " بلد المليون شهيد "؟
لقد لطّخت سمعة مصر إعلامياً في السابق، غير أن أحداً لم يلتفت، وما أشبه اليوم بالبارحة، فقد تعاملنا مع الأزمة الجزائرية بالطريقة نفسها، وادّعينا أنها اعتدت على نفسها، ثم اعترف " سمير زاهر" بوجود خطأ من قبل بعض المتعصبين الذين رشقوا الحافلة، وأكد أنه فشل في إدارة الأزمة، واختفى " هاني أبو ريدة ".
وأخيرا انتبه أكثر من عشرين نائباً في مجلس الشوري إلى ما أسموه " فوضى الإعلام "، واجتمعوا وبحثوا وتبادلوا الرأي، وانتهوا إلى ضرورة إصدار قانون جديد، لتجريم من يسيء لسمعة مصر على الفضائيات.
علينا أن نعترف بأن إعلامنا موهوب، يضع بجدارة من يجسر على قول الحقيقة في قفص الاتهام، ويرغمه على الدفاع عن نفسه أمام حملات التشهير المنهجية، حتى تخور قواه وينهكه الرد على الأكاذيب، فيحيط به اليأس ويؤثِر الاستسلام، ثم ينبري هذا الإعلام الخلاق في كسر قواعد المهنة، فيأتي بـ"مرتضى منصور" على الشاشة؛ ليكرر شتائم شوبير له بألفاظها الجارحة، ثم يستضيف "إبراهيم حسن" ليطلق قذائفه في كل الاتجاهات، ثم يطل علينا " محمود معروف " ليلفت نظرنا القصير إلى أن كلب " أحمد حسن" الأبيض - وهو ذهبي - يرمز للسخرية من نادي الزمالك، وأن البطيخة الحمراء ترمز لأمنية " عصام الحضري " العودة للنادي الأهلي، وكان يجب أن يستبدلها بالمانجو أو الكتاكيت الصفراء ليثبت ولاءه للنادي الإسماعيلي.
وآهو كله ماشي..
خلاص يا "دنيا" مابقاشى.. رخصتي يا "دنيا" الغالي.. وغليتي اللي ما يسواشي.. ورحم الله "محرم فؤاد"!
وائل مصباح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق