أخبار الجزيرة المصورة

23 مارس 2010

"الأم" على شاشة السينما .. مودرن وشيك ومنحرفة

لماذا لم نعد نرى الأم بنفس الشكل الذي اعتدنا رؤيتها عليه سواء في الواقع أو على شاشة السينما ؟!! هل العيب في كتاب و مخرجى هذا العصر ؟! أم فى نوعية الأفلام التى يحرص المنتجين على تقديمها ؟ أم فى الواقع نفسه ؟ أم فى أمهات هذا الزمن ؟!!
اسئلة كثيرة شغلتنا وانشغلنا بها ونحن نحتفل هذه الأيام بعيد "ست الحبايب" فقررنا طرحها على بعض فنانينا وفناناتنا الكبار فماذا قالوا؟
صورة مزيفة
فى البداية يعلق الفنان الكبير عزت العلايلى قائلا : العيب كل العيب فى الأعمال التي أصبحت تقدم فالصورة التي يتم بها تناول الأم في أعمال هذا العصر ما هى إلا صورة مزيفة وبعيده عن الواقع فمعظم هذه الإعمال وللأسف نشاهد فيها الأمهات كسيدات مودرن يبحثن عن المتع الشخصية وارتداء احدث الملابس ووضع المساحيق على وجوههن بل وارتداء ملابس بناتهن هذه صورة مزيفة بلا شك لا تماثل الواقع نعم قد تكون هناك سيدات وأمهات على هذه الشاكلة ولكنهن مجرد نماذج تكاد تكون معدودة فالأم المصرية والعربية موجودة بأصالتها وتفانيها وتضحياتها التي لا تقدر فلماذا ابتعد المنتجين والمخرجين عنها .
الأم المنحرفة
وتعلق الفنانة الكبيرة نادية لطفى قائلة : يؤخذ على السينما الآن بل والتليفزيون أيضا إنهما يقدمان صورة الأم بشكل مشوه بعيد عن الواقع فيتم إظهارها في بعض الأعمال ولا أقول كلها كسيدة منحرفة او أنانية أو تسعى للاتجار ببناتها بتزويجها بمن يملك أموال كثيرة بغض النظر عما إذا كانت تحبه أم لا وبغض النظر عما اذا كان فارق السن بينهما مناسب أم لا وهذه واحدة من الصور السيئة التى اتجهت لها المنتجين والمخرجين .
وتواصل نادية لطفى كلامها قائلة : وإذا افترضنا ان هناك بالفعل نماذج موجودة بهذا الشكل حتى لا نكون كمثل النعامة التى تضع رأسها فى الرمال فيجب إلا يتم التركيز عليها بهذا الشكل لكونها تسئ لصورتنا فى الخارج خاصة فى البلدان العربية الأخرى التي تنتظر أعمالنا وتشاهدها ومن ثم ستحكم على المجتمع كله بأنه هكذا مع العلم أنها مجرد نماذج بسيطة وقد كانت موجودة أيضا فى السابق الا انه لم يكن يتم التركيز عليها أبدا كما كان يحدث الآن .
تطور الزمن
ومن زاوية مختلفة تماما تقول الفنانة الكبيرة رجاء الجداوى : الواقع يقول ان هناك أشياء كثيرة تغيرت فى هذا العصر بمعنى أن الأم القديمة التي كنا نشاهدها في أفلام امينة رزق وفردوس محمد لم تعد موجودة الآن بحكم تطور الزمن فقديما كان من النادر أن تجد فتاة تكمل تعليمها وكان من النادر أيضا أن تجد سيدة تعمل فى مهنة طبيبة ومحامية وصحفية وكان من النادر أيضا ان تجد سيدة تشغل منصب هام فى المجتمع وكل هذا موجود الآن ومن ثم كان من الطبيعي أن تتطور شخصية الأم على الشاشة فانا مثلا قديما كنت أجسد شخصية الابنة فى الكثير من الأفلام فكانت امى سيدة فلاحة او ست بيت ترتدى الجلابية والطرحة بينما الآن انا اجسد شخصية الأم فى الكثير من الأفلام فهل من المنطقى ان ارتدى نفس الملابس التى كانت ترتديها امى فى الأفلام القديمة ؟!!
الزوجة والأم
وعما يقال بأن الأعمال التى تقدم تماثل الواقع وبتوضيح أكثر أن الأم حاليا بالنسبة لجيل الشباب لم يعد لها قوة ونفوذ وسيطرة الأم قديما تضحك الفنانة الكبيرة محسنة توفيق وتقول : هذا كلام بالطبع ليس له اى أساس من الصحة فالأم هى الأم فى كل عصر وكل زمان واستطيع ان أقول ان الأم الآن وجودها أقوى وأعمق من الأم قديما بسبب مشاكل العصر وأزماته فالشباب قديما كانوا يبدأون حياتهم فى سن مبكر جدا ويستطيعون الاستقلال بحياتهم وهم فى العشرينات من أعمارهم بينما الآن تجد شباب وصلوا لسن الـ 35 بل والـ 40 ولازالوا فى بيوت إبائهم والغالبية العظمى منهم اذا سألتهم عن صفات الزوجة التى يريدونها يقولون لك أنهم يريدون زوجات مثل أمهاتهم وان بنات هذا العصر دلوعات وغير قادرات على تحمل المسئولية كما كان يحدث فى الماضى ولهذا أقول ان السينما الآن لا يمكن ان يتم الاعتماد عليها من زاوية التاريخ للواقع فإذا أرادت الأجيال القادمة العودة للخلف للتعرف على ما كان يحدث فى هذا العصر سيصطدمون بان الغالبية أفلام كوميدية وشبابية فهل هذا هو الواقع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

معرض الصور


من البداية