الفنان الكبير محمود المليجى الذى ودع عالمنا عن عمر يناهز الـ 73 عاما بعد أن داهمته أزمة قلبية منذ سنوات أصبح فى طي النسيان لدى الإعلام الفضائي والمقرؤء تاركا أعمالة الفنية تتحدث عنه .. المحزن حقا والذى فوجئنا به هو عدم احتفاء أى قناة أو محطة تليفزيونية مصرية أو عربية بذكرى هذا الفنان بالشكل الذى يليق به وبعطائه الفنى الذى استمر قرابة النصف قرن من الزمان وهو أمر مؤسف لأن الإعلام غالبا ما يتذكر مجموعة بعينها من الفنانين والفنانات القدامى فتحتفى معظم بل كل القنوات والمحطات بهم بينما وعلى الطرف الأخر ننسى أو نتناسى عمالقة آخرين لم يكن عطائهم أقل بأى حال من الأحوال عن عطاء من نحتفى بهم وهو ما يمثل الكثير من علامات الاستفهام؟
الميلاد والنشأة
ولد الراحل محمود المليجى فى حى المغربلين بالقاهرة فى يوم 22 ديسمبر من عام1910 لأسرة تحمل أصولا كردية وبدأت موهبته فى التمثيل تظهر أثناء دراسته بالمدرسة الخديوية حيث اشترك فى فريق التمثيل بالمدرسة وسرعان ما أصبح رئيسًا لها ومن هنا بدأ عشق التمثيل ينمو بداخله حتى قام فنان الشعب يوسف وهبى بالإعلان عن حاجته لمجموعة من الكومبارس للعمل بفرقته "رمسيس" فتوجه المليجى مع مجموعة من زملائه وكان كل منهم يحصل على عشرة قروش فى اليوم.
لم يرض هذا العمل طموح المليجى حيث لأن ما بداخله كان يفوق هذا بمراحل رغم إنه لم يكن قد انتهى بعد من دراسته وجاءت انطلاقته الحقيقية حينما قامت المدرسة باستئجار مسرح الأزبكية من الفنانة فاطمة رشدى لتعرض عليه مسرحية "الذهب" وتوجهت فاطمة رشدى لمشاهدة فريق المدرسة أثناء العرض فانبهرت بأداء المليجى وشعرت من أول وهلة انه ممثل دارس ومحترف وأن المدرسة استعانت به ليدرب الطلبة وتضمن فى الوقت ذاته نجاح العرض وحينما سألت عنه وعلمت انه ما زال طالبا بالمدرسة تضاعف انبهارها به وقررت ضمه لفرقتها مقابل أجر قدرة أربعة جنيهات وهو رقم كبير بلغة هذا العصر.
رفيقة المشوار
قدم المليجى مع الفرقة أول أدواره فى مسرحية "667 زيتون" ولفت الأنظار نحوه مما دفع فاطمة رشدى لإسناد دور أكبر له فى مسرحية "الزوجة العذراء" ودور أكبر فى "على بك الكبير" ووصل لقمة النضوج الفنى فى عروض "يوليوس قيصر" و"حدث ذات ليلة" و"الولادة" حيث ذاعت شهرته بعد أن أصبح الفتى الأول فى الفرقة وهو ما دفع فاطمة رشدى لترشيحه للقيام ببطولة فيلم "الزواج" إلا أن الفيلم صادفه سوء حظ وفشل مما أدى إلى قيامه بترك الفرقة والانتقال للعمل بفرقة "رمسيس" ولكن هذه المرة كملقن بأجر شهرى قدره 9 جنيهات وتعرف أثناء عمله بالفرقة بالفنانة علوية جميل إحدى عضوات الفرقة والتى نصحته بألا يضيع عمره فى مهنة الملقن خاصة وأن بداخله فنان كبير وقبل أن يستجيب لنصيحتها هذه انجذب لها عاطفيا وفوجئ بها تبادله نفس المشاعر فتزوجا عام 1939 واستمر زواجهما لمدة 44 عاما حتى ودع هو عالمنا، ولحقت هى به بعده بنحو 11 عاما حيث توفيت فى 11 يونيو من عام 1994 فى صمت بعد أن ابتعدت عن الساحة الفنية منذ اتخاذها قرار الاعتزال عام 1967.
المعروف إنهما قاما عقب زواجهما بتكوين ثنائى فنى رائع فى الكثير من الأفلام التى تنافسا فيها فى أدوار الشر مثل أولاد الفقراء وسجين الليل وقدم الخير والملاك الأبيض وغيرها من الأفلام الكثيرة الأخرى بخلاف الأدوار التى قدمتها هى بدونه وتميزت فيها بتقديم شخصية المرأة صاحبة الشخصية القوية وكذلك الأدوار التى قدمها هو بدونها ونجح ببراعة فى أن يجعل من شرير الشاشة شخصية محورية.
إعادة الاكتشاف
ظل المليجى سنوات طويلة يجاهد للخروج من هذه الشخصية التى وضعه المخرجين فيها خاصة وإنه كان بداخله إنسان شديد الطيبة ومن ثم كان يسعى لتغيير نظرة الناس عنه إلا أنه فشل فى ذلك فما كان يستطيع تقديم دور بعيدا عن إطار الشر حتى يفاجأ بالمخرجين يعودون به مرة ثانية حتى قام المخرجان الكبيران صلاح أبو سيف ويوسف شاهين بالخروج به لأدوار أكثر ثراء وتنوعا وقام شاهين بإعادة اكتشافه من جديد فى فيلم "الأرض" فاكتشف المخرجون والمنتجون خطأهم فى حق هذا الفنان الكبير وتوالت أدواره السينمائية والتليفزيونية والإذاعية فى قالب وإطار مختلف سواء فى مصر أو سورية أو لبنان أو حتى السودان حيث قدم فى كل هذه الدول العديد من الأعمال الجميلة.
رئيس التحرير في "يوم من عمري "
لايعرف الكثيرون عن فيلم "يوم من عمري" الذي بات واحدا من ابرز كلاسيكيات السينما العربية وتقاسم حليم بطولته مع صاحبة أجمل عيون عرفتها السينما العربية زبيدة ثروت وحشد ضخم من نجوم ونجمات زمن الفن الجميل وهم عبدا لسلام النابلسي وزوزو ماضى وثريا فخري و سهير البابلي وصلاح نظمى بالإضافة للعملاقين زكى طليمات و محمود المليجى ، أن الفنان الكبير حسين رياض كان المرشح الأول لتجسيد شخصية رئيس التحرير وقبل بدأ التصوير طلب من مخرج الفيلم عاطف سالم القيام سويا بزيارة لمكتب احد رؤساء التحرير وقضاء وقت مطول معه ليرى على الطبيعة طريقة وأسلوب رؤساء التحرير في التعامل مع المحررين فاقتنع عاطف سالم بالفكرة ووقع اختياره على الصحفي الكبير على أمين الذي كان معروفا عنه العصبية الزائدة في العمل بخلاف شقيقه مصطفى وبالفعل تم تحديد موعد للزيارة دون أن يعرف على أمين أسبابها .. و حدث أثناء وجود عاطف سالم وحسين رياض بمكتب على أمين بالأخبار اتفقت مع احد المحررين علي الدخول عليهم وإبلاغ على بأن بعض الصور الهامة الخاصة بأحد المسئولين الكبار المقرر نشرها في الصفحة الأولى فقدت و ماكاد المحرر يبلغه بضياع الصور حتى فوجئ الجميع بعلي أمين وقد فقد صوابه وراح يصرخ بأعلى صوته وهو يدق بكلتا يديه بعنف على المكتب وراح حسين رياض يتابع ردود أفعاله بتركيز شديد ثم قام فجأة وأمام الجميع ليوجه كلامه لعاطف سالم " الدور ده مش بتاعى ده بتاع محمود المليجى".. وهو ماحدث بالفعل حيث اتصل عاطف سالم بالمليجى وأبلغه بما حدث ليذهب الدور إلي العملاق محمود المليجي والذي قام بأدائه بروعة وإتقان .
" يوم من عمري" تأليف يوسف جوهر سيناريو سيف الدين شوكت وحوار يوسف جوهر وتصوير عبدا لحليم نصر ،إنتاج الشركة المتحدة "صبحي فرحات" وهو من إنتاج عام 1960 وعرض جماهيريا في منتصف مارس عام 1961 .
جوائز ومؤلفات
ومالا يعرفه الكثيرون عن هذا الفنان العملاق إنه قام بكتابة الكثير من الأفلام للسينما مثل "الملاك الأبيض" عام 1946 و"الحوار" عام 1952 و"الأم القاتلة" عام 1957 و"سجن أبو زعبل" و"المبروك" عام 1959 .
كما حصل على العديد والعديد من الجوائز الهامة مثل وسام العلوم والفنون عام 1964 ووسام الأرز من لبنان عن أعماله الفنية فى نفس العام وعام 1972 على الجائزة الأولى عن دوره فى فيلم "الأرض" ومالا يعرفه الكثيرون أيضا هو قيامه بإنتاج الكثير من الأفلام السينمائية والطريف حقا قوله هو أنه قام بإنتاج أفلام جمعته بفريد شوقى وكانا يتبادلان فيها الضرب وغالبا ما يكون فريد شوقى عنصر الخير بينما المليجى عنصر الشر ومن ثم كان فريد شوقى ينتصر عليه فى كل المعارك اليدوية التى خاضاها سويا على الشاشة.
لقد كان المليجى يضحك وهو يقول: عمركم شفتوا حد بيدفع فلوس علشان ينضرب كده؟
الميلاد والنشأة
ولد الراحل محمود المليجى فى حى المغربلين بالقاهرة فى يوم 22 ديسمبر من عام1910 لأسرة تحمل أصولا كردية وبدأت موهبته فى التمثيل تظهر أثناء دراسته بالمدرسة الخديوية حيث اشترك فى فريق التمثيل بالمدرسة وسرعان ما أصبح رئيسًا لها ومن هنا بدأ عشق التمثيل ينمو بداخله حتى قام فنان الشعب يوسف وهبى بالإعلان عن حاجته لمجموعة من الكومبارس للعمل بفرقته "رمسيس" فتوجه المليجى مع مجموعة من زملائه وكان كل منهم يحصل على عشرة قروش فى اليوم.
لم يرض هذا العمل طموح المليجى حيث لأن ما بداخله كان يفوق هذا بمراحل رغم إنه لم يكن قد انتهى بعد من دراسته وجاءت انطلاقته الحقيقية حينما قامت المدرسة باستئجار مسرح الأزبكية من الفنانة فاطمة رشدى لتعرض عليه مسرحية "الذهب" وتوجهت فاطمة رشدى لمشاهدة فريق المدرسة أثناء العرض فانبهرت بأداء المليجى وشعرت من أول وهلة انه ممثل دارس ومحترف وأن المدرسة استعانت به ليدرب الطلبة وتضمن فى الوقت ذاته نجاح العرض وحينما سألت عنه وعلمت انه ما زال طالبا بالمدرسة تضاعف انبهارها به وقررت ضمه لفرقتها مقابل أجر قدرة أربعة جنيهات وهو رقم كبير بلغة هذا العصر.
رفيقة المشوار
قدم المليجى مع الفرقة أول أدواره فى مسرحية "667 زيتون" ولفت الأنظار نحوه مما دفع فاطمة رشدى لإسناد دور أكبر له فى مسرحية "الزوجة العذراء" ودور أكبر فى "على بك الكبير" ووصل لقمة النضوج الفنى فى عروض "يوليوس قيصر" و"حدث ذات ليلة" و"الولادة" حيث ذاعت شهرته بعد أن أصبح الفتى الأول فى الفرقة وهو ما دفع فاطمة رشدى لترشيحه للقيام ببطولة فيلم "الزواج" إلا أن الفيلم صادفه سوء حظ وفشل مما أدى إلى قيامه بترك الفرقة والانتقال للعمل بفرقة "رمسيس" ولكن هذه المرة كملقن بأجر شهرى قدره 9 جنيهات وتعرف أثناء عمله بالفرقة بالفنانة علوية جميل إحدى عضوات الفرقة والتى نصحته بألا يضيع عمره فى مهنة الملقن خاصة وأن بداخله فنان كبير وقبل أن يستجيب لنصيحتها هذه انجذب لها عاطفيا وفوجئ بها تبادله نفس المشاعر فتزوجا عام 1939 واستمر زواجهما لمدة 44 عاما حتى ودع هو عالمنا، ولحقت هى به بعده بنحو 11 عاما حيث توفيت فى 11 يونيو من عام 1994 فى صمت بعد أن ابتعدت عن الساحة الفنية منذ اتخاذها قرار الاعتزال عام 1967.
المعروف إنهما قاما عقب زواجهما بتكوين ثنائى فنى رائع فى الكثير من الأفلام التى تنافسا فيها فى أدوار الشر مثل أولاد الفقراء وسجين الليل وقدم الخير والملاك الأبيض وغيرها من الأفلام الكثيرة الأخرى بخلاف الأدوار التى قدمتها هى بدونه وتميزت فيها بتقديم شخصية المرأة صاحبة الشخصية القوية وكذلك الأدوار التى قدمها هو بدونها ونجح ببراعة فى أن يجعل من شرير الشاشة شخصية محورية.
إعادة الاكتشاف
ظل المليجى سنوات طويلة يجاهد للخروج من هذه الشخصية التى وضعه المخرجين فيها خاصة وإنه كان بداخله إنسان شديد الطيبة ومن ثم كان يسعى لتغيير نظرة الناس عنه إلا أنه فشل فى ذلك فما كان يستطيع تقديم دور بعيدا عن إطار الشر حتى يفاجأ بالمخرجين يعودون به مرة ثانية حتى قام المخرجان الكبيران صلاح أبو سيف ويوسف شاهين بالخروج به لأدوار أكثر ثراء وتنوعا وقام شاهين بإعادة اكتشافه من جديد فى فيلم "الأرض" فاكتشف المخرجون والمنتجون خطأهم فى حق هذا الفنان الكبير وتوالت أدواره السينمائية والتليفزيونية والإذاعية فى قالب وإطار مختلف سواء فى مصر أو سورية أو لبنان أو حتى السودان حيث قدم فى كل هذه الدول العديد من الأعمال الجميلة.
رئيس التحرير في "يوم من عمري "
لايعرف الكثيرون عن فيلم "يوم من عمري" الذي بات واحدا من ابرز كلاسيكيات السينما العربية وتقاسم حليم بطولته مع صاحبة أجمل عيون عرفتها السينما العربية زبيدة ثروت وحشد ضخم من نجوم ونجمات زمن الفن الجميل وهم عبدا لسلام النابلسي وزوزو ماضى وثريا فخري و سهير البابلي وصلاح نظمى بالإضافة للعملاقين زكى طليمات و محمود المليجى ، أن الفنان الكبير حسين رياض كان المرشح الأول لتجسيد شخصية رئيس التحرير وقبل بدأ التصوير طلب من مخرج الفيلم عاطف سالم القيام سويا بزيارة لمكتب احد رؤساء التحرير وقضاء وقت مطول معه ليرى على الطبيعة طريقة وأسلوب رؤساء التحرير في التعامل مع المحررين فاقتنع عاطف سالم بالفكرة ووقع اختياره على الصحفي الكبير على أمين الذي كان معروفا عنه العصبية الزائدة في العمل بخلاف شقيقه مصطفى وبالفعل تم تحديد موعد للزيارة دون أن يعرف على أمين أسبابها .. و حدث أثناء وجود عاطف سالم وحسين رياض بمكتب على أمين بالأخبار اتفقت مع احد المحررين علي الدخول عليهم وإبلاغ على بأن بعض الصور الهامة الخاصة بأحد المسئولين الكبار المقرر نشرها في الصفحة الأولى فقدت و ماكاد المحرر يبلغه بضياع الصور حتى فوجئ الجميع بعلي أمين وقد فقد صوابه وراح يصرخ بأعلى صوته وهو يدق بكلتا يديه بعنف على المكتب وراح حسين رياض يتابع ردود أفعاله بتركيز شديد ثم قام فجأة وأمام الجميع ليوجه كلامه لعاطف سالم " الدور ده مش بتاعى ده بتاع محمود المليجى".. وهو ماحدث بالفعل حيث اتصل عاطف سالم بالمليجى وأبلغه بما حدث ليذهب الدور إلي العملاق محمود المليجي والذي قام بأدائه بروعة وإتقان .
" يوم من عمري" تأليف يوسف جوهر سيناريو سيف الدين شوكت وحوار يوسف جوهر وتصوير عبدا لحليم نصر ،إنتاج الشركة المتحدة "صبحي فرحات" وهو من إنتاج عام 1960 وعرض جماهيريا في منتصف مارس عام 1961 .
جوائز ومؤلفات
ومالا يعرفه الكثيرون عن هذا الفنان العملاق إنه قام بكتابة الكثير من الأفلام للسينما مثل "الملاك الأبيض" عام 1946 و"الحوار" عام 1952 و"الأم القاتلة" عام 1957 و"سجن أبو زعبل" و"المبروك" عام 1959 .
كما حصل على العديد والعديد من الجوائز الهامة مثل وسام العلوم والفنون عام 1964 ووسام الأرز من لبنان عن أعماله الفنية فى نفس العام وعام 1972 على الجائزة الأولى عن دوره فى فيلم "الأرض" ومالا يعرفه الكثيرون أيضا هو قيامه بإنتاج الكثير من الأفلام السينمائية والطريف حقا قوله هو أنه قام بإنتاج أفلام جمعته بفريد شوقى وكانا يتبادلان فيها الضرب وغالبا ما يكون فريد شوقى عنصر الخير بينما المليجى عنصر الشر ومن ثم كان فريد شوقى ينتصر عليه فى كل المعارك اليدوية التى خاضاها سويا على الشاشة.
لقد كان المليجى يضحك وهو يقول: عمركم شفتوا حد بيدفع فلوس علشان ينضرب كده؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق