أخبار الجزيرة المصورة

18 ديسمبر 2011

ما حكم صلة رحم الأقارب المكروهين؟




* السؤال: ما حكم صلة الرحم والتعامل مع بعض أهلي وفي نفسي مشقة شديدة للتعامل معهم لما يمارسونه معي من سلوكيات منفرة وأعمال تغضبني غضبا شديدا؟؟
ــ  الإجابة من دار الإفتاء المصرية:
إن صلة الرحم أمر وفرض شرعي والله تعالي أمرنا أن نتقي الأرحام وأن نعدل فيها مهما فعلت قال ربنا تعالي "وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً"،أي اتقوا أن تقطعوها.
وصلة الأرحام واجبة وجوبا عينيا مع كل مكلف، وهذا التكليف من الله لا لتزداد الرحمة بين الناس بعضهم البعض فقط بل شرعها من الإنسان إلي الحيوان والطير وغيرهم، فمابالك بالإنسان القريب، قال تعالي "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً" وقد امرنا الله سبحانه في كتابه وجاء علي لسان رسوله الأمر بهذا.
ويكفي أن الرحم لما خلقه الله كما جاء في الصحيح  وتعلق بالعرش، قال له الله تعالي " وعزتي وجلالي أما ترضين أن من وصلكي وصلته ومن قطعكي قطعته"، فهذه الصلة تزيد الرحمة والمودة بين الناس.
وأما القطيعة فهي حرام حتي وإن ظلمك أهلك، لأن الإنسان مأمور أن يصبر علي أهله والأجر علي قدر التعب ، فإن لم يرحم المرء أهله ويصبر عليهما، فمن يصبر عليهم.
وفي وصايا الرسول "ص" من ذلك الأمر الكثير، فقد قال "ص"(أوصاني ربي بتسع...... أن أعفو عمن ظلمني وأصل من قطعني" وقد سئل النبي "ص" عن القطيعة وعن قوم يقطعون رجلا لهم فقال لرسول الله "ص":أصلهم فيقطعونني، فقال له "ص" : "ليس الواصل بالمكافيء، ولكن الواصل من إذا قطعت رحم وصلها"، فلا تتعامل مع اإقارب معاملة التجار إن أحسنوا تحسن وإن اساءوا تسيء، ولكن عاملهم إن أحسنوا أو أساءوا تحسن إليهم
 فهذا هو الدين، وليعلم أحدنا أن الرحمة لا تنزل علي قوم فيهم قاطع رحم لأن قاطع الرحم ملعون بنص القرآن "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم".
وعلي الإنسان إن تضرر من معاملة أقاربه أن يصلهم بما لا يشق عليه أو يفسد عليه حياته ولو عن طريق الهاتف أو الكلام معهم في المناسبات حتي تقبل أعماله عند الله فإن المتخاصمين أعمالهم موقوفة لاترفع إلا إذا اصطلحا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

معرض الصور


من البداية