 |
| المشير طنطاوى ــ رئيس المجلس العسكرى |
القاهرة ــ إبراهيم حشاد :
أعلن طلبة الجامعات الأعضاء في حملة الدكتورعبد المنعم أبو الفتوح الرئاسية ، عن مشاركتهم في الإضراب الطلابي غداً السبت 11 فبراير مع باقي القوة السياسية الداعية إلى سرعة تسليم السلطة إلى المدنيين.
وكان أبو الفتوح قد وصف الإضراب بأنه جاء بناء على دعوة من اتحادات الطلاب في الجامعات، ووصفها بأنها كانت تدل على غضب من الشباب بعد مذبحة استاد بورسعيد واستشهاد 74 شابا بها، وقال أن الطلاب اسموه عصيانا مدنيا وهو ما يقرب من أن يكون توقف عن الدراسة في هذا اليوم لتضامنهم مع الحادثة.
وقال إن هذا الإضراب هو حق مشروع لأنه من إحدى وسائل التعبير السلمي التي هي من مكتسبات ثورة يناير، وأوضح أنه يرى أن أغلب المشاركين فيه حريصين على أن يكون الإضراب سلمي ولا يعطل أي مصالح وبعيد عن التخريب.
وقال إن دور الأمن هو حماية هؤلاء المشاركين طالما لم يخربوا، وأضاف أنه لو كان رئيساً للجمهورية لم يكن ليتسبب في مثل هذا الإضراب.
ولاشك أنه عندما تمتنع السلطات ونظام الحكم عن الاستجابة لمطالب عامة للمواطنين يتم اللجوء إلى الأسلوب السلمى الحضارى .. ذلك هو الاسلوب الذى اتبعه دعاة العصيان المدنى فى مصر على مواقع التواصل الاجتماعى لتعريف الجماهير بمعنى كلمة "عصيان مدنى" ومتى نلجأ له وكيف ننفذه وتفاصيل أخرى تضمنتها المنشورات التى حرص عدد كبير من نشطاء "الفيس بوك وتويتر" على نشرها فى الأيام الأخيرة بشكل مكثف استعداداً لعصيان الغد.
وحرص دعاة العصيان المدنى على إعداد المنشورات الإرشادية التى انتشرت بشكل كبير شرحوا خلالها معنى العصيان المدنى، وكيف ننفذه وما هى الشروط والوسائل التى يمكن أن نلجأ لها والتى ركزت جميعها على هدف واحد بسيط يفهمه المواطن العادى بسهولة وهو "متنزلش من بيتك يوم السبت الجاى".
كثيره هى الجروبات التى تتبنى العصيان أبرزها جروب "أعرف" وجروب "إضراب عام" وغيرها من المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعى إلى جانب عدد كبير من التحالفات الثورية وائتلافات شباب الثورة، جميعها ساهمت فى نشر هذه "الروشتة التعريفية" فى كل مكان تحت عنوان "اعرف".
وبين مؤيد وعارض لفكرة الاضراب بين المصريين يشعر الفصيل الداعم للاضراب باستجابة كبيرة من الجماهير من خلال موافقتهم على الانضمام على الاعتصام والتى تظهرها تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، كما تظهر العدد الكبير الذى انضم للدعوة حتى الآن، إلى جانب بيانات جامعات مصر التى تضامنت مع العصيان وأعلنت المشاركة به، وهو ما سيدعم العصيان بشكل كبير الذى يركز فى المقام الاول على إلتزام المنازل غدا ( السبت ) .
فى الوقت الذى أصدرت فيه عدد من النقابات إضافة الى كافة النقابات المستقلة والروابط والائتلافات والنقابة العامة للعاملين بالنقل الجوي بيانات لرفض دعوي العصيان المدني مؤكدين تمسكهم بسلمية ثورة 25 يناير ومطالبها المشروعة دون الإضرار بمصالح الوطن .
وترجم ذلك عدد من أهالى منطقة العباسية الذين قاموا بتشكيل دروع بشرية أمام مسجد النور لمنع اقتراب المتظاهرين من وزارة الدفاع ، فيما قام البعض الآخر بتنظيم الحالة المرورية تجنباً لحدوث شلل مرورى.
ومن جانبهم قام أصحاب المحال المتواجدة بمنطقة العباسية بغلقها خوفاً من حدوث اشتباكات ، فيما قامت الشرطة العسكرية بعمل كردونات أمنية حول وزارة الدفاع لمنع اقتراب المتظاهرين .
وإنطلقت عدد من المسيرات المناهضة للعصيان والمؤيدة له منذ صباح اليوم لدعم توجهات كل طرف حيث رددت مسيرة التى انطلقت من مسجد الفتح ومسيرة حدائق القبة، فى طريق التوجه لوزارة الدفاع، هتافات معادية لجماعة الإخوان المسلمين، وتوقف المشاركون أمام المقر الانتخابى لجماعة الإخوان بحدائق القبة ، مرددين "بيع بيع الثورة يا بديع"، مما دفع فتيات حزب الحرية والعدالة لكتابة "يسقط يسقط حكم العسكر" على لوحة وإخراجها من إحدى النوافذ، ليؤكدن للمتظاهرين رفضهن للحكم العسكرى، مما أثار استياء المتظاهرين الذين وصلوا إلى حدائق القبة باتجاه شارع ترعة الجبل ، القريب من مقر وزارة الدفاع، حاملين أعلام مصر ولافتات منددة بالحكم العسكرى ومطالبة بتسليم السلطة.
كما انطلقت مسيرة تضم المئات من المتظاهرين من أمام مسجد رابعة العدوية عقب صلاة الجمعة اليوم متجهة إلى وزارة الدفاع للتنديد بالمجلس العسكرى والمطالبة برحيله.
وتوقفت المسيرة أمام أحد المبانى التابعة لوزارة الدفاع بشارع الطيران وردد المشاركون فيها من الهتافات "يسقط يسقط حكم العسكر" و"الشعب يريد إعدام المشير" و"اسمع يا مشير الحربية بور سعيد مش بلطجية دية مؤامرة من الداخلية".
يذكر أن المسيرة سوف تتجه إلى ميدان روكسى حيث تنضم إلى غيرها من المسيرات الأخرى قبل التوجه إلى وزارة الدفاع.
واستقل متظاهرو مسيرة شبرا مترو الأنفاق، بمحطة الخلفاوى، لتسهيل وصول المسيرة إلى وزارة الدفاع، بالنزول بمحطة كوبرى القبة، بعد معرفتهم أن المسيرات الأخرى يتم عمل حواجز بينها وبين الوصول للوزارة.
وهتف المشاركون فى المسيرة أثناء تواجدهم بمحطة المترو، "الإضراب حق مشروع والمجلس تبع المخلوع، ثوار أحرار هنكمل المشوار، كفاية كفاية كل ظلم وله نهاية".
وكانت مسيرة شبرا قد خرجت عقب صلاة الجمعة للتنديد بحكم العسكر، والمطالبة بتسليم السلطة، وفتح باب الترشح للرئاسة غداً 11 فبراير، داعية للإضراب العام بداية من غد، لاستكمال أهداف الثورة، والضغط على المجلس العسكرى لتسليم السلطة، وشارك فى المسيرة بعض الحركات والائتلافات الثورية، وعلى رأسها، اتحاد شباب ماسبيرو، 6 أبريل، شباب من أجل حرية وعدالة، وحركة مصرنا.
وعلى صعيد مطار القاهرة .. يشهد المطارحالة من الهدوء نظرا لعطلة يومي الجمعة والسبت بكافة الشركات التابعة لوزارة الطيران باستثناء من تتطلب ظروف عملهم التواجد.
فيما وضع دعاة العصيان المدنى فى مصر خطة لتنفيذ عصيانهم مشيرين ان ذلك العصيان لن يكون الاخير فى حالة عدم الاستجابة للمطالب الشعبية من جانب المجلس العسكرى حيث يستم تكرار الدعوة مرة أخرى، لأن "العصيان المدنى" هو الكارت السلمى الوحيد الذى تبقى لنا للضغط والحصول على حقوقنا.
ولان العصيان المدنى تحوم حوله الشبهات بشأن تدعيمه من قوى خارجية وداخلية لا تريد الخير والاستقرار لمصرفقد جرت الاستعدادات الأمنية لمواجهة أي محاولة لنشر الفوضى أو الاعتداء علي المنشآت والمباني بمطار القاهرة تم الاستعانة بوحدة الكلاب البوليسية المتخصصة في الكشف عن الأسلحة والمفرقعات لتأمين مواقف انتظار السيارات بالمباني والمنشآت والاستعانة بها في حالات الاشتباه بخلاف تواجد رجال الشرطة السريين بين المودعين والمستقبلين داخل الصالات.
وصرح اللواء صلاح زيادة مدير شرطة ميناء القاهرة الجوي بأنه تم وضع خطة تأمين استثنائية بالتنسيق مع الشرطة العسكرية لتأمين كافة مباني المطر والمنشآت التابعة لوزارة الطيران المدني ونشر الكمائن المرورية علي كافة مداخل ومخارج المطار والطرق المؤدية إليه تحسب المواجهة أي محاولات تخريبية.
من جانبه، لم يتلق قطاع العمليات بمصر للطيران أي اعتذارات من جانب أفراد الطاقم الطائرة من ضيافة وطيارين عن الرحلات، حيث تنظم مصر للطيران 119 رحلة غدا، السبت، الذي يوافق يوم العصيان المدني.
علي جانب أخر، أكد خبراء الطيران والسياحة أن الاضطرابات المتتالية وعدم الاستقرار الأمني في الشارع المصري ألقي بظلال شديدة السلبية علي حركتي الطيران والسياحة التي انخفضت إلي درجة كبيرة عن الأعوام السابقة، وذلك يؤدي إلى خسائر مادية بالغة سواء لشركات الطيران أو العاملين في مجال السياحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق