أخبار الجزيرة المصورة

18 يناير 2012

جمال غير خطاب مبارك .. وسوزان رفضت مغادرة القصر فحملها الحراس بعد ان قفزت من الطائرة


يكشف كتاب للمدير السابق للتليفزيون المصرى عبداللطيف المناوى- الذى كان يتمتع بنفوذ كبير في الاعلام المصرى ان زوجة الرئيس سوزان مبارك، التى تثار الكثير من الاسئلة حول تدخلها بشئون الحكم، كانت وراء تأخير اعلان رحيله عن السلطة وسفره في طائرة خاصة مع اولاده الى المنفى الداخلى فى شرم الشيخ، الي اختاره بنفسه، رافضا اللجوء الى الخارج، حيث نقل الى مستشفى ليقبع في غرفة صغيرة فيها.
فوضى بالاوامر من الرئيس وجمال والفقى والجيش
 
  يصف المناوى الساعات الاخيرة فى حكم مبارك قبل الرحيل القسرى، ويقول انها كانت فوضوية في كل شيء، وعانت الحكومة كلها من الشلل التام والتخبط ، وانه اصيب بالتوتر وعدم اليقين ولم يكن يعرف على من يرد، على وريث الرئيس المحتمل جمال ، أم على الجيش أم على انس الفقي  وزير الاعلام القوي.
 
 
سوزان اخرت اعلان الاستقالة وانتابتها البكاء الجنوني
 
ويشرح الكاتب الذى لعب دورا في دفع مبارك الى الاستقالة حالة سوزان الجنونية، التي رفضت مغادرة فيلتها في القصر وحملها الحراس حملا بعد ان قفزت من الطائرة التي كانت ستغادر لشرم الشيخ، ووجدها الحرس ساجدة على الارض تبكي بصورة جنونية وحولها الصناديق وذكريات ثلاثين عاما من الاقامة في القصر، واضطر الحرس لحملها وهي تجهش بمرارة، وقد بللت دموعها كتفيها وملابسها وهي تحمل بعض الاشياء التي لم تكن قادرة على تركها. 
وظلت سوزان طوال الازمة تنوح في القصر الفارغ، وهي تقول " خلص خلص" وتناشد الحراس البقاء وحماية فيلتها، حيث كانت تخشى من دخول المتظاهرين للمكان.
وكان موقف سوزان التى ظلت الى جانب زوجها طوال الازمة سببا في ابقاء المصريين والعالم في حالة ترقب لاعلان مبارك عن رحيله ، حيث يقول الكاتب ان احدا من الخارج لم يعرف ما حدث في الساعات الاخيرة " لكن سوزان ظلت تبكى وتنوح في القصر الفارغ " ، فيما ظل المناوى ينتظر في مكتبه كي يصدر له الامر ببث الشريط المسجل الذى يعلن فيه مبارك تنحيه عن السلطة.
الشخص المتجهم في الصورة وراء سليمان دخل الصورة بالخطأ
 
ويرسم المناوى مشهدا فوضويا للساعات الاخيرة، حيث قرر مبارك ان يقوم نائبه عمر سليمان بقراءة البيان القصير، الذي لم تتجاوز مدته 37 ثانية، وهو ما وافق عليه قائد الجيش المشير طنطاوى، ولان الوقت كان ضيقا لذهاب سليمان الى استديو التليفزيون فقد تم وضع كاميرا في الممر خارج مكتبه.
ويكشف المناوى ان الرجل الغامض الذى كان يقف وراء سليمان، واعتقد الجميع انه من صناع السياسة لم يكن الا مساعده ودخل الى الصورة بالخطأ ، معلقا ان حظ الرجل كان سيئا فقد كان في المكان والوقت الخطأ.

حاشية مبارك اصيبت بالشلل التام
ويصف الكاتب كيف اصيبت حاشية مبارك بالشلل التام، وظل خلال فترة تصاعد الازمة يتلقى اوامر متناقضة من كل الاطراف وكلهم كانوا يطالبون ببث بيانات لا صلة لها بحالة الحكومة التي كانت تتداعى ولا صلة لها بالوضع في ميدان التحرير.
ويتحدث الميناوي عن الوضع الساخر داخل القيادة المصرية في حينه، حيث ايقن ان مبارك لم يعد امامه اى فرصة للبقاء في السلطة ، ومن هنا اقنع احد قادة الاستخبارات الكبار كى يتحدث مع وزير اعلام مبارك القوى انس الفقى ، الذى كان يعامله مبارك كابنه الثالث، وينقل لمبارك وعائلته صورة عن الوضع في الشارع.

العائلة تنتظر معجزة من الله

وبعد ذلك تلقى المناوى مكالمة مثيرة للسخرية من المسئول الامنى، وتشير الى ان عائلة مبارك كانت تنتظر معجزة، حيث قال المسئول الامنى انه ان كان الله ذكر مصر خمس مرات في القرآن ولم يذكر مكة الا مرتين، وعليه فان الله قادر على حمايتها ويعلق " رجل كهذا وفى قمة القيادة يخبرنى انهم ينتظرون معجزة فيما لم يكن الوقت بالتأكيد وقت معجزات".

ذهب المناوي بعد ذلك الى الفقى وشرح له الوضع الحرج ، واكد على ظهور مبارك في ذلك اليوم في التليفزيون وبدأ بإعداد الخطاب الذى يجب على الرئيس ان يلقيه، استمع الفقى لكلامه واخذ بعض الملاحظات واتصل بجمال شارحا له الوضع ، واصر المناوى على ان يلقى مبارك خطابه في الساعة الرابعة من ذلك اليوم !! ولكن تلقيه امرا من الجيش " البيان رقم واحد " كان إشارة الى ان الجيش بدأ يمارس ضغوطا على مبارك.

اسوأ خطاب لمبارك قاد للكارثة
 
 ويصف اخر خطاب لمبارك وهو الذى انتظره الشعب بانه اسوأ خطاب وتميز بالغطرسة " كان كارثة "، مشيرا الى ان جمال ربما قام بتعديل الخطاب وشطب كل ما له علاقة باستقالة والده ، في مقامرة اخيرة للوريث المحتمل ، ويبدو ان جمال قام بتعديل خطاب والده وشطب كل الاشارات عن استقالته ، حيث كانت هذه المقامرة اخر تدخل فج لجمال ومشروع توريثه السلطة.
مبارك اتصل بطنطاوي من شرم الشيخ ليسلمه القيادة



ومع تزايد التظاهرات بعد الخطاب، طلب الجيش من المناوى ان يعمم خبرا عن التحضير لذهاب مبارك الى شرم الشيخ.. ويشير الى ان سليمان سأل مبارك قبل ان يركب المروحية ان كان يريد الخروج من البلاد ، فرد مبارك   ( لا لم ارتكب خطأ اريد ان اعيش في هذا البلد وسأظل فيه بقية حياتي ).. وعندما وصل مبارك الى شرم الشيخ اتصل بطنطاوى واخبره انه الان فى موقع القيادة.
في القاهرة يقول المناوى انه بعد ترقب وصل الناطق الرسمي باسم الجيش ومعه خطاب الاستقالة.
ويصف الجو العاطفي في المبنى وكيف ان العاملين كانوا يبكون خائفين وفرحين، فقد زال عن ظهورهم حمل ثقيل، وبخطاب لم يتجاوز 37 دقيقة انتهى كل شيء ومعه عهد مبارك. 
وتقول مصادر لصحيفة "التايمز" ان مبارك عندما وصل للمستشفى المجهز باحدث الاجهزة اصيب بحالة من الكآبة، وظل يتجنب الاخبار ويتابع مباريات القدم، عوضا عن ذلك، وكان ضعيفا وفى مرحلة معينة عانى من ازمة قلبية خفيفة.
حالة مبارك الصحية كانت ضعيفة في الاصل، حيث كان يتعافى من عملية ازالة ورم من امعائه، ورفض مبارك تناول الطعام، وظل في غرفته الصغيرة. 
وفى احدى المرات دخلت عليه واحدة من زوجتى ابنيه ووجدته مغمى عليه والدموع تملأ عينيه، وعندما احضروا الطبيب تحدث معه لنصف ساعة وذكره بتاريخه العسكري المجيد ، وتدريجيا استجاب المريض، حيث اكد انه اول رئيس مصرى قبل ان يتنازل عن السلطة. 
وقال مبارك أيضا " طلبوا منى التنحى فتنحيت ". وعندما عاد للقاهرة ليواجه المحكمة كان على حمالة لضعفه، ولم يكن يمثل كما يشاع في التعليقات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

معرض الصور


من البداية