أخبار الجزيرة المصورة

31 يناير 2012

هيكل يكشف هوس مبارك بـ''الجزم''.. وسر اطاحته بأبو باشا



محمد حسنين هيكل
( مبارك كان يمسح أحذيته بنفسه منذ أن كان نائبًا للرئيس، وحتى رئاسته للجمهورية، وأنه كان يريد بأى وسيلة أن يسقط شقيقه سامى مبارك، فى انتخابات مجلس الشعب فى الثمانينيات ) .. ذلك هو ملخص الحلقة الثامنة من شهادة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل على عصر الرئيس السابق حسني مبارك.
وواصل هيكل مفاجآته، حول عصر ''المخلوع'' بعدما كشف عن إعجاب الرئيس السابق حسنى مبارك، بأحذية الرؤساء، وكان يريد أن يعرف من أين يشترونها ''هل جاهزة أم تفصيل؟'' وأن مبارك كان يمسح أحذيته بنفسه منذ أن كان نائبًا للرئيس، وحتى رئاسته للجمهورية، وأنه كان يريد بأى وسيلة أن يسقط شقيقه سامى مبارك، فى انتخابات مجلس الشعب فى الثمانينيات.
وبدأ هيكل الحلقة الثامنة من كتابه – الذى يحمل اسم مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان التى تنشرها جريدة الشروق فى عددها الصادر صباح الثلاثاء- كلامه قائلا إنه كان على قناعه بأن مبارك يستحق أن يأخذ فرصته كرئيس للجمهورية، بعدما اختلفت الآراء حوله منذ تكليفه بتولى مهام رئيس الجمهورية، خاصة أن البعض كان يريد تحميله أكثر من طاقته، والبعض الآخر كان مايزال واقفا عند بقايا حكاية البقرة الضاحكة، وإطلاق النكات على مبارك.
واعتبر هيكل أن صفحة مبارك ''السياسى'' بدأت منذ انتخابه فى أكتوبر عام 1981 ليتولى منصب الرئيس، بينما كان مبارك قبل هذا التاريخ، مجرد موظف يطيع الأوامر، حتى وإن كان هذا الموظف بدرجة نائب رئيس الجمهورية.
حين فتّش هيكل فى تاريخ مبارك، بعد توليه مسئولية الرئاسة، ذكر الحديث الذى دار بينه –أى هيكل- وبين السفير جمال منصور، الذى كان وكيلا لوزارة الخارجية وقتها، وأحد الضباط الأحرار، وهو خال الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق.

 وقتها حكى السفير جمال منصور لـ''هيكل'' قائلا إنه التقى مبارك لأول مرة عندما كان يشغل منصب نائب الرئيس، وقد تم تكليف مبارك وقتها بنقل رسالة إلى الماريشال جوزيف بروز تيتو، رئيس يوجوسلافيا، وكان جمال منصور وقتها سفيرا لمصر فى هذه الدولة، وأنه اصطحب مبارك فى نقل الرسالة إلى ''تيتو'' بصفته السفير، ووقتها سأل مبارك منصور عن حذاء الرئيس اليوجوسلافى قائلا: هل تعرف من أين يأتى تيتو بأحذيته؟ وهل هى جاهزة أم تفصيل؟ ثم طلب منه مبارك أن يسأل أى شخص من حاشية الرئيس اليوجوسلافى من أين يشترى أحذيته؟.
 هنا كان رد هيكل على ''خال عصام شرف'': مطلوب أن نعطى مبارك فرصة، لأن هموم الرئاسة لن تترك لديه وقتا للتطلع إلى أحذية من يقابلهم من الرؤساء، فمبارك نموذج للرجل العادى، لا هو الزعيم التاريخى، ولا هو نجم الشباك، وربما هذا ما تحتاجه مصر فى فترة هدوء بعد عاصفة المنصة.
 اتصالا بحكايات مبارك مع الأحذية، روى هيكل ما ذكره له الأستاذ فتحى رضوان –الذى وصفه فى كتابه بالزعيم الوطنى الصلب - أنه تلقى ذات يوم اتصالا من رئاسة الجمهورية، يبلغه فيه أحد السكرتارية بأن مبارك يريد أن يراه ويتعرف عليه، وتم تحديد الموعد فى استراحة ''الدخيلة'' وحين وصل إلى الاستراحة عبر سيارة رئاسة الجمهورية، تم إبلاغه بأن لقاءه مع الرئيس مبارك سيتأخر ساعتين لارتباطه بلقاء مع ضيف إفريقى، لكن استمر انتظار فتحى رضوان لمدة 5 ساعات.
 يستكمل رضوان حديثه لهيكل: ''أبلغنى أحد الأمناء بالرئاسة بأن الرئيس سيلتقيه فى الطائرة التى تقله من مطار القاهرة إلى استراحة الدخيلة، وسيكون اللقاء لمدة ساعة على الأقل، ثم وصلت الطائرة وصعدت لأجلس فى المقاعد الخلفية، فوجدت مبارك جالسا فى المقاعد الأمامية مع ضيفه الإفريقى، وبعد ربع ساعة عاد مبارك إلى المقاعد الخلفية وجلس بجوارى، معتذرا عن التأخير، ويبرر له أن منصب الرئيس لم يغير فيه أى شئ، وقال له مبارك: ''تصدق بالله يافتحى بيه.. أنا رئيس الجمهورية أمسح حذائى صباح كل يوم بنفسى، أجلس على الأرض، وأمسح الحذاء بالورنيش، ثم الفرشة، وبعدها قطيفة ألمعه بها''.
 هنا تذكر مبارك –أثناء حديثه مع فتحى منصور- أن موعد رحيل الضيف الإفريقى قد حان، وأن عليه أن يكون فى وداعه، واستأذن من فتحى منصور على أن يعود له مرة ثانية، لكنه لم يعد، وهنا يقول منصور لـ''هيكل'' بطريقة ظهر عليها الاستفزاز: ''هل يُعقل أن أضيع يوما كاملا فى السفر ذهابا وعودة نفس اليوم، ثم يكون لقائى مع مبارك 5 دقائق، لم أستفد منها إلا أننى علمت أنه يمسح جزمته بنفسه؟''.
 انتقل هيكل من الحديث عن ''أحذية مبارك'' إلى عبقرية الرئيس السابق فى إدارة الانتخابات النيابية، وكيف كان يخترع الصيغة العبقرية فى تحديد نسب الناجحين والراسبين، قبل اعتزام أى شخص ترشيح نفسه فى الانتخابات.
اللواء حسن أبو باشا ــ وزير الداخليه الاسبق
 عن ذلك يذكر الكاتب الكبير أن مبارك كان قد كلّف اللواء حسن أبوباشا، وزير الداخلية فى عام 1984، بأن تدار العملية الانتخابية للبرلمان بطريقة تحول دون نجاح شقيقه سامى مبارك بأى طريقة، بحيث لا يتم ترشيحه على قوائم الحزب الوطنى، أو حزب الوفد آنذاك، ووقتها قال مبارك لوزير داخليته ''اتصرف''.
 أضاف هيكل – وفقا لرواية حسن أبوباشا - أن مبارك وضع شقيقه سامى على رأس قائمة الممنوعين من دخول البرلمان، وأنه قال ذات يوم لوزير داخليته بنبرة حادة، وصوت مرتفع : ''سامى موش هيدخل يعنى موش هيدخل''. 
وحين قال له أبوباشا: '' لكن ياسيادة الرئيس، فإن الداخلية قامت باستطلاع لموقف الأستاذ سامى وتبين أنه قادر على النجاح بالراحة فى الدائرة التى رشح نفسه عنها'' كان رد مبارك ''مستحيل.. بص ياحسن.. أنت ضغطت على أعصابى أكثر من اللازم ولست الآن فى مزاج يسمح لى بمواصلة الكلام معك.. المقابلة انتهت''.
 أما فى يوم الانتخابات – وفقا لما يحكى هيكل - فكانت المفاجأة حصول سامى مبارك على نسبة تزيد على 70% من الأصوات فى الدائرة، وجاءت الأوامر من مبارك شخصيا بأنه ''أبدًا'' وأن كل شئ فى اللجنة العامة للفرز يجب أن يتوقف حتى يصل إلى هناك مبعوث خاص للرئيس، وبالفعل وصل إلى مقر اللجنة الرئيسية مستشاره أسامة الباز، وطلب إعادة فرز الأصوات، لكن بعد إعادة الفرز كانت النتيجة صادمة، باكتساح سامى مبارك، وجاء أسامة الباز ليبلغ مبارك بأن النتيجة أمر واقع بنجاح شقيقه سامى، ووقتها قال مبارك : ( أبوباشا سيدفع ثمن غلطته ).. ثم خرج أبوباشا من وزارة الداخلية بعدها مباشرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

معرض الصور


من البداية