ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم :
إيمــــان الجمــــال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا المساء البارد جدا والساخن باحداثه جلست أتصفح صفحات الفيس بوك لاقرأ تصريحات هنا وهناك عما سيحدث يوم 25 يناير ما بين إحتفالات للمجلس العسكرى وبعض الاحزاب ، وما يروج له البعض عن ثورة ثانية واعتصامات بقصد عمل محاكمات ثورية وتسليم السلطة بأقصى سرعة لسلطة مدنية ، وعمل دستور ، قبل إنتخابات رئاسة الجمهورية !
قرأت عن اعتصامات ومظاهرات وتصريحات لعمر عفيفى بأن الثوار لن يرحلوا من الميدان الا بعد تلبية مطالبهم .. احسست بالانزعاج مما قرات فاغلقت الفيس ! وفتحت التليفزيون على أمل أن أجد تصريحات وردية تبعث فى نفسى الامل فى عودة الاستقرار الذى نبحث عنه جميعا.. إنتقلت عبر القنوات الفضائية للبحث عن ضالتى ولكنى لم أجد جديد ، فكل القنوات تقريبا اتفقت على ألا تتفق ( مثل العرب) لم أجد سوى بعض الشباب من الحركات الكثيرة ونشطاء لم اسمع عنهم الا بعد الثورة يتنقلون من قناة لأخرى .. كما وجدت ان غالبية مسطلحات المذيعين ومقدمين البرامج لا تخلو من جملة ( بعض النخبة ) الذين نزلوا علينا كما نزل علينا النشطاء السياسيين الذين كانوا يعارضون النظام السابق كما يدعون !
سمعت تحذيرات بحرق مصر بواسطة الايادى الخفية التى تلعب بمقدرات البلد .. ووسط كل هذه التصريحات غلبنى النعاس !! وانتابنى كابوس (اللهم اجعله خيرا ) بأننى ذهبت يوم 25 يناير الى ميدان التحرير انا واسرتى وكل الشعب المصرى ، منا من ذهب للاحتفال مع المجلس العسكرى ومنا من ذهب للوقوف بجانب الثوار لاقتناعهم بطلباتهم !
ولم يخلوا التحرير من مواطنين اعتبروا الامر مجرد نزهة وللاطلاع على ما يحدث ، ولما لا ؟ ، انه سوف ياكل ويشرب ويرى أشياء لم يراها فى حياته مسبقا وربما يخرج من الميدان حاملا لقب ناشط سياسيى !!
فى الميدان وجدت عدة منصات كل فريق يأخذ لنفسه منصة لاقناع من حوله بفكره ورؤيته ومنهم من المرشحيين المحتمليين للرئاسة واتباعهم .. وعندما حانت صلاة العصر قام امام التحرير بالنداء على الصلاة ، فاقام الجميع صلاة العصر .. وبعد الصلاة مباشرة بدات أسمع أصوات تعلو تدريجيا من التخوين واتهامات لجماعات وبعض المرشحين المحتملين للرئاسة بالاتفاق على صفقات معينة !
تحولت هذه الاصوات الى صراخات وعويل ونحيب وحدث هرج ومرج بظهور اللهو الخفى فى المعركة بزجاجات المولوتوف والاسلحة البيضاء والرصاص الحى .. حاولت أن أخرج من الميدان بأبنائى بعيدا عن هذا الجو الملتهب الذى سمعت عنه قبل عام عندما قامت الثورة لاننا من حزب الكنبة الذى يقوم بالفرجه فقط ، ولكن باءت محاولاتى بالفشل نتيجة ان المجلس العسكرى قد احاط الميدان بسور خرسانى سريع التنفيذ فقمت بمساعدة البعض بالوقوف وراء سور ما حتى حل منتصف الليل وعندها سمعت هدوء تام .. فقلت اذن اتفقوا جميعا على امر ما أو غلبهم النعاس !! فتحركت لأرى ان 90 مليون مصرى قد انهوا حياتهم بأيديهم .. لم يتبقى الا النخبة والمرشحيين المحتمليين للرئاسة لانهم بعد صلاة العصر مباشرة كالعادة تركوا الميدان ، وقاموا بتقسيم مصر على انفسهم ، فمنهم من أقام دولة تدين لأمريكا .. وآخرين لقطر وآخرين لإيران وغيرهم للسعودية وغيرة ، وغيرة !
جميعهم أصبحوا رؤساء .. كلهم أصبحوا نخبة على بلد بلا شعب كان يحكمهم جميعا المجلس العسكرى .
لم أهنئ بالوقوف على بقية التفاصيل الملحة ومعرفة ما حدث لوطنى ، عندما دق جرس التليفون لاصحو من غفلتى على صوت إحدى صديقاتى تسالنى : تفتكرى ماذا يحدث يوم 25 يناير ؟
قلت لها اللهم اجعله خير ا يارب سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق