أخبار الجزيرة المصورة

24 نوفمبر 2011

إبــراهيـــم حشــــاد يكتب فى انتخابات ما بعد الثورة :

أحزاب عانت من البحث عن مرشحين لاكمال قوائمها

أسماء لايعرفها أحد تخوضون إنتخابات ما بعد الثورة!!
انها الفوضى الخلاقه التى يتسم بها الشعب المصرى حتى فى الازمات المصيرية ، ففى اللحظات الأخيرة لتلقى طلبات المرشحين لعضوية مجلسى الشعب والشورى، كان الزحام الشديد عنوانها ، باعتبار اننا نعيش حالة من الحراك السياسى ، وننعم بأجواء الديمقراطية والحرية والمساواة .
كل من هب ودب سعى لتقديم أوراقه للترشح بما فيهم الاحزاب التى وجدت مكانا لها على الساحة بعد ثورة يناير ، وبدلا من أن تبدأ فى ترتيب البيت وتنظم قواعدها للانطلاق للمرحلة الجديدة التى تعيشها مصر بفكر يبنى المجتمع ويحتضن أفكار الشباب الناضج الواعى لترى النور، راحت تقحم نفسها فى عالم متلاطم من المنافسات الانتخابية ، وسعت لاعداد قوائمها بحثا عن دور فى البرلمان .. تماما مثلما قفز الكثيرون على الثورة التى قام بها الشباب واقحموا انفسهم فى زمرة الثوار ، وادعى من ادعى ، وقال من قال ، انهم ثوار وبهم نجحت الثورة فى اهدافها !!
ولاشك ان ما كشفه نادر بكار عضو اللجنة العليا لحزب النور السلفى بشأن طلب حزبه لمبلغ ألف جنيه من كل مرشح على قائمة التحالف الإسلامى كمصاريف للدعاية الانتخابية يطرح علامات استفهام كثيرة ، اهمها هل تذكرة العبور للبرلمان المصرى أصبحت سهلة الى هذا الحد ؟ وهل احزابنا التى ولدت بعد الثورة جاءت كجمعية لمن يدفع الاول ، قصدى ( يقبضها الاول ) ؟ ولماذا تصر هذه الاحزاب على الترشح طالما ليس لديها الامكانيات والدعم الكفيلين بمساندة مرشحيها ؟ وهل فعلا ما يحدث لإنقاذ هذه الاحزاب من انعدام تمثيلها فى البرلمان خشية من تعرضها للحل؟
الموضوع يحتاج الى وقفه !! خاصة فيما يتعلق بما اكده عضو اللجنة العليا لحزب النور من أن هناك عدداً كبيراً من مرشحى التحالف دفع مبالغ ضخمة، قبل انطلاق الحملة الانتخابية ، وتمت الاستعانة بخبراء فى الإعلانات لتكون الحملة شاملة جميع وسائل الإعلام والتليفزيون والصحف، إضافة إلى عقد مؤتمرات ضخمة فى كل المحافظات سيحضرها الآلاف وستتم الاستعانة بقيادات سلفية مثل: الشيخ محمد حسان، وياسر برهامى، فى تلك المؤتمرات.
وما استوقفنى فى تصريحات نادر بكار عضو اللجنة العليا لحزب النور أنه أكد أن اللجنة العليا للحزب طالبت جميع أعضاء الحزب بوضع صور « لوجو الحزب » بدلاً من صورتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى « فيس بوك » كنوع من الدعاية الإلكترونية، وتم تجهيز بوسترات بشكل مختلف .. وهو ما يعنى ان الحزب نفسه يحتاج الى دعاية، ويرى فى مرشحيه الذين اختارهم وورطهم فى دفع مبلغ الالف جنيه خير وسيلة للدعاية والترويج للحزب وابقى سلم لى على البرامج الانتخابية ومصلحة الوطن العليا.
وفى حزب "المصري الديمقراطي الاجتماعى" بكفر الشيخ كانت الصورة مغايره تماما ، بل انقلبت للنقيض عما حدث فى حزب النور حيث قدم 83 عضواً من اعضاء حزب "المصرى الديمقراطى الاجتماعى" بكفر الشيخ استقالاتهم لرئيس الحزب بالقاهره ، وتم ارسال فاكسات بالاستقاله الجماعيه، وذلك لاعتراضهم لاختيار الحزب لمرشحيه على مجلسى الشعب والشورى لقائمه امانه كفر الشيخ دون الرجوع للقاعده العريضه للمؤسسين.
واكد المهندس سيد السباعي عضو الحزب وأحد المستقيلين ان الاعتراض يأتى على طريقه ترشيح الحزب للمرشحين دون عرض اسمائهم علينا ودون معرفه كامله بالمرشحين وتاريخهم السياسى وهذا مانرفضه تماماً.
فوضى وعشوائية نتعجب لها ! سواء من القيادات الحزبية أو الاعضاء .. الذين يؤكدوا يوما بعد يوم ان الوطن كعكة لابد من الحصول عليها بعد حرمان سنوات طويلة .
اسماء دخلت دائرة الترشيح فى انتخابات ما بعد الثورة رغم صعوبتها هذه المرة لتوسيع الدوائر، وتتعجب اكثر عندما ترى ان هناك اسماء لايعرفها ابناء حيهم او منطقتهم!!
والغريب انه رغم جهود بعض الأحزاب في البحث عن مرشحين لقوائمهم الانتخابية واعلانهم عن خوض الانتخابات للفوز بعدد من المقاعد فى البرلمان الجديد أثارنى عرض من ( حزب المصريين  الأحرار ) يطلب فيه مرشحين لاكمال القائمة فى عدد من الدوائر ابرزها طنطا مقابل 10آلاف جنية للمرشح الواحد، بعد ان عجز مسئولى الحزب عن استكمال القائمة في اليوم الأخير، لتلقى طلبات الترشيح بعد انقسام الكتلة الديمقراطية.
أعرف ان ذلك الخبر قد لايصدقه الكثيرين ولكنه حدث بالفعل .. والاغرب والاكثر اثارة ذلك المشهد الكوميدى الذى قام فيه حزب ( مصر الحديثة ) بتعليق لافتة أمام قاعة إحدى المحاكم التى تتلقى الطلبات مدون عليها(مطلوب مرشحين لحزب مصر الحديثة مع تحمله جميع نفاقات الدعاية) وهو ما يثير السخرية.
المشهد تكرر فى كفر الشيخ للبحث عن مرشحين لاستكمل القوائم الانتخابية ، حيث قام  بعض الأحزاب بتسول مرشحين من قاعة المحكمة وأمتد البحث الى الشارع.
كما قال حسن ترك رئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى وهو من الاحزاب الهشة أحادية النشأة انه بذل جهود مضنية للعثور على مرشحين لهم قواعد تصويتية لإنقاذ هذا الحزب من انعدام تمثيله فى البرلمان خشية من تعرضها للحل.
مؤكدا أن كل حزب له الحرية في اختيار مرشحيه بالعدد الذي يراه للتفاوض معهم لتقديم أوراقهم لانتخابات الشعب والشورى.
ويذكر أن أحزاب الحرية الصوفى والاتحادى والأمة والشعب والدستوري الحر تقدمت بمذكرة لرئيس اللجنة العليا للانتخابات لمطالبته بالموافقة على مد الفترة الزمنية للترشح لتمكنهم من ترشيح عناصر تابعة لهم بعد انسحابهم من التحالف الديمقراطي الذى يضم الحرية والعدالة الذي توغل على رؤوس القوائم الانتخابية ووعدت هذه الأحزاب بخمس مرشحين لكل حزب.
«الحرية» نيولوك الوطنى المنحل!!
في محاولة بائسة لاستعادة جزء من نفوذهم وسلطتهم التي استخدموها في نهب أموال الشعب المصري ، قام بعض ذيول النظام السابق بالاتفاق علي إنشاء حزب جديد لهم ليكون بديلاً للحزب الوطني بعدما أدركوا أن موجة الحياة السياسية لن تلتقط أى إشارة من حزب الخراب. 
وفي محاولة منهم إعادة الحزب الوطنى المنحل فى ثوب جديد أسس 120 نائباً سابقا حزب الحرية الذى قدم أوراقه للجنة شئون الأحزاب وأعلن مسئوليه أنهم جمعوا ما يقرب من 6 آلاف تــــــوكيل من 27 محافظة ، وتم استقطاب أكبر عدد من الشباب والاتصال بأعضاء المجالس المحلية عن الحزب الوطنى بالمحافظات والذين يبلغ عددهم أكثر من 51 ألف عضو منتشرين في المحافظات والمدن والقرى لتجهيز المقرات الجديدة للانتشار السريع خاصة بعد اعلان قائمة الحزب فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى.
ونشر موقع الحزب استمارة العضوية ، وذلك للبدء فى تجميع العضويات وقدم وكيل مؤسسى الحزب إغراءات للانضمام للحزب، ومنها مثلاً الإعلان عن وظائف لجميع الأعضاء الحاليين برواتب تصل إلي 850 جنيهاً.. انه حزب الحرية الذى هو .. نيولوك  للوطنى سابقًا.
وان نواب الوطنى السابقون أعضاء به وما يفعلوه الآن يعد انتهازية سياسية ، وليس لديهم مبدأ لأن هؤلاء يفتقدون المبادئ .. وقد قاموا قبل الإعداد لإنشاء الحزب بحمل نعشه لدفنه قبل أن يولد إلي مقبرتهم !! لأنهم هم الذين رقصوا وصفقوا وانتقلوا إلى جدول الأعمال بعد مناقشة الاستجوابات التي كشفت الفساد والفقر وانتشار الأمراض وتصدير الغاز لإسرائيل وبعد كل هذه الكوارث جددوا الثقة فى الوزراء وكانوا يصفقون لهم قبل أن يردوا.
والغريب أن ذيول الوطنى أطلقوا على الحزب اسم ( الحرية ) رغم أنهم أول من سلبوها من الشعب وحبسوهم داخل الهموم اليومية وربطوهم في عنق الفقر حتى لا يتخلي عنهم !!
وأن ما يفعله هؤلاء هو نوع من النفاق والتلون فى الرأى السياسى كما أن الحزب الوطنى (الحرية الآن) ليس حزباً بالمعنى المفهوم ، فلا عقيدة له ، ولا برنامج محدد  !! وإنما يضم مجموعة من النواب السابقين المنتفعين .
أنهم  شلة المرتزقة والمنافقين الذين وقفوا ضد الشعب المصرى وساندوا النظام البائد والعميل ، وألان هم فى حزب الحرية.. كيف نثق ونوكل حزب باطل ، جميع أعضاءه من الحزب الساقط المنحل فليسقط  حزب الحرية والذى به ممن كانوا من نواب النظام السابق.
المثير أن عدد من اعضاء الحزب الوطنى والذين كانوا ينتمون اليه رفضوا عروضا للانضمام الى حزب الحرية والغالبية منهم من المخلصين الاوفياء لهذا الوطن ، فلم تزوّر لهم انتخابات ، ولم ينتفعوا من وجودهم بالحزب كأعضاء ، وقد كانت صدمتهم كبيرة بعد ان اكتشفوا انهم منتمين لحزب خرب البلاد ، ونهب أموال الوطن ، وأفسد الحياة السياسية ، وقطع الطريق عليهم لتقديم الخير لمصر، وهؤلاء ينبغى أن نقف بجوارهم وندعمهم ونأخذ بأيديهم للاستفادة من حبهم للعمل العام .
معايير جديدة لاختيار نواب البرلمان
نائب الكيف.. نائب القمار.. نائب النقوط .. نائب رفع الجزمة.. نائب سب الدين.. النائب الصايع .. و .. و ... كلها ألقاب ارتبطت ببعض نواب النظام السابق " شعباً وشوري" وكلهم ـ سبحان الله ـ حزب وطني حتي كاد المواطن البسيط يعتقد أن كلمة « نائب » هي مفرد « نوائب » ـ يعني مصايب ـ لا مؤاخذة!! ودفع المثقفين والسياسيين إلي التساؤل علي أي أساس كان يختار الحزب الوطني نوابه؟ لم يتم طرح السؤال من فراغ، وإنما علي أساس نوائب النواب المتكررة، والتي إلي جانب اعتبارها تضييعاً لأمانة العمل النيابي وإيذاء المواطنين، واعتبار أن ما سبق لا يهم الحزب الوطني ، فبالتأكيد تهمه النقطة التالية وهي أن هؤلاء النواب يشوهون الحزب ويسيئون إليه ويدللون علي فساده بشكل عجز معارضوه عن كشفه وربما بدأ الحزب الانتباه لذلك، فبدأ في « الشخط » وليس معاقبة أعضائه الفاسدين وذلك حين أدان النائب « نشأت القصاص » الذي طالب بقتل المتظاهرين، ومن نائب التحريض علي القتل الذي لم ينفذ ، إلي النائب المتهم بالتحريض علي القتل الذي حدث بالفعل فى حادثة مقتل سوزان تميم المتهم بالتحريض علي قتلها نائب الحزب الوطني بمجلس الشوري « هشام طلعت مصطفي ».
أما صاحب العبّارة « السلام 98 » ممدوح إسماعيل التي غرق معها أكثر من 1000 إنسان كان نائباً بمجلس الشوري وبالتعيين وفى دائرة الرئيس مبارك !
و« هاني سرور» نائب أكياس الدم الفاسدة .. « عايد سليمان » نائب الكيف الهارب من حكم بالسجن لمدة 15 سنة لتجارته في المخدرات.
أما نائب النقوط « خليفة على حسنين » فكان نائباً عن الحزب الوطني بمجلس الشعب أيضاً، ودخل السجن بعد أن صدم فتاة كان « يعاكسها » بسيارته.
عفواً عزيزي القارئ.. لا تتخيل أننا ننقل لك صفحات من دفاتر مصلحة السجون أو أننا نتحدث عن « شلضم » و« أبوشفة » رؤساء العصابات في الأفلام، نحن لانزال نتحدث عن نواب الحزب الوطنى المنحل الذين عادوا اليوم يبحثون عن دور لهم فى مرحلة ما بعد مبارك الذى اطاحت به الثورة ، وترشحوا للانتخابات فى مجتمع لفظهم ، وسيادة طبقت عليهم قانون الغدر!
أن الحزب البائد الذى يطل أعضائه من جديد للعودة إلى الساحة رغم حملة التطهير التى قادتها ثورة يناير لم يكن يملك غير نواب قروض ونواب سميحة ونواب سب الدين تحت قبة البرلمان وتهريب الهواتف المحمولة لذلك طبيعي جداً أن ترفضهم الجماهيروتطلق عليهم لقب فلول وتطاردهم اينما ذهبوا، وفى أختيارهم خيانه عظمى للثورة والشباب ودماء الشهداء التى لم تجف بعد ،ونحن بدورنا لن نتقاعس عن كشف اللاعيبهم وفضح فسادهم حتى وان هربوا لاحزاب وهمية ، خاصة وان انتخابات الشعب والشورى تشهد زحفا لهم وتسلل فى الخفاء معتقدين ان لهم شعبية يمكن ان تعيدهم من جديد الى مقاعد البرلمان ، ونسوا ان مقاعدهم كانت محجوزه لهم بالتزوير والرشوة وشراء الذمم والمحسوبية!!
كل ما سبق يدفعنا للتمسك بالمعايير الجديدة للاختيار ، فى مقدمتها النزاهة ونظافة اليد ، والتفاني في خدمة الوطن .. بالإضافة إلي العلاقات الاجتماعية للمرشح داخل دائرته علاوة على قدراته الفاعلة لخدمة الدائرة.
قرشك يفتح لك الطريق
ربما تكون هذه هي الجملة التي استخدمها المصريون كثيرًا في حياتهم اليومية وهى مسجلة للحزب الوطنى المنحل الذى كان يستخدم هذه الجملة «المأثورة» في بعض اختياراته للترشيح في مجلس الشعب والشوري، وطبعًا ليس سرًا أن تعلم أن مجلس الشعب السابق كان به أكثر من 60 رجل أعمال ينتمون جميعًا للحزب الوطني المنحل !! ، لذلك فليس هناك مبالغة إذا قلنا إن المال جزء من أسباب اختيار عدد من مرشحى الحزب المنحل فى الانتخابات الماضية سواء فى مجلس الشعب أو الشورى.
وبالتأكيد كانت أحد المعايير المهمة التي يعتمد عليها الحزب الوطنى المنحل فى الاختيار هى ما سماه « العلاقة القائمة علي المصالح وتزاوج رأس المال بالسلطة دون أي معايير سياسية واضحة » ولا غرابه ان يفتقد مرشحى الحزب المنحل أى شعبية أو مصداقية حقيقية في دوائرهم وفى أوساط الجماهير المصرية!
وحذارى عزيزى المواطن من ان يلعب فلول الوطنى المنحل على الظروف الاجتماعية للمواطنين البسطاء والمحتاجين بشراء أصواتهم ، مهما بلغ المقابل !! فما وصل اليه حال المواطن وسوء معيشته وإضمحلال احواله من صنع هؤلاء الذين يريدون شراء الذمم ليزداد الحال سوءا ويحبطون الثورة ومكاسبها العظيمة.
وليكن شعارك فى الايام القادمه لمواجهة الفلول : ( قرشك حرام فى عهد ينشد الخيروالحلال ) وهو أقوى وأعظم من شعارهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

معرض الصور


من البداية