في دنيا التمثيل هو صانع البهجة، قناص الضحكة والإبتسامة، عفريت الشقاوة والمرح الممزوجة بروح الفكاهة وخفة الظل، ومايسترو الأداء السهل الممتنع.
أحمد حلمي .. الكوميديان الأول حتى اشعار آخر، كل ما يشغله هو أن يكون فناناً متميزاً ومختلفاً.
ومن أجل عيون هذا الإختلاف لا يتوقف أحمد حلمي عن المغامرة، يلقي بكل أوراق نجاحاته الفنية على مائدة السينما فهو المغامر الذي يعشق كسر المتداول والمألوف والمتعارف عليه وتقديم كل ما هو جديد.
لكن يا ترى هل تبتسم "بلية" الحظ من جديد لعبقري الضحك أحمد حلمي ويفجر كالعادة رقماً قياسياً في حصالة الإيرادات بعد أن حجز لنفسه مكاناً في قطار العرض السينمائي خلال عيد الأضحى عبر أحدث أفلامه "بلبل حيران"..؟!
وإذا كان أحمد حلمي قد كسب الرهان طوال الأعوام الخمسة الماضية ونجح في إثبات قدراته كممثل جوكر يستطيع تقمص كل أنماط الشخصيات سواء كانت داخل أو خارج نطاق الكوميديا حتى ولو كان عبر أفلام ذات رؤي فلسفية مثلما هو الحال في فيلمي "آسف على الإزعاج" و"ألف مبروك" ثم أطروحات سياسية كما هو في "عسل إسود" فها يواصل الزحف مرة أخرى لكن في إتجاه مغاير ويسعى جاهداً إلى تحقيق مفردات المعادلة الصعبة في كوميديا عصرية تحمل البسمة والفكرة معاً من خلال شخصية شاب يقع في غرام ثلاث فتيات في آن واحد ويتقدم لخطبتهم في نفس الوقت لكن ينقلب السحر على الساحر وتتحول حياته إلى جحيم بعد أن يصبح ضحية كيد النساء للإنتقام منه على خداعه لهن.
حدوتة الفيلم وإن تبدو في ظاهرها كوميدية مضحكة لكن تصريحات حلمي الأخيرة أكدت أن مضمون الفيلم مغموساً في الواقعية إلى حد كبير ويطرح رسالة هادفة كما يحاول أن يلامس بعضاً من مشاكل الشباب وأحلامهم وتطلعاتهم فهو يسعى عبر شخصيته التي يجسدها خلال الفيلم للارتباط بإنسانة خالية من الأخطاء والعيوب لكنه يكتشف وجه الحقيقة، فليس هناك أحد مثالي مائة بالمائة، ولا يوجد إنسان من نحو "تفصيل على مزاجك"، وهو ما يعني أن حلمي قرر أيضاً هذه المرة أن يقتحم الجمهور في عقر مشاعرهم وأحاسيسهم ويدلف إلى عوالم تثير الشجن والسخرية والضحك في آن واحد.
الجميع يعلم أن حلمي لا ينظر تحت قدميه مثل بعض أقرانه من نجوم الكوميديا ولا يعنيه تقديم فقاعات ضاحكة وفواصل مزاح بقدر ما يعنيه صناعة تاريخه كممثل لأنه بذكاءه الفني وحسه الفطري يدرك تماماً أن هناك فرقاً شاسعاً بين التمثيل والتهريج ومن ثم يأتي إعتماده على الخلطة السرية والتوليفة الحلمية مكتملة العناصر والمكونات والمقادير التي لا يعلمها سواه في أعماله السينمائية الأخيرة بمثابة حجر الزاوية لتدشين عملاً جديداً على أعمدة فكرة قوية وجذابة يتوقع الكثيرون ألا يكون أقل مستوى من سابقيه.
اللافت أيضاً أنه رغم هذا الزخم في عدد الأفلام التي تخوض غمار ماراثون العيد السينمائي ثم إجازة منتصف العام لكن يظل الجميع يترقب عرض فيلم أحمد حلمي على وجه الخصوص فهو بمثابة الحصان الأسود فيما يتعلق بالإيرادات والإقبال الجماهيري لأسباب مختلفة..
فالملاحظ أن الأزمة المالية والظروف الإقتصادية الصعبة والمتردية قد جعلت الغالبية العظمى من جمهور السينما في حالة إحجام عن الذهاب إلى دور العرض السينمائي، وأصبح ثمن تذكرة السينما حلماً بعيد المنال للبعض لاسيما بالنسبة للأسر متوسطة الدخل التي كانت تشكل النسبة الأكبر من مرتادي دور السينما والتي لم تعد على نفس المقدرة الإقتصادية فيما يتعلق بارتياد السينما بشكل منتظم، وبالتالي فإن الأغلبية عادة تفضل الجلوس على مقاعد الإنتظار لحين طرح فيلم أحمد حلمي أياً كان الموسم كي تضمن أنها سوف تحصل على جرعة ضحك مناسبة وفناً راقياً وهادفاً بعيداً عن الإبتذال بأقل تكلفة ممكنة.
وبينما تتوارى الإبتسامة في ظل هذا الطوفان الهادر من مشاهد العنف والقتل والمجازر الدموية فضلاً عن جرعات النكد عالية التركيز، وكلها تشكل إحدى السمات والملامح الأساسية للكثير من الأفلام في الوقت الحاضر تقفز إلى الأذهان على الفور صورة أحمد حلمي ليبدو بمثابة شعاع الأمل الذي يترقب الجميع أن يمنحنا صك الترحال إلى دنيا الضحك خصوصاً مع ازدياد ظاهرة انحسار معدل الضحكات داخل قاعات السينما.
لهذا كله لم يكن مستغرباً بأي حال أن غالبية المؤشرات كانت ترجح كفة التحدي لصالح أفلام الكوميديا باعتبار أنها سوف تكون فرس الرهان الرابح ابتداءً من هذا الموسم، وبالفعل لم تخب توقعات النقاد وصناع السينما وقرر الغالبية العظمى من النجوم طلب حق اللجوء إلى مملكة الكوميديا مرة أخرى في أفلامهم الحالية أمثال "زهايمر" لعادل إمام، "ابن القنصل" لأحمد السقا، "365 يوم حب" لأحمد عز، "فاصل ونواصل" لكريم عبد العزيز، "محترم إلا ربع"لمحمد رجب، "سعيد حركات" لطلعت زكريا، وهو ما يعني أن حلمي سوف يخوض ماراثون السباق السينمائي خلال عيد الأضحى أو جولة التحدى ان صح التعبير - في مواجهة مباشرة مع كل هؤلاء دفعة واحدة حتى ولو كان ذلك في ظل ابتعاد منافسيه التقليديين محمد سعد، محمد هنيدي، وأحمد مكي عن حلبة المنافسة لاسيما مكي الذي ظل نداً قوياً وشرساً لحلمي على مدار المواسم الثلاثة السابقة.
وإذا وضعنا بعين الإعتبار أن عادل إمام يواجه منذ آخر أفلامه "بوبوس" حملات ضارية من الهجوم الشرس والإنتقادات الحادة جراء إحتواء أفلامه على جرعات عالية من المشاهد المفعمة بالسخونة والإثارة وكذلك الألفاظ والإيفيهات ذات الإيحاءات الجنسية وكذلك هو الحال بالنسبة لمحمد رجب بعد أن امتلأت تريللرات وبروموهات فيلمه "محترم إلا ربع" بالمشاهد الفاضحة وهو ما يجعل أحمد حلمي يحظى بمعدل فرص أكبر في إثبات وجوده على ساحة الكوميديا المحترمة الراقية ولم لا فهو "صديق العيلة" الذي يستحوذ على ثقة جميع أفراد الأسرة صغاراً وكباراً بلا ألفاظ خادشة أو ابتذال مسف.
المثير أيضاً أنه في واحد من أعنف المواسم السينمائية وأكثرها سخونة قرر حلمي الإبتعاد قليلاً عن سياسة الإستعانة بالوجوه الجديدة لمشاركته في بطولة الفيلم ووقع اختياره على ثلاث بطلات دفعة واحدة من بين الأسماء المعروفة في دنيا الفن هن زينة وشيري عادل وإيمي سمير غانم.
وبالفعل أثارت اختيارات حلمي لبطلات فيلمه خطوطاً عريضة من التساؤلات وعلامات الإستفهام حول نوايا وأهداف أحمد حلمي نفسه فهل هو نوع من الذكاء والدهاء الفني على اعتبار أن الأسماء اللامعة والوجوه المعروفة تجعل عنصر المجازفة أقل في هذا الموسم المحتدم أم هو نوع من الثقة والجرأة الزائدة كي يبرهن على حجم قدراته وإمكانياته الفنية حتى ولو كانت البطلات أمامه يتمتعن باللياقة والخبرة التمثيلية.
وأخيراً.. بات السؤال هل ينجح حلمي في سحب الجمهور إلى منطقة جديدة غير متوقعة تكون بمثابة عنصر مفاجأة سينمائية مثلما اعتاد في سلسة أفلامه الأخيرة لاسيما مع توالي طرح الأفيشات التشويقية للفيلم والتي تشي بأن نجمه المفضل لن يخذله وسيقدم له فيلما فنياً سينمائياً جيداً..؟!
أحمد حلمي .. الكوميديان الأول حتى اشعار آخر، كل ما يشغله هو أن يكون فناناً متميزاً ومختلفاً.
ومن أجل عيون هذا الإختلاف لا يتوقف أحمد حلمي عن المغامرة، يلقي بكل أوراق نجاحاته الفنية على مائدة السينما فهو المغامر الذي يعشق كسر المتداول والمألوف والمتعارف عليه وتقديم كل ما هو جديد.
لكن يا ترى هل تبتسم "بلية" الحظ من جديد لعبقري الضحك أحمد حلمي ويفجر كالعادة رقماً قياسياً في حصالة الإيرادات بعد أن حجز لنفسه مكاناً في قطار العرض السينمائي خلال عيد الأضحى عبر أحدث أفلامه "بلبل حيران"..؟!
وإذا كان أحمد حلمي قد كسب الرهان طوال الأعوام الخمسة الماضية ونجح في إثبات قدراته كممثل جوكر يستطيع تقمص كل أنماط الشخصيات سواء كانت داخل أو خارج نطاق الكوميديا حتى ولو كان عبر أفلام ذات رؤي فلسفية مثلما هو الحال في فيلمي "آسف على الإزعاج" و"ألف مبروك" ثم أطروحات سياسية كما هو في "عسل إسود" فها يواصل الزحف مرة أخرى لكن في إتجاه مغاير ويسعى جاهداً إلى تحقيق مفردات المعادلة الصعبة في كوميديا عصرية تحمل البسمة والفكرة معاً من خلال شخصية شاب يقع في غرام ثلاث فتيات في آن واحد ويتقدم لخطبتهم في نفس الوقت لكن ينقلب السحر على الساحر وتتحول حياته إلى جحيم بعد أن يصبح ضحية كيد النساء للإنتقام منه على خداعه لهن.
حدوتة الفيلم وإن تبدو في ظاهرها كوميدية مضحكة لكن تصريحات حلمي الأخيرة أكدت أن مضمون الفيلم مغموساً في الواقعية إلى حد كبير ويطرح رسالة هادفة كما يحاول أن يلامس بعضاً من مشاكل الشباب وأحلامهم وتطلعاتهم فهو يسعى عبر شخصيته التي يجسدها خلال الفيلم للارتباط بإنسانة خالية من الأخطاء والعيوب لكنه يكتشف وجه الحقيقة، فليس هناك أحد مثالي مائة بالمائة، ولا يوجد إنسان من نحو "تفصيل على مزاجك"، وهو ما يعني أن حلمي قرر أيضاً هذه المرة أن يقتحم الجمهور في عقر مشاعرهم وأحاسيسهم ويدلف إلى عوالم تثير الشجن والسخرية والضحك في آن واحد.
الجميع يعلم أن حلمي لا ينظر تحت قدميه مثل بعض أقرانه من نجوم الكوميديا ولا يعنيه تقديم فقاعات ضاحكة وفواصل مزاح بقدر ما يعنيه صناعة تاريخه كممثل لأنه بذكاءه الفني وحسه الفطري يدرك تماماً أن هناك فرقاً شاسعاً بين التمثيل والتهريج ومن ثم يأتي إعتماده على الخلطة السرية والتوليفة الحلمية مكتملة العناصر والمكونات والمقادير التي لا يعلمها سواه في أعماله السينمائية الأخيرة بمثابة حجر الزاوية لتدشين عملاً جديداً على أعمدة فكرة قوية وجذابة يتوقع الكثيرون ألا يكون أقل مستوى من سابقيه.
اللافت أيضاً أنه رغم هذا الزخم في عدد الأفلام التي تخوض غمار ماراثون العيد السينمائي ثم إجازة منتصف العام لكن يظل الجميع يترقب عرض فيلم أحمد حلمي على وجه الخصوص فهو بمثابة الحصان الأسود فيما يتعلق بالإيرادات والإقبال الجماهيري لأسباب مختلفة..
فالملاحظ أن الأزمة المالية والظروف الإقتصادية الصعبة والمتردية قد جعلت الغالبية العظمى من جمهور السينما في حالة إحجام عن الذهاب إلى دور العرض السينمائي، وأصبح ثمن تذكرة السينما حلماً بعيد المنال للبعض لاسيما بالنسبة للأسر متوسطة الدخل التي كانت تشكل النسبة الأكبر من مرتادي دور السينما والتي لم تعد على نفس المقدرة الإقتصادية فيما يتعلق بارتياد السينما بشكل منتظم، وبالتالي فإن الأغلبية عادة تفضل الجلوس على مقاعد الإنتظار لحين طرح فيلم أحمد حلمي أياً كان الموسم كي تضمن أنها سوف تحصل على جرعة ضحك مناسبة وفناً راقياً وهادفاً بعيداً عن الإبتذال بأقل تكلفة ممكنة.
وبينما تتوارى الإبتسامة في ظل هذا الطوفان الهادر من مشاهد العنف والقتل والمجازر الدموية فضلاً عن جرعات النكد عالية التركيز، وكلها تشكل إحدى السمات والملامح الأساسية للكثير من الأفلام في الوقت الحاضر تقفز إلى الأذهان على الفور صورة أحمد حلمي ليبدو بمثابة شعاع الأمل الذي يترقب الجميع أن يمنحنا صك الترحال إلى دنيا الضحك خصوصاً مع ازدياد ظاهرة انحسار معدل الضحكات داخل قاعات السينما.
لهذا كله لم يكن مستغرباً بأي حال أن غالبية المؤشرات كانت ترجح كفة التحدي لصالح أفلام الكوميديا باعتبار أنها سوف تكون فرس الرهان الرابح ابتداءً من هذا الموسم، وبالفعل لم تخب توقعات النقاد وصناع السينما وقرر الغالبية العظمى من النجوم طلب حق اللجوء إلى مملكة الكوميديا مرة أخرى في أفلامهم الحالية أمثال "زهايمر" لعادل إمام، "ابن القنصل" لأحمد السقا، "365 يوم حب" لأحمد عز، "فاصل ونواصل" لكريم عبد العزيز، "محترم إلا ربع"لمحمد رجب، "سعيد حركات" لطلعت زكريا، وهو ما يعني أن حلمي سوف يخوض ماراثون السباق السينمائي خلال عيد الأضحى أو جولة التحدى ان صح التعبير - في مواجهة مباشرة مع كل هؤلاء دفعة واحدة حتى ولو كان ذلك في ظل ابتعاد منافسيه التقليديين محمد سعد، محمد هنيدي، وأحمد مكي عن حلبة المنافسة لاسيما مكي الذي ظل نداً قوياً وشرساً لحلمي على مدار المواسم الثلاثة السابقة.
وإذا وضعنا بعين الإعتبار أن عادل إمام يواجه منذ آخر أفلامه "بوبوس" حملات ضارية من الهجوم الشرس والإنتقادات الحادة جراء إحتواء أفلامه على جرعات عالية من المشاهد المفعمة بالسخونة والإثارة وكذلك الألفاظ والإيفيهات ذات الإيحاءات الجنسية وكذلك هو الحال بالنسبة لمحمد رجب بعد أن امتلأت تريللرات وبروموهات فيلمه "محترم إلا ربع" بالمشاهد الفاضحة وهو ما يجعل أحمد حلمي يحظى بمعدل فرص أكبر في إثبات وجوده على ساحة الكوميديا المحترمة الراقية ولم لا فهو "صديق العيلة" الذي يستحوذ على ثقة جميع أفراد الأسرة صغاراً وكباراً بلا ألفاظ خادشة أو ابتذال مسف.
المثير أيضاً أنه في واحد من أعنف المواسم السينمائية وأكثرها سخونة قرر حلمي الإبتعاد قليلاً عن سياسة الإستعانة بالوجوه الجديدة لمشاركته في بطولة الفيلم ووقع اختياره على ثلاث بطلات دفعة واحدة من بين الأسماء المعروفة في دنيا الفن هن زينة وشيري عادل وإيمي سمير غانم.
وبالفعل أثارت اختيارات حلمي لبطلات فيلمه خطوطاً عريضة من التساؤلات وعلامات الإستفهام حول نوايا وأهداف أحمد حلمي نفسه فهل هو نوع من الذكاء والدهاء الفني على اعتبار أن الأسماء اللامعة والوجوه المعروفة تجعل عنصر المجازفة أقل في هذا الموسم المحتدم أم هو نوع من الثقة والجرأة الزائدة كي يبرهن على حجم قدراته وإمكانياته الفنية حتى ولو كانت البطلات أمامه يتمتعن باللياقة والخبرة التمثيلية.
وأخيراً.. بات السؤال هل ينجح حلمي في سحب الجمهور إلى منطقة جديدة غير متوقعة تكون بمثابة عنصر مفاجأة سينمائية مثلما اعتاد في سلسة أفلامه الأخيرة لاسيما مع توالي طرح الأفيشات التشويقية للفيلم والتي تشي بأن نجمه المفضل لن يخذله وسيقدم له فيلما فنياً سينمائياً جيداً..؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق