أخبار الجزيرة المصورة

03 نوفمبر 2010

الشيخة صفاء ساحرة الزواج والطلاق





رفضت استقبال المصريين واعتمدت على العرب





حققت شهرة سريعة، وحددت هدفها جيداً، وهو السيدات الثريات من راغبات في الزواج أو الطلاق، وفي سنوات قليلة ذاع صيت «الشيخة صفاء» أشهر ساحرة زواج وطلاق، كما أطلقوا عليها!
أقامت لنفسها موقعاً على شبكة الإنترنت، وبدأت تستقبل مئات الرسائل وترد عليها، وتحدد مواعيد للسيدات صاحبات المشكلات الزوجية، زواج، طلاق، عنوسة، كانت "صفاء" تحمل في جعبتها حلولاً لكل هذه المشكلات، حتى كان سقوطها الذي كشف أسرارها، فما هي تفاصيل قصة ساحرة الزواج والطلاق؟
واجهت الساحرة الشهيرة مفاجأة غير سارة، حينما كانت في جلسة مع إحدى سيدات الأعمال العربيات، وفجأة وجدت نفسها في مواجهة الشرطة، ظهر الغضب على وجه سيدة الأعمال العربية، التي قطعت آلاف الأميال حتى تلتقي صفاء، لكن اللقاء لم يكتمل!.
استشاطت السيدة الثرية غضباً وهي تواجه رجال المباحث، الذين اقتحموا وكر «الشيخة صفاء»، ألقوا القبض عليها، وبدأوا يفتشون كل مكان في المنزل، وصرخت سيدة الأعمال الخليجية قائلة:
لماذا تلقون القبض على هذه السيدة الكريمة، أنا متأكدة من أنها لم تفعل أي شيء تستحق عليه العقوبة، كلنا جئنا إليها بكامل إرادتنا، وشهرتها دفعتنا للبحث عن موعد سريع عندها!
لم يكن لكلمات سيدة الأعمال أي تأثير على عمل رجال المباحث، الذين انهمكوا في تفتيش الوكر، وجمع الكتب الصفراء، والمباخر، والأدوات التي كانت تستخدمها الساحرة في عملها.
توقف ضابط المباحث عند جهاز الكمبيوتر المحمول، الذي تضعه "الشيخة صفاء" أمامها وهو يحمل موقعها الإلكتروني وصورتها، ورسائل زبائنها، التي تحمل الإشادة بها. أشار ضابط المباحث لرجاله، الذين وضعوا الكمبيوتر المحمول ضمن أحراز القضية، في الوقت نفسه التزمت «صفاء» الصمت التام الممزوج بالذهول، وكأنها لا تصدق ما يحدث في منزلها.

شريط الذكريات
طوال الطريق إلى قسم الشرطة، دار شريط الذكريات في عقل "الشيخة صفاء"، التي ظنت في لحظة ما أنها استطاعت أن تؤمِّن نفسها، فهي التزمت بكل معايير الحرص، والسرية المطلقة في عملها، رفضت أن تستقبل زبائن مصريين، كانت تقرأ حكايات الساحرات، اللاتي تم القبض عليهن، بعد أن تمكنت المباحث من تجنيد إحدى الزبونات، ولهذا السبب قررت صفاء أن تكون أكثر حرصاً من هؤلاء، كانت تريد أن تحافظ على المكاسب، التي حققتها طوال خمس سنوات، قضتها في هذا العالم، الذي يحمل مرادفات غريبة. لم تكن صفاء مثل المئات من العاملات في هذا المجال، فهي متعلّمة، مثقفة، مطلعة، وشديدة الذكاء في التعامل مع الآخرين، وربما كانت تمتلك بالفعل صفات خارقة، لأنها تستطيع أن تعرف بماذا يفكر الإنسان، حينما تنظر بعمق في عينيه، لأن نظرتها كانت ثاقبة. كانت البداية، قبل شهور، حينما تلقّى ضابط مباحث السادس من أكتوبر معلومة من أحد سائقي التاكسي، تؤكد أن هناك سيدة بمدينة كرداسة تعمل في السحر، وتستقبل زبائن من معظم الدول العربية، يأتين إليها خصيصاً.
اهتم ضابط المباحث بهذه المعلومة، وبدأ يضع الساحرة تحت المراقبة، وتوالت المفاجآت، التحريات أكدت أن السيدة تدعى صفاء وهي في منتصف العقد الرابع من عمرها، جاءت قبل أربع سنوات إلى مدينة كرداسة السياحية، تستأجر شقة لتعيش فيها بمفردها.
المعلومات، التي حصل عليها رئيس المباحث، أكدت أن صفاء احترفت السحر، وبدأت تستهدف السائحات العربيات، وأنشأت لنفسها موقعاً على شبكة الإنترنت، ونشرت فيه معلومات عن نشاطها.
أكدت أنها مستعدة لاستقبال رسائل النساء، اللاتي يعانين من مشكلات، وأضافت أنها لا تتعامل سوى مع النساء، وأبدت مهارتها في فك الأسحار للعوانس، وإعادة الأزواج الجامحين، وعودة الحب الضائع بين الأزواج.
انهالت الرسائل على موقعها الإلكتروني، وكلها كانت تحكي مشكلات سيدات ثريات يعشن في الخليج، وبعض الدول العربية، وتلقت رسائل من سيدات عربيات يعشن في أوروبا، كلهن يرغبن في حل مشاكلهن، وألح بعضهن على «صفاء» للحصول على موعد قريب في القاهرة، لإجراء لقاء مباشر معها. تركت صفاء رقم هاتفها المحمول، الذي كانت السكرتيرة الخاصة بها تتلقى عليه مكالماتها لتحديد مواعيد الجلسات مع السيدات العربيات!

قطار الزواج
التحريات أكدت أن «صفاء» تتقاضى أموالاً باهظة، وكلها بالعملة الأجنبية، وتقبل الهدايا الفاخرة. وبعدما تم اقتيادها إلى النيابة للإدلاء بأقوالها، طلبت الساحرة شهادة السيدة الثرية، التي كانت في جلسة معها لحظة القبض عليها.
وأكدت تلك السيدة أن ابنتها فاتها قطار الزواج، وأحضرتها إلى «الشيخة صفاء»، التي ذاع صيتها، وأوضحت أنها تعرفت على «الشيخة» عن طريق شبكة الإنترنت، وسألت عنها بعض صديقاتها، اللاتي جئن إلى القاهرة للحصول على وصفات، ومنهن صديقة تركها زوجها.
لكن «صفاء» نجحت في إعادته إلى منزله، بعدما صمم على تطليق زوجته، ولم تتوقف بركات «الشيخة» عند هذا الحد، لكنها ساعدت ابنة صديقتها على الزواج من جارها، الذي تحبه رغم أنه لم يكن يشعر نحوها بأي أحاسيس، لكن جلسات «الشيخة» كان لها مفعول السحر.
اعترفت السيدة الثرية بأن «الشيخة» تحصل على ألف دولار في الجلسة الواحدة، وأكدت التحريات أن «صفاء» اشترت فيللا فاخرة بعائد أموال السحر، وكذلك امتلكت أكثر من سيارة، وأرصدة في البنوك.

اعترافات
أمام النيابة اعترفت الشيخة صفاء قائلة: لم أرغم أي شخص على المجيء إلى منزلي، شهرتي في هذا المجال، وصدقي في التعامل مع زبائني، دفعاهن إلى تصديقي، وعملي كله ينصبّ في جانب الخير، فلم يحدث أنني أصبت أي شخص بالضرر.
وأكملت: أحظى بقدرات روحانية يدعمها العلم الذي درسته في معاهد متخصّصة، وأبحرت عبر شبكة الإنترنت لأقرأ المزيد في علوم الروحانيات، التي أرفض تسميتها «دجلاً»، وأصبحت متخصّصة، وأنافس أي شخص في هذا المجال.
قررت النيابة مصادرة الأموال، التي تم العثور عليها مع الساحرة، وكذلك الأحراز من الجماجم، والبخور، والكتب الصفراء، وتم اتهامها بالنصب والدجل والشعوذة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

معرض الصور


من البداية