أخبار الجزيرة المصورة

09 ديسمبر 2011

أزمة البوتاجاز .. أزمة ضمير، وأزمة فساد متفش بالوطن


كتب ــ إبــراهيـــم حشـــاد :
في وقت لا يزال فيه الغاز المصري يتدفق إلى "إسرائيل"، ويباع إليها برخص التراب، يصطف أبناء شعبنا العظيم، في طوابير طويلة على امتداد الوطن؛ لكي يحصلوا على أنبوبة بوتاجاز، يطهون من خلالها طعام صغارهم.
ووصل الأمر إلى سقوط ضحايا، إثر التدافع على تلك الأنابيب والاستحواذ على واحدة منها؛ حيث قفز سعر أنبوبة البوتاجاز في السوق السوداء إلى 75جنيها.
وقد تسبب نقص البوتاجاز في خروج الناس في حركات عصيان مدني واحتجاجات واسعة، من خلالها قطعوا الطرق وخطوط السكك الحديدية، وتظاهروا هنا وهناك طلبا لتك الأنابيب الشحيحة، والتي باتت القري تعتمد عليها قبيل المدن، وهو ما أدى لتدخل المحافظين، والمسئولين التنفيذيين؛ لاحتواء انتفاضة أنابيب البوتاجاز.
وأنبوبة البوتاجاز تبيعها وزارة البترول للمستودعات بأقل من أربعة جنيهات، إلا أن أصحاب المستودعات، أو المشرفين عليها، يمنحون تلك الأنابيب للبلطجية وأرباب السوابق، والذين يقومون بدورهم ببيعها في الأسواق السوداء بأسعار فاقت عشرة أضعاف ثمنها.
كل ذلك والأجهزة الرقابية نائمة، وعناصر الشرطة والأمن متفرغة لقتل ثوار التحرير، ومطاردتهم والاعتداء عليهم، وإرهاب الشرفاء.
وقد بدأت تجربة نحسبها جيدة في عدة محافظات تستهدف توصيل الغاز الطبيعي إلى قمائن ومصانع الطوب، التي تستهلك كميات كبيرة من البوتاجاز، في محاولة من المسئولين التنفيذيين لتوفير أنابيب البوتاجاز للمنازل.
وفي ظل شح تام لأنابيب الغاز بدسوق على سبيل المثال، فوجئنا برجال التموين يشرفون على توزيع أنابيب البوتاجاز بسعر خمسة جنيها للأنبوبة الواحدة، ومثل هذا السلوك الجيد من قبل رجال التموين بلا شك يقرب أبناءها إلى قلوب المسئولين.
ونتمنى أن يتواصل دور رجال الشرطة فى هذه الازمة ، لأن جهاز الشرطة يهمنا، ونريد الناس أن تشعر بالفعل أن هذا الجهاز عاد ليؤدي دوره في خدمة الشعب، وليس سحله وتعذيبه وإهدار حرياته وكرامته.
إن أزمة البوتاجاز في تقديري لا تعود إلى نقص في إمدادات  يتم التغلب عليه من فترة إلى أخرى، وإنما أزمة ضمير، وأزمة فساد متفش بالوطن، وأزمة أجهزة رقابية لا تؤدي دورها، ولكي يتم القضاء على تلك الأزمة يتوجب أن تفعل مبادئ ثورة 25 يناير المجيدة، ويطهر الوطن من الفساد.
كما أن الحكومة مدعوة أن توقف تصدير الغاز لإسرائيل، وأن تمد أنابيبه إلى المنازل المصرية من أجل سد النقص في الاحتياجات المحلية، بدلا من ترك الناس عرضة للابتزاز والإرهاب والبلطجة، وتركهم للمفسدين، ومصاصي دماء الشعب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

معرض الصور


من البداية