كشف محمود صبرة الذي عمل مديرا عاما في مكتب الرئيس السابق أن مصر تشهد منذ عام 1997 عملية جهنمية لتوريث الحكم في مصر.
وقال : لقد رأيت بعيني اغرب عملية في حياتي وهي عملية صناعة رئيس الجمهورية.
رأيت جمال مبارك يتم إعداده شخصيا لكي يتولى رئاسة مصر، وكانت البداية باطلاعه على تقرير المعلومات الذي يعده مكتب الرئيس، تماما كما لو كان رئيسا، ثم تطور الأمر فتدخل جمال في عمل مكتب الرئيس، فكان يطلب أشياء معينة ثم كان يراجع خطابات الرئيس، وبعد أن تحقق كل ذلك بدأ جمال يبسط نفوذه على الحكومة والبرلمان والحزب الحاكم والأجهزة الأمنية ، فحكومة احمد نظيف اختارها بالكامل جمال مبارك، وبرلمان 2005 اختار جمال حوالى سبعين في المائة من أعضائه، أما برلمان 2010 فاختار جمال بنسبة مائة في المائة، كما سيطر على الحزب الوطني تماما، والأجهزة الأمنية كانت مخلصة للرئيس مبارك ونجله.
وهكذا صار الطريق ممهدا تماما أمام جمال لتولي رئاسة مصر، ومبارك نفسه ترك لجمال الحبل على الغارب .
وأضاف محمود صبرة : خلال السنوات الخمس الأخيرة كان مبارك يقضي حوالى ثلاثمائة يوم في شرم الشيخ وترك إدارة الدولة.
والحقيقة أن شخصية مبارك كانت غريبة جدا ، باختصار من يتابع تاريخ هذا الرجل سيكتشف بسهولة أن مبارك شخصان وليس شخصا واحدا، فلقد كان شخصا جيدا ولكنه صار شخصا سيئا.
وأشار صبرة الى أنه منذ عام 1993 ابتعد مبارك عن ممارسة ما يفترض أن يقوم به في حكم البلاد وأحاط نفسه بمساعدين فاسدين وابتعد عن مقر الحكم في القاهرة وصار يقضي اغلب الوقت في شرم الشيخ ، تحول من رئيس جمهورية واعد في بداية عهده الى فرعون يستعلي على أعوانه ويسخر منهم ويتشبث بالسلطة الى أقصى مدى ويفتقد للأحاسيس الوجدانية الدافئة، وما كان يتم نشره عن قراءة الرئيس لشكوى مواطن هنا او هناك كان فبركة وامرا غير صحيح، فبحكم عملي في مكتب الرئيس لمدة 18 عاما أؤكد أن الرئيس لم يكن يقرأ أي شكاوى، وكل ما قيل عن قراءته للشكاوى وإصداره أوامر بعلاج فلان أو علان على نفقة الدولة، كل هذا كان ألاعيب ممن يحيطون بمبارك ليظهروه بمظهر بعيد تماما عن حقيقته ، لان مبارك لا يحب القراءة ولا يحب التفاصيل، واستطيع أن أؤكد انه يستهين بالآخرين كثيرا وهذا طبع فيه وكان دائما يأخذ النصف الفارغ من الديمقراطية وهو حرية الكلام أي انه كان يؤمن بطريقة " دعهم يتحدثون ولكني لن اسمع لهم".
وكشف صبرة أن مبارك كان يتلذذ بنقده ، نعم طالما كان بعيدا عنه هو وأولاده وزوجته وغير ذلك كان لا يهمه أي نقد حتى انه كان ممنوعا علينا في مكتب الرئيس أن ننقل أي شيء من صحف المعارضة جميعا، وسمعت ذات مرة أنه زار سيناء وقال له احد البدو أن حال سيناء أثناء الاحتلال الإسرائيلي أفضل من حالها بعد التحرير، وهذه العبارة أغضبت مبارك جدا وثار وعنف المحافظ ووصلت أنباء أن مبارك ضرب المحافظ بالشلوت.
وقال المدير السابق لمكتب رئيس الجمهورية أن جمال مبارك كان يعدل فى خطابات الرئيس وأن الخدمات التى قدمها زكريا عزمى لـ"علاء" و"جمال" فى شبابهما جعلته يصعد كالصاروخ فى رئاسة الجمهورية، مؤكدا أن ثلاث شخصيات فقط كانت تقول للرئيس مبارك "لا" وهم : الدكتور مصطفى الفقى والدكتور أسامة الباز والدكتور كمال الجنزورى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق