أخبار الجزيرة المصورة

28 فبراير 2012

إبراهيم حشاد يكتب : فى ذكرى الزميل الأستاذ حسنى عبية .. وحشتنا


الموت سبيل كل حي .. فالحياة ثوب مستعار، ولكن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما قال المولى عز وجل: ( إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ).
فما أصعب مثل هذا اليوم الذي ودعنا فيه أغلى إنسان لنا ، إنه الزميل العزيز حسنى حمزه عبية الذى زاملنى فى رحلة عمل لم تكن قصير .. لقد إنضممت الى اسرة تحرير جريدة الملاعب الرياضية فى اوائل التسعينات تحت قيادة الدكتور علاء صادق الناقد الرياضى والاعلامى الاشهر الذى كان يتولى رئاسة تحرير الجريدة ومعه الكابتن فتحى سيد أحمد مدير التحرير الذى كان يتحمل أعباء الجريدة بصير وثقة ، وكان أحد أدوات نجاح الجريدة وانتشارها السريع فى كافة ربوع مصر عندمال أختار كوكبة من المراسلين المنتشرين فى كل مكان فى سائر انحاء الوطن .
وحسنى عبية كان أحد فرسان الجريدة ومراسليها النشطين .. فمنذ ان توليت منصب مساعد مدير التحرير ورئيس قسم المحافظات بالجريدة ادركت تلك الحقيقة ، وجاء تعاملى مع الكابتن حسنى مبنى على تقدير واحترام ، فلم يكن من الكتاب المحترمين فقط بل كان أحد ابرز من يتحلون بقيم واخلاق تربى عليها وتعامل بها مع الجميع فنال احترام وثقة كافة زملائه وامتد ذلك الاحترام والثقة الى جميع مصادره فى الوسط الرياضى .
لم يرفض الكابتن حسنى عبيه ابن شربين ان يكتفى بعملة كمراسلا لشربين وناقدا رياضيا يتابع اخبار ومباريات فريقى شربين ومياه شربين ، بل امتد نشاطه لتغطية مباريات واخبار نادى المنصورة ودخل على مدينة المحلة الكبرى ليغطى انشطة نادى غزل المحلة ، ونادى البلدية يكفاءة عالية .. كان عبية يجد متعة فى الكتابة الى ميدان الرياضة ، وارتبط بعلاقات حب وموده مع كبار صحفييها ومحرريها تلك العلاقات كانت مبنية على الاحترام .
ذهبت معه ذات يوم لعمل ندوة مع الكابتن خالد عيد وكان وقتها نجما فى نادى غزل المحلة ، وهالنى كم المعجبين بالكابتن حسنى سواء من اللاعبين او المدربين ، بل كانت له علاقات مع الجماهير التى احبته واحبت قلمه النظيف غير المغرض .
اشرف اننى عملت مع الكابتن حسنى عدد من الحوارات الصحفية مع العديد من نجوم المحلة والمنصورة وكان يفرد لها بالجريدة صفحتين كاملتين لكل حوار .. كان عبيه نابغة فى كتاباته وفيلسوف فى عرض موضوعاته ، ومنصفا فى طرحه .
وفى مثل هذا اليوم رحل عن دنيانا الزميل العزيز حسنى عبيه !! وما أصعب أن يمحى من خيالنا ، لقد فقدنا أخاً حنوناً صادقاً في محبته لنا مخلصاً في وفائه للجميع.
فقدنا الاحساس الجميل الذى كنت استمتع به عندما كان يتصل بى تليفونيا بالجريدة ليمطرنى بوابل موضوعاته الساخنة كل اسبوع غير ما كان يبعث به عبر البريد  .. فقدت ما يصعب ، بل يستحيل تعويضه ، ويعجز الكلام عن إعطاء الزميل العزيز حسنى عبيه حقه، ولكن ستخلد ذكرى صديقى إن شاء الله تعالى في صحف الأيام.
هذا قليل من كثير كتبته لذلك الرجل الفريد من نوعه في هذا الزمان .. فمهما كتبت فلن أوفيه حقه إلا أنني أرجو المولى عز وجل أن يجازيه عنا خير الجزاء، ويرحمه رحمة واسعة، ويسكنه فسيح جناته .
وما خفف عليّ مصابى انضمام الزميل العزيز حمدى عبية الشقيق الاصغر للفقيد الى اسرة التحرير حتى بعد ان اغلقت جريدة ( ميدان الرياضة)، وقمت بتأسيس جريدة (الملاعب الرياضية) ، كان حمدى عبيه على رأس العاملين بالجريدة معى فلن يقل فى تعامله وفى اخلاقه ونبله وإيثاره عن شقيقه ، فهو خير خلف لافضل سلف ، متعه الله بالصحة والعافية ليبقى سفيرا لعائلة عبية الغنية بالاخلاق والقيم والاصالة.
وفى ذكرى رحيل الاستاذ حسنى عبيه أرجو عفوه ومسامحته لنا على تقصيرنا بحقه ،  ونسأل الله أن يتغمده برضوانه ، ويسكنه فسيح جناته ، وأن يجمعنا به في الجنة ان شاء الله ، وان يلهمنى الله ومحبيه وعائلته الكريمة وأولاده الصبر والسلوان ، إنه خير مجيب.
وأملى من جميع محبيه أن يتفضلوا بالمشاركة وطرح ما في نفوسهم من كلمات تقدير سواء كانت نثراً أو شعراً أو خواطر أو ذكر مواقف معه أو تعديد حسناته ومزاياه  وأن تكون المشاركات فعاله ليبقى الموضوع تخليداً لذكراه العطرة معنا.
أحسن الله عزائكم جميعاً والهمكم الصبر على فراقه
وإِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

معرض الصور


من البداية