أخبار الجزيرة المصورة

25 سبتمبر 2011

نيابة دسوق بدأت التحقيق مع لصوص اثار تل الفراعين جهود مكثفة للقبض على 31 لصا بعد سقوط 4 منهم




بدأت نيابة دسوق تحت إشراف المستشار أحمد مندور المحامى العام الأول لنيابات كفر الشيخ التحقيق مع المتهمين الأربعة الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال هجومهم على تل الفراعين الأثري بمدينة بوتر التابعة لمركز دسوق محاولين سرقة آثاره، فى الوقت الذى تكثف الاجهزه الامنيه جهودها لإلقاء القبض علي بقية المسلحين الذين اقتحموا تل الفراعين التابع لمركز دسوق،  بقيادة العميد سيد سلطان رئيس فرع البحث الجنائي بغرب كفر الشيخ وبناء على تعليمات اللواء محمد خميس مدير أمن كفر الشيخ .
وكانت قوات الأمن قد استطاعت القبض علي أربعه من كفر الشيخ وأسيوط، هم : رأفت عبد العزيز 38 سنه- سائق، والعمري صالح زهير، وهما من مركز الرياض بكفر الشيخ، ومن أسيوط  ، وفتحي خلف حماد 45 سنه مقيم في مركز ساحل سليم، ومحمد إبراهيم غزي 45 سنه مقيم في السادس من أكتوبر.
حرر مركز شرطه دسوق محضرا بالواقعة رقم 2046 إداري قسم دسوق، لتبدأ  النيابة التحقيقات، مع المتهمين الذين تم القبض عليهم، حطي تتمكن من الوصول لبقية المتهمين الذين قد بلغ عددهم 35 مسلحًا.
وكان مخزن آثار “تل الفراعين” بدسوق قد تعرض لهجوم شنه أكثر من 40 مسلحاً وذلك بهدف السرقة والنهب، وتعد هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها المخزن للسرقة منذ 25 يناير الماضي.
حاول أفراد الحراسة التصدي للمسلحين إلا أنهم قاموا بإطلاق النار عليهم مما أسفر عن إصابة عدد من الحراس بإصابات بالغة.
وقال الدكتور محمد عبد المقصود رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحرى والدلتا إن المسلحين استطاعوا كسر أبواب المخزن والعبث بمحتوياته، وقاموا بكسر عدد من الصناديق التى تحتوى على الآثار، وتمكن بعض الحراس والأثريين من القبض على عدد منهم وفر باقي المسلحين. مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة فورية لجرد محتويات المخزن لمعرفة مأتم سرقته من آثار.
ولم يستبعد عبد المقصود وجود عصابات دولية منظمة تستغل الوضع الأمني الحالي بمساعدة بعض تجار الآثار لنهب وسرقة الآثار بشكل منهج ومدبر، خاصة وأن المواقع الأثرية والمتاحف يتم مهاجمتها بشكل يومي ومن قبل أشخاص مسلحين وبأعداد كبيرة .
تقف منطقة “تل الفراعين” في صدارة العديد من المناطق الأثرية في مصر، ليس فقط بما تضمه من تماثيل نادرة ومواقع تاريخية لا يعرفها سوى المتخصصين في هذا المجال، وإنما بما تتمتع به هذه المنطقة من تاريخ موغل في القدم، إذ لا يعرف كثيرون عنها أنها كانت ذات يوم عاصمة مصر السياسية، ومقصد الحكام التي يشدون إليها الرحال من أجل نيل “بركة” آلهتها.
تعرف منطقة “تل الفراعين” في كتب التاريخ المصري القديم باسم مدينة “بوتر القديمة” حيث ظلت هذه المدينة عاصمة لمملكة الشمال على مدى عقود من الزمان، قبل أن يشن عليها “الملك نارمر” هجوماً كاسحاً حتى يتمكن من ضمها إلى مملكة الجنوب، ضمن خطته لتوحيد مصر في العام 32 قبل الميلاد.
 ويشير آثاريون مصريون إلى أن مدينة بوتو القديمة كانت المنطقة التي اختصت بحضانة الطفل “حورس”، بعد أن وضعته أمه “إيزيس” في الجزيرة المجاورة لها وكانت تسمى (أخبيت)، وهي المنطقة التي توجد فيها حاليا قرية شابه التابعة لمركز دسوق، ليكون تحت رعاية وحماية "الآلهة واجت" ربة مدينة بوتو، حتى يكون بعيدا عن بطش عمه "ست".
وتبعد مدينة “بوتو القديمة” عن قرية ابطو التابعة لمركز دسوق بمسافة 24 كيلومترا، وهي تعد واحدة من أهم المزارات السياحية في شمال الدلتا نظرا لما تضمه من آثار نادرة، تروي تفاصيل من الحياة السياسية لعصر ما قبل الأسرات في مصر القديمة، ويقع التل على مساحة 176 فدانا في الشمال الشرقي لمدينة دسوق ، ويتميز باحتوائه على العديد من المواقع الأثرية، ومن أهمها معبد “الآلهة واجت”.
 وكانت “واجت” هي المصدر الوحيد لإضفاء شرعية الحكم، حيث كان يتعين على الملك الجديد أن يذهب إليها لتقديم القرابين، حتى ترضى عنه وتبارك وجوده على قمة السلطة في البلاد.
ويضم ( تل الفراعين)  إلى جانب معبد “الآلهة واجت” أطلالاً لمعابد أخرى لم يستدل بعد على أصحابها، هؤلاء الذين ترقد مومياواتهم في أعماق تلك الجبانة الكبيرة التي تعد من أهم آثار المنطقة، إذ تضم هذه الجبانة آلافا من التوابيت برميلية الشكل فضلا عن توابيت أخرى اتخذت أشكالا غاية في الندرة، عثر على بعضها منقوشا عليها كتابات، توضح طقوس دفن الموتى عند قدماء المصريين، بالإضافة إلى مجموعة تمائم وحلي من تلك التي كانت تستخدم في الزمان الغابر.
وتمتد منطقة المعابد في ( تل الفراعين ) على مساحة تصل إلى تسعة آلاف متر مربع، لكن الآثار يين المصريين لم يكتشفوا من هذه المعابد سوى معبد واحد هو المعبد المخصص لـ “ربة التلة”، بينما تؤكد العديد من الكتابات الأثرية وجود معابد أخرى كثيرة لا تزال مطمورة تحت الرمال الكثيفة للمنطقة.
ويمتد معبد “الآلهة واجت” على مساحة ألف متر مربع تقريباً، وهو محاط بسور من الطين اللبن، ورغم أن المعبد يعود إلى عصر ما قبل الأسرات، إلا أن إضافات أدخلت عليه في عصور تالية ، ويحتوي المعبد على بئرين لا تزالان تمتلئان بالمياه حتى اليوم، يرجح آثاريون أنهما كانتا تستخدمان في عمليات التطهير التي كان ينبغي أن يكون عليها مقدم القرابين للآلهة.
ويضم المعبد عدداً من التماثيل الأثرية من أهمها تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، يرجع لعصر الدولة الحديثة، إلى جانب تمثال وحيد  لـ “الآلهة حور”، فضلاً عن مجموعة من اللوحات النادرة، من أهمها لوحة تصور الملك تحتمس الثالث، وهو يقدم القرابين لـ “الآلهة واجت”.
ويرجع اكتشاف منطقة تل الفراعين إلى عالم الآثار الإنجليزي “بتري” الذي بدأ في عملية مسح شامل للمنطقة منذ العام 1898 وحتى العام ،1910 وقد أسفرت فترة البحث عن العثور على دلائل تؤكد أن المنطقة هي بعينها “بوتو القديمة”.
وتكشف العديد من القطع الأثرية التي عثر عليها في منطقة تل الفراعين أنها كانت عاصمة مصر السياسية في عصر ما قبل الأسرات، حيث كانت مصر تنقسم إلى مملكتين هما مملكة الشمال، ومملكة الجنوب، وقد كانت مدينة “بوتو” هي عاصمة الوجه البحري قبل عصر التوحيد.
شريف حشاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

معرض الصور


من البداية