أخبار الجزيرة المصورة

19 فبراير 2011

حتى فى أوقات الجد
نكات وقفشات المصريين قبل رحيل مبارك



في الوقت الذي اشتعل فيه ميدان التحرير تارة من نيران المعارك بين المعارضين لنظام الرئيس محمد حسني مبارك من جانب ومؤيديه من البلطجية والمخربين لم تخل ساحة المظاهرات من روح الفكاهة وإطلاق القفشات والنكات السريعة التي تميز بها الشعب المصري على الموقف رغم جدية المظاهرة التى قلبت الموازين ودخول شباب 25 يناير التاريخ من أوسع الأبواب خاصة بعد أن حصدوا ثمار مظاهرتهم وثورتهم برحيل حسنى مبارك الذى اتخذ قرار التنحى فى السادسة مساء ( الجمعة ) .. فهكذا احتفظ المصريين بعادتهم عند الأزمات ، وهكذا بقيت النكات والقفشات والإسقاطات حتى في أحلك الأزمات التى تتعرض لها البلاد.
ورغم استخدام المتظاهرين عبارات لاذعة في هتافاتهم إلا أن البعض منهم استخدم عبارات عكست روح الدعابة، فتعاطف بعضهم مع الأزمة من منطلق " شر البلية ما يضحك" فهذه الشعارات بقدر ما عبرت عن واقع مرير يعترض عليه المتظاهرون إلا أنها حملت سخرية وإن كانت ممزوجة بمرارة ورغبة جدية في التغيير ورحيل النظام.
وليس غريبا على المصريين أن يوجدوا الدعابة حتى في الأزمات، حيث تفيد الدراسات التي اهتمت بالتعمق في سيكولوجية الشخصية المصرية بأنها عبارة عن مستودع بشري، أو ينبوع للألم والغضب والانفعال العميق فضلا عن تمتعهم بالذكاء المرتفع وسرعة البديهة ، التي تمكنهم من المبادرة بـ "الإفيهات" تعليقا على مختلف المواقف.
 
لم تخل احتجاجات الشبان المصريين بميدان التحرير في وسط القاهرة للمطالبة بإسقاط حكم الرئيس حسني مبارك من الفكاهة المعهودة عن الشعب المصري، كما لم تخل من مشاهد الحياة الطبيعية مثل التجارة والأعراس.
ومع حرص بعض المصريين على العودة إلى الحياة الطبيعية، تحاول الحكومة -على ما يبدو- التشديد على التهديد الذي تشكله الاحتجاجات على الاستقرار والاقتصاد وأن تظل قوية.
وفي اليوم الثالث عشر للاحتجاجات، عقد شاب وفتاة قرانهما بوسط ميدان التحرير وسط متابعة ألوف المصريين الذين احتشدوا هناك.
وكان العروسان يرتديان ملابس الزفاف التقليدية وجابا الميدان بعد إتمام مراسم القران وسط تصفيق ومباركة وتهنئة المتظاهرين.
كما انتشرت اللافتات التي تحمل الطابع الفكاهي، وظهر في الساحة عدد كبير من الباعة المتجولين الذين يبيعون أعلام مصر.
وقال محمود وهو بائع للأعلام إنه قرر النزول للميدان اليوم "ليسترزق" بعد أن أعاقته الأحداث التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية عن مزاولة عمله بائعا متجولا. وأضاف أن سعر العلم يتراوح بين ثلاثة وخمسة جنيهات.
اشتروا كنتاكي
وشوهد كذلك عدد من باعة السجائر والبسكويت والمياه المعدنية في الميدان.
وداعب بائع للبسكويت المشاركين في الاعتصام بالقول "تعالوا اشتروا كنتاكي"، وذلك في إشارة تهكمية إلى مقولة يتناقلها أنصار مبارك بأن المحتجين في ميدان التحرير عملاء ويتقاضون مائة يورو يوميا بالإضافة إلى وجبتي دجاج من سلسلة مطاعم كنتاكي الشهيرة.
وينفي المعتصمون صحة هذه المزاعم ويقولون إنها من صنع التليفزيون المصري الحكومي، الذي نددت به لافتة في الميدان كتب عليها "الكذب حصري على التليفزيون المصري".
وكانت قنوات شبكة تليفزيون النيل التابعة للتليفزيون الحكومي رفعت شعارا منذ فترة يقول ( كله حصري على التليفزيون المصري).
"عايز استحمى"
خرج الشباب بهتافات تنتزع الضحكات من القلب، مثل ذلك الذي حمل لافتة كتب عليها: "ارحل الولية عاوزة تولد والولد مش عايز يشوفك".
بينما كتب آخر: " ارحل بقى ايدي وجعتني" ويقصد طبعا "وجعتني" من حمل اللافتة التي كتب عليها الشعار، أما اللافتة الأكثر فكاهة فهي لمتظاهر بدا بشعره "المنعكش" يقول فيها: " هتمشي ، هتمشي إنجز ، عايز أروح أحلق" ، وكتب آخر "عايز أروح أستحمى".
فكرة أخرى لأحد الشعارات التي حملها أحد المتظاهرين، حيث رسم على لوحة كبيرة شهادة تخرج جعل فيها الرئيس محمد حسني مبارك طالبا متخرجا في مدرسة الجمهورية، ولكن الشهادة حملت أصفارا عديدة في "الصحة" و"الثقافة" و"الداخلية" و"الخارجية" و"التعليم" و"التجارة" و"الاقتصاد" و"الصناعة" و"الزراعة"، وذيلت الشهادة بملاحظة أن الطالب راسب وليس له فرصة في الإعادة.
وحملت لافتة أخرى تساؤلا من "رابطة نجاري مصر" عن نوع "الغراء" الذي يستخدمه الرئيس.
وظهرت صورة للرئيس يحمل لافتة كتب عليها الرئيس يريد تغيير الشعب.
وكتبت فتاة على لافتة " باي مبارك.. موبايلات بقى".
وكتب متظاهر "مبارك طير انت".
ما بين السلة والحلة
ليست الأقوال وحدها التي عكست كوميديا المظاهرات ولكن الأفعال أيضا والتي ظهرت من خلال الوسائل التي استخدمها المتظاهرون لتأمين وحماية أنفسهم من انهمار الطوب على رؤوسهم حيث قام فريق منهم بالدفاع عن نفسه بالتفرغ لتكسير طوب الأرصفة من أجل الحصول على حجارة للرد على الهجمات، بينما كان هناك بعض الأفراد مشغولون بالبحث عن أفكار لصناعة الخوذات الواقية، وما أعجبها.
الخوذات المبتكرة الجديدة كليا كانت من أكثر ما يثير ضحكك في موقف تحولت فيه منطقة التحرير إلى ساحة معارك.
وكانت "الحلة" من أبرز الأفكار التي أفرزتها الثورة الشبابية لخوذات حماية الرأس في مواجهة طوب البلطجية، حيث ارتدى أحد الشباب الحلة في رأسه وربطها بخيط يلف رأسه حتى يضمن ثباتها أثناء الكر والفر.
بينما قام آخرون بارتداء سلة مهملات وآخر "قروانة".
واستخدم البعض زجاجات المياه الفارغة لتثبيتها على الرأس بواسطة شال، وعدد من المتظاهرين استخدموا ورق الكرتون.
شركة أفلام الثورة
عناوين أفلام الثورة كوميديا أخرى ابتكرها المتظاهرون للسخرية من النظام حفلت بها صفحاتهم على الفيس بوك فمنشئوا صفحة " أي حاجة في رغيف" اقترحوا أسماء لأفلام الثورة في غاية الطرافة منها: أبي فوق الدبابة، وعودة النت ، ورامي الاعتصامي ، والرصاصة المطاطية لا تزال في كتفي ، وفي بيتنا بلطجي ، وكيف تصرف العفريت ، وحرامية في لندن ، و لا تراجع ولا استسلام "القبضة الدامية" ، وإسماعيل يس في الثورة ، وسمير وشهير وبهير في التحرير ، وبلطجية من جهة أمنية ، وشعب فوق صفيح ساخن ، وإحنا بتوع التحرير ، وسكوت هنحرر ، ونحن لا نصنع المولوتوف ، وارحل الثورة تطلع حلوة ، وثورة هزت عرش مصر.
كوميديا اللجان الشعبية
لا شك أن اللجان الشعبية التي شكلها المواطنون المصريون لها أهمية كبرى في حراسة الشوارع، والقضاء على أعمال البلطجة والشغب والخارجون على القانون، ويخشى الناس من أن تتحول إلى قوة وسلطة، ولكنها سلطة "ظريفة".
إحدى تلك اللجان التي كونها مجموعة من "الحشاشين" القدامى وصادف مرور سيارة بها ضابطان من وزارة الداخلية، وما إن اكتشف الحشاشون ذلك إلا وقاموا باحتجازهما للتفتيش، انتقاما من الشرطة التي كانت تفسد عليهم جلسات "الصهللة".
ويؤكد عدد كبير أن بعض أفراد هذه اللجان لا يقرأ ولا يكتب ومع ذلك يصر على أن تظهر له البطاقة الشخصية ورخصة القيادة.
وقال أكاديمي إن لجنة أوقفته بشارع السودان وتقدم إليه أحد أفرادها مطالبا إياه بخمسين جنيه غرامة بسبب حديثه في الهاتف أثناء القيادة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

معرض الصور


من البداية